وزير الخارجية يدعو إلى تنفيذ خطة إعادة إعمار الأمة العربية والإسلامية

منذ 12 ساعات
وزير الخارجية يدعو إلى تنفيذ خطة إعادة إعمار الأمة العربية والإسلامية

أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بدر عبد العاطي، في كلمته أمام المؤتمر رفيع المستوى حول الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، أن عدوان إسرائيل على قطاع غزة تجاوز كل حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني، وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة استهدفت أكثر من 2.5 مليون فلسطيني بالحصار والقتل والتجويع والتشريد، وسط صمت مقلق على الساحة الدولية.

وأعرب الوزير عن امتنانه للمملكة العربية السعودية وفرنسا لمساهمتهما في تنظيم المؤتمر، مشيرا إلى أن الأوضاع المزرية في قطاع غزة والضفة الغربية وقتل الأطفال دليل واضح على انهيار معايير العدالة والإنصاف، ويثبت فشل المجتمع الدولي في وقف آلة القتل الإسرائيلية التي أصبحت أداة لقمع وتجويع الفلسطينيين.

“ولعل الأطفال الذين يقتلون كل يوم يمثلون نقطة تحول ومثالا واضحا على عبثية ما يسمى بقواعد العدل والإنصاف في عالم لم يعد يعرف إلا لغة القوة، عالم يستخدم ليس مقياسين بل مائة مقياس، عالم يصمت عن الحقائق الميتة والميتة، سواء خوفا أو مصلحة ذاتية”، قال عبد العاطي.

“إن آلية القتل التي تنتهجها قوات الاحتلال لإسكات صرخات الجياع في قطاع غزة أصبحت مثالاً على عبثية وعجز العمل الدولي في هذه المرحلة المظلمة من تاريخ البشرية”.

أكد الوزير على أهمية هذا الاجتماع ليس فقط لتنسيق الجهود الدولية لمعالجة المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل أيضًا لمعالجة جذور الأزمة من خلال إحياء حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وضمان الأمن والاستقرار الإقليمي. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، والاستيلاء على الأراضي، وفرض واقع ديمغرافي جديد، لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف والكراهية.

في هذا السياق، دعا الوزير إلى وقف إطلاق نار دائم يُمهّد الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، وخاصةً إعادة إعمار قطاع غزة بما يتماشى مع خطة الإنعاش العربي الإسلامي المبكر. وستطالب مصر بتنفيذ هذه الخطة من خلال مؤتمر القاهرة الدولي الذي سيُعقد فور وقف إطلاق النار.

وأكد أيضاً على أهمية دعم السلطة الفلسطينية في القيام بدورها في الضفة الغربية وغزة، بما يضمن الهدوء وتمهيد الطريق لاستئناف العملية السياسية.

أعلن وزير الخارجية أن العدوان الإسرائيلي دليل على فشل الحلول الأمنية والعسكرية الهادفة إلى ضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وأكد أن استمرار إهمال القضية الفلسطينية من شأنه أن يقوض الاستقرار في المنطقة، وأن فلسطين ستبقى قضية مركزية للعرب رغم محاولات تهميشهم.

جدد الوزير دعوته للاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين، على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وحثّ الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين على اتخاذ هذه الخطوة، مشيدًا بالقرار الجريء للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الشأن.

واختتم الوزير كلمته بسلسلة من المطالب، من بينها دعم الجهود الرامية إلى وقف الهجمات على غزة، وتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتبادل الأسرى والرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.

لضمان قدرة الأمم المتحدة والأونروا على العمل بشكل فعال في قطاع غزة.

ودعا أيضا إلى السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى قطاع غزة لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية.

وطالب الوزير بتنفيذ خطة الإعمار العربية والإسلامية ووقف انتهاكات إسرائيل في الضفة الغربية وخاصة الاستيطان والتهويد.

وأشار أيضاً إلى أنه تم إطلاق عملية تفاوض سياسية حقيقية من شأنها أن تؤدي إلى السلام العادل والشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن التزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 ووقف ممارساتها الأحادية الجانب ضرورة يجب الوفاء بها، مشيرا إلى أن محاولات فرض أمر واقع جديد على الأرض تضعف فرص إقامة الدولة الفلسطينية وتقوض أسس حل الدولتين.

في ختام كلمته، أكد وزير الخارجية أن التعايش والتعاون الإقليمي حلمٌ سعت إليه مصر منذ توقيع اتفاقية السلام عام ١٩٧٩. إلا أن هذا الحلم سيظل مستحيلاً طالما استمرت إسرائيل في فرض منطق القوة وتجاهل القانون الدولي. ودعا إلى وضع حدٍّ للإفلات من العقاب والالتزام بالشرعية الدولية والعدالة والإنصاف.

ودعا أيضاً إلى توحيد الجهود لتجاوز هذا الواقع المرير والبناء على مخرجات المؤتمر لتحقيق السلام العادل والشامل لشعوب المنطقة.

 


شارك