رئيس الوزراء للمصريين بالخارج: أهمية بالغة لرعاية المصريين في الخارج من قبل الدولة

قال الدكتور مصطفى مدبولي في مستهل كلمته: “يسعدني أن ألتقي بكم اليوم في إطار هذا الملتقى الوطني الذي يجمع في وطننا أبناء مصر الأعزاء المقيمين في الخارج. ويسعدني أن أتحدث معكم، ومن خلالكم، مع ملايين المصريين الذين يقدمون خبراتهم ومعارفهم القيّمة وجهودهم المخلصة لإثراء المسيرة الحضارية والإنسانية لمجتمعاتهم، ويمثلون نموذجًا مشرقًا للحضارة المصرية في الخارج”.
فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المصريين بالخارج
قال رئيس الوزراء: “يشرفني أن أكون معكم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأطلعكم على أهم الجهود التي تبذلها الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق تطلعات الشعب المصري في مستقبل أفضل، ودعم المصريين المخلصين المقيمين في الخارج”.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن رعاية المصريين في الخارج تُعد من أهم أولويات الدولة المصرية والقيادة السياسية. ويُولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامًا بالغًا ومستمرًا بأبناء المصريين في الخارج، كما هو الحال في وطنه. ويوجه مدبولي باستمرار ببذل كل جهد ممكن لحماية حقوق وكرامة الأطفال المصريين في الخارج، وتلبية احتياجاتهم وطلباتهم، وبذل كل جهد ممكن لتوفير مختلف التسهيلات لهم من خلال الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية. كما يسعى جاهدًا لتكثيف التواصل مع المصريين في الخارج وتوطيد أواصر الصلة بالوطن، لا سيما بين أبناء الجيلين الثاني والثالث من أبناء مصر في الخارج.
أكد رئيس الوزراء أن وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المغتربين لعبت دورًا هامًا في هذا الصدد خلال العام الماضي، حيث حرصت على التواصل الدائم مع المصريين في الخارج، وتلبية احتياجاتهم، وتحسين التواصل معهم، وتسهيل الخدمات، وإطلاق المبادرات لخدمتهم بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى. وأضاف أننا لا شك في حرصنا على تقديم المزيد من الخدمات والتسهيلات والمبادرات والفرص للمواطنين المصريين في الخارج. وسنعمل على الاستفادة القصوى من التقنيات التكنولوجية والرقمية من خلال جهودنا المتواصلة لتطوير الخدمات القنصلية وتسهيل حصول المواطنين عليها.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تقدير الحكومة المصرية للدور الوطني المتواصل الذي يقوم به المصريون بالخارج. وأوضح أن المصريين بالخارج يجسدون قيم الانتماء والوطنية من خلال تحويلاتهم المالية المتواصلة والمتزايدة، والتي تُعد من أهم مصادر تدفق النقد الأجنبي إلى الاقتصاد المصري، في ظل التداعيات الاقتصادية للأزمات الإقليمية والدولية. وقد سهّلت إجراءات البنك المركزي الإصلاحية في السياسة النقدية، بالتنسيق مع الحكومة، من خلال اعتماد سياسة سعر صرف مرن، والتزام الحكومة بتنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي.
“تأمل الحكومة في تعظيم مساهمتكم في بناء “الجمهورية الجديدة” من خلال معرفتكم وخبراتكم واستثماراتكم، مع الأخذ في الاعتبار الحوافز والتسهيلات التي تقدمها لكل من يرغب في الاستثمار في مصر.”
وفيما يتعلق بالتطورات السياسية الإقليمية، أكد رئيس الوزراء أن مصر، بلا شك، حافظت على أمنها واستقرارها في ظل هذه الاضطرابات الإقليمية بفضل العناية الإلهية، وجهود هذا الشعب الكريم والواعي، وحكمة قيادته السياسية، التي لا تزال متمسكة بمبادئ السياسة الخارجية المصرية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأوضح فخامة الرئيس أنه يرفض طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وأنه يعمل مع دولة قطر والولايات المتحدة وشركائها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأن مصر تعتزم استضافة مؤتمر للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة. وتواصل مصر جهودها لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تحافظ على دورها الفاعل في مختلف مجالات السياسة الخارجية من خلال الحفاظ على مبدأ “التوازن الاستراتيجي” في علاقاتها مع كافة القوى الدولية، بهدف تلبية احتياجات أمنها القومي وحماية مصالحها الوطنية وحشد الدعم الدولي للتنمية الشاملة للبلاد.
فيما يتعلق بالسياسة الداخلية، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر واجهت تحديات اقتصادية خلال السنوات الأخيرة نتيجةً للأزمات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، ولله الحمد، تمكنت الحكومة المصرية من التغلب على معظم هذه التحديات. وحققت مصر معدلات نمو إيجابية في الناتج المحلي الإجمالي، وانخفضت معدلات التضخم والبطالة. علاوة على ذلك، واصلت تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، ودعم دور القطاع الخاص، وتحسين مناخ الاستثمار.
أكد رئيس الوزراء، بناءً على توجيهات الرئيس، استعداد الحكومة لتطبيق حزمة من برامج الحماية الاجتماعية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا ومحدودي الدخل، لتخفيف الأعباء المرتبطة ببرنامج الإصلاح الاقتصادي. كما نفذت الحكومة عددًا من المبادرات الرئاسية التي تُسهم في رفع مستوى معيشة المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية لهم، كالحياة الكريمة، والرعاية الصحية لمدة 100 يوم، والسكن لجميع المصريين.
قال رئيس الوزراء في ختام كلمته: “لا شك أن كل واحد منكم، أينما كان يقيم أو يسافر، هو سفير لوطنه. ويمكنكم أن تلعبوا دورًا في نشر الحقيقة حول طبيعة الوضع في مصر وما توفره من أمن واستقرار وتنمية اقتصادية، رغم التحديات الإقليمية والدولية التي نواجهها”.
وأعرب عن أمله في أن يتاح للمصريين بالخارج متسع من الوقت خلال فترة إقامتهم في مصر لحضور المؤتمر والتجول في مصر ومشاهدة النهضة التي شهدتها المدن الجديدة والجامعات والمناطق الصناعية الحديثة والمشروعات القومية الكبرى وغيرها من المجالات في مختلف أنحاء البلاد خلال العقد الماضي.
كما وجه الوزراء الحاضرين في المؤتمر خلال اليومين المقبلين بتقديم معلومات مفصلة حول ما يحدث في هذا البلد الحبيب.