رئيس الوزراء: مواصلة حوكمة الاستثمارات العامة وضمان استقرار سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول

منذ 2 ساعات
رئيس الوزراء: مواصلة حوكمة الاستثمارات العامة وضمان استقرار سداد مستحقات الشركاء الأجانب في قطاع البترول

عقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤتمره الصحفي الأسبوعي مساء اليوم في العاصمة الإدارية الجديدة. وحضره أيضًا وزير الاتصالات البرلمانية والقانونية والسياسية المستشار محمود فوزي. واستهل مدبولي كلمته بتحية الصحفيين والإعلاميين الحاضرين.

بدأ الدكتور مصطفى مدبولي كلمته حول انتخابات مجلس الشيوخ قائلاً: “سأبدأ بانتخابات مجلس الشيوخ، وهو موضوع بالغ الأهمية شهدته مصر هذا الأسبوع. وكما تابعتم، فقد بدأت انتخابات المصريين في الخارج خلال اليومين الماضيين، ثم بدأت أيضًا داخل مصر خلال اليومين الماضيين. نؤكد دائمًا أن مجلس الشيوخ جزء لا يتجزأ من الإطار التشريعي والحياة التشريعية في مصر. أقول دائمًا إنه مركز الفكر والعقل المدبر للدولة، ويساهم في نقاش مجلس النواب حول التشريعات ويدعمه. كما يستحق كل التقدير على التقارير الفنية والعلمية العديدة التي قدمها للحكومة، ونأخذ توصياته دائمًا في الاعتبار في خططنا التنفيذية.”

وأضاف رئيس الوزراء: “كان دور الحكومة في هذا الشأن هو التركيز على تنظيم الانتخابات بالتنسيق الكامل مع الهيئة الوطنية للانتخابات. وقد ساهم هذا، ولله الحمد، في ضمان سير الانتخابات بسلام واستقرار. كما كانت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات عالية. وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن خالص امتناني للهيئة الوطنية للانتخابات على تنظيم هذا الحدث المهم. وإن شاء الله، سيكون الحدث الأكبر هو انتخابات مجلس النواب. كما لا يسعني إلا أن أعرب عن امتناني لجميع المواطنين الراغبين في ممارسة حقوقهم الدستورية وحقهم المهم في التصويت.”

قال الدكتور مصطفى مدبولي، في معرض حديثه عن المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة: “أود أن أتطرق إلى قضية بالغة الأهمية لطالما شغلت بالنا كمصريين، ألا وهي المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة. بالأمس، وكما قد تكونون تابعتم، عُقد لقاء ثنائي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، حيث أكد الرئيس جهود مصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

آلاف الشاحنات المصرية تنتظر قرب معبر كرم أبو سالم منذ أيام. وبالفعل، دخلت شاحنات عديدة الأسبوع الماضي، ولا يزال جزء كبير منها ينتظر إجراءات الدخول لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة. ولا تكتفي الحكومة المصرية بهذا فحسب، بل تُوصل المساعدات جوًا أيضًا بالتعاون مع العديد من الدول. ولذلك، نبذل جهدًا مزدوجًا لإيصال المساعدات إلى إخواننا في غزة عبر المعبر وجوًا.

في غضون ذلك، صرّح الدكتور مصطفى مدبولي بأنه تم الإعلان عن موعد جديد لافتتاح المتحف المصري الكبير. وينص الاتفاق على أن يكون يوم السبت الموافق 1 نوفمبر. ووجّه مدبولي الوزراء والمسؤولين المعنيين باستئناف الأنشطة والخطوات التنفيذية لاحتفالية الافتتاح الكبير، التي نعتزم من خلالها إبراز القوة الثقافية والحضارية للدولة المصرية. وينبع ذلك من إيماننا بأننا نقدم هذا المتحف هدية للعالم، رمزًا لحضارة مصر العظيمة.

كما صرّح رئيس الوزراء بأنه شدد خلال اجتماع المجلس اليوم على ضرورة متابعة صيانة وتشغيل محطات ومرافق البنية التحتية، لا سيما وأن أشهر الصيف عادةً ما تُشكّل ضغطًا كبيرًا على الشبكات. ولتجنب الانقطاعات المفاجئة للخدمة في أي منطقة، يجب ضمان استمرارية كفاءة عمليات التشغيل والإدارة والصيانة. لذلك، صدرت توجيهات للوزراء والمحافظين بتكثيف عمليات التفتيش اليومية والتحقق من جميع الأنظمة والتوصيلات التشغيلية، بما في ذلك شبكات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والاتصالات، لضمان التشغيل الأمثل لجميع الشبكات، لا سيما مع دخولنا مطلع أغسطس، واستمرار درجات الحرارة المرتفعة طوال أشهر الصيف.

وفي هذا السياق، أوضح وزير الكهرباء الدكتور مصطفى مدبولي حجم الزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء، مشيراً إلى أنه على الرغم من تجاوزنا رقم ذروة الاستهلاك الذي وصلنا إليه العام الماضي، حين وصلنا إلى 39400 ميجاوات، إلا أننا واصلنا تجاوز رقم ذروة الاستهلاك الذي وصلنا إليه العام الماضي، وهو 38 ألف ميجاوات، لمدة أسبوع، مما خلق عبئاً كبيراً على تشغيل الشبكة والمحطات.

وأضاف رئيس الوزراء: “لذلك، أكدتُ للسادة الوزراء المحترمين أن الدولة المصرية تبذل جهودًا حثيثة لإعداد منظومة تضمن استمرارية إمدادات الكهرباء. لذا، يجب علينا العمل على منع تأثر هذه المنظومة بأعمال الصيانة المتأخرة، أو مراقبتها بانتظام وفعالية”.

كما ناقش الدكتور مصطفى مدبولي بعض مشاكل الري خلال أشهر الصيف. فعلى سبيل المثال، أدى نقص المياه الواصلة إلى بعض الترع، وخاصةً في نهاياتها، إلى شكوى بعض المزارعين من انقطاع مياه الري. وأوضح أن استهلاك المياه يزداد مع بدء موسم الزراعة الصيفية في مايو، ليصل إلى ذروته أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر. وأشار إلى أن هذه الفترة هي ذروة استهلاك المياه، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الري لتوفير المياه اللازمة للمزارعين وتنظيف الترع لضمان استدامة الخدمة.

وأضاف رئيس الوزراء أن مصر اعتمدت نظام تدوير المياه، بنظام الفترتين أو الثلاث فترات في بعض المناطق. وبموجب هذا النظام، تُضخ المياه في قناة لري منطقة محددة، ثم يُوقف الضخ ويُحوّل إلى قناة ومنطقة أخرى. وأكد أن تصوير القنوات الفارغة والادعاء بنقص المياه أمرٌ غير ضروري، فنظام التدوير ممارسة شائعة ومعروفة، وستواصل مصر تطبيقه في المرحلة المقبلة.

وقد عالجت وزارة الري بالفعل شكاوى بشأن تأخر تنظيف بعض القنوات. ومع ذلك، أكد رئيس الوزراء أن المزارعين مسؤولون أيضًا عن تنظيف قنوات الري الصغيرة، وشدد على أهمية تعاونهم مع وزارة الري في هذا الشأن لضمان سير العملية بشكل منظم ومستدام.

أشار رئيس الوزراء في كلمته إلى أن هذا الأسبوع شهد حدثين هامين، أولهما انعقاد الدورة السادسة لمؤتمر المصريين في الخارج. وفي هذا السياق، أشار إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة الاهتمام الكبير بالمصريين في الخارج، باعتبارهم جزءًا من القوة الناعمة لمصر. وأكد استعداد أعضاء الحكومة للمشاركة في فعاليات المؤتمر المختلفة، وتقديرهم للجهود المبذولة والدور المهم الذي يقوم به المصريون في الخارج. وشدد على ضرورة العمل بالتعاون والتنسيق مع مختلف الوزارات والجهات المعنية لتذليل أي عقبات أو مشكلات قد تواجههم، ومعالجة همومهم وقضاياهم، والسعي لتسهيل مختلف الإجراءات المتعلقة باحتياجاتهم.

أشار رئيس الوزراء إلى أن الحدث الثاني تمثل في اجتماع مجلس تنسيق السياسات النقدية والمالية، الذي استعرض مختلف التطورات المتعلقة بالسياسات النقدية والمالية، وأكد على استمرار برنامج الإصلاح الهيكلي، ورصد برنامج صندوق النقد الدولي وتطوراته. وقد تحقق ذلك من خلال ضمان استدامة واستقرار مدفوعات الديون للشركاء الأجانب في قطاع النفط، بالإضافة إلى مراجعة وضع المدفوعات السابقة. وأكد الاجتماع على استمرار حوكمة الاستثمار العام، وتحقيق الأهداف المعلنة في السنة المالية السابقة. كما تم استعراض وضع الاستثمارات العامة في السنة المالية الجديدة.

وأضاف رئيس الوزراء أن الاجتماع استعرض أيضًا مؤشرات الدين الخارجي، بما في ذلك نسبة الناتج المحلي الإجمالي إلى الناتج المحلي الإجمالي وسقف الدين الخارجي، مع ضمان عدم تجاوز الأرقام التي اتفق عليها المجلس. كما تناول الاجتماع وضع احتياطيات النقد الأجنبي، التي أعلن البنك المركزي تجاوزها 49 مليار دولار، وارتفاع صافي الأصول الأجنبية للبنوك المصرية. وأكد رئيس الوزراء على ضرورة التنسيق والمتابعة المستمرة لضمان استقرار السياسات النقدية والمالية.

واصل الدكتور مصطفى مدبولي مناقشة تعديلات قانون الإيجار القديم، قائلاً: “منذ البداية، عندما ناقشناها مرارًا وتكرارًا، كانت الحكومة تُدرك تمامًا أن هذه قضية بالغة التعقيد، ولها تاريخ يمتد لأكثر من 60 عامًا. لقد تناولنا موضوعًا لم تتجنب الحكومات السابقة الخوض فيه قط. وتزامن ذلك مع قرار المحكمة الدستورية بضرورة معالجة هذه القضية. لذلك، حرصنا منذ البداية على أن يكون هذا القانون إطارًا للتوازن بين المؤجرين والمستأجرين. ولكل طرف منظوره ومنطقه الخاص عند طرح هذه القضية. لكن الأهم هو أننا أعلنا ثوابت بالغة الأهمية: تلتزم الدولة بتوفير بدائل للمساكن الإيجارية في الحالات التي لا يستطيع فيها المستأجرون تحمل زيادة الإيجارات. سيشرح وزير شؤون مجلس النواب والشؤون القانونية والاتصال السياسي هذه القضية بالتفصيل، وسيجيب على جميع الأسئلة المطروحة بهذا الشأن. ومع ذلك، فقد أعلنا هذا المبدأ، وآليات تطبيقه واضحة تمامًا في مواد هذا القانون”.

وأضاف: “هناك شائعات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن الحكومة ستزول بعد سبع سنوات، وأننا سنفاجأ بهذا. لا، هذا الأمر لا يتعلق بالحكومة الحالية، ولا برئيس الوزراء الحالي، ولا بأي فرد. بل على العكس، هذا التزام دولة، وجميع الحكومات الحالية، بغض النظر عن خلفياتها، ستلتزم به. هذا التزام دولة، وليس التزامًا لفئة قائمة لفترة زمنية محددة. أود التأكيد على أن هذا التزام دولة والتزام من الحكومة المصرية، وجميع الحكومات ستلتزم بما وعدنا به”.

واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: “ما قاله الرئيس بشأن هذا القانون هو أننا لن ندفع أي شخص يتمتع بحق السكن إلى دوامة من القلق بشأن مستقبله. جميعنا نعمل من أجل ذلك. واليوم، وجهتُ مجلس الوزراء وجميع الوزراء المعنيين لاتخاذ إجراءات فورية. وسيُعقد اجتماع الأسبوع المقبل لمناقشة الآليات والخطوات التنفيذية التي تضمن تطبيق هذا القانون”.


شارك