اختلافات القائمة النسبية والمطلقة في النظام الانتخابي

أكد الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الانتخابات الحالية في مصر تمثل تمريناً سياسياً بالغ الأهمية يتطلب تقييماً دقيقاً وتحليلاً معمقاً بهدف تحسين البنية الحزبية وتعزيز الحياة السياسية في مصر.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي حمدي رزق خلال برنامج خاص حول انتخابات مجلس الشيوخ الخامسة والعشرين على إذاعة NNI Egypt، أكد رزق أن اختيار النظام الانتخابي لا يجب أن يتم بمعزل عن السياق السياسي والاجتماعي للبلاد، مؤكداً أن النظام الأنسب هو الذي يحقق أهداف المرحلة الحالية ويعكس طبيعة البناء الاجتماعي والسياسي.
وأوضح أن نظام الانتخاب النسبي له مميزاته، ولكن هناك مشكلة في الحصص المنصوص عليها في الدستور المصري، وأن نظام القائمة المغلقة هو الأنسب للواقع الحالي.
أكد الرئيس على وجود أزمة حقيقية في ثقافة الحزب وبنيته التنظيمية، مؤكدًا على ضرورة توفير دعم أكبر لبناء كوادر الحزب وتطوير خطاب سياسي يعكس أولويات المواطنين. وأكد أن الانتخابات وحدها لا تُسهم في بناء حياة ديمقراطية ما لم تكن جزءًا من عملية سياسية متكاملة.
أوضح أن مصر لا تعاني من نقص الأحزاب السياسية، بل من ضعف فاعليتها وتأثيرها الاجتماعي. وجادل بأن المطلوب ليس زيادة عدد التشكيلات السياسية، بل تكوين كتل حزبية كبيرة تمثل تيارات فكرية وسياسية متنوعة، وتطرح برامج انتخابية واضحة.
ردًا على سؤال حول تفضيل المصريين للنظام الفردي، جادل عبد الوهاب بأن البيئة الاجتماعية التقليدية في مصر لا تزال تؤثر على اختيارات الناخبين، حيث تلعب العوامل القبلية والعائلية دورًا أكبر من البرامج والخطابات السياسية. وهذا يستدعي إعادة بناء الوعي السياسي للمواطنين.
كما سلط الضوء على التحديات المرتبطة بغياب الشخصيات السياسية البارزة وضعف التجربة الحزبية القائمة، مؤكدا أن الدولة بدأت في خلق مدرسة سياسية جديدة من خلال مبادرات مثل “تنسيقية الشباب الأحزاب والسياسيين” و”الأكاديمية الوطنية للتربية”.