من الإقطاع إلى العدالة.. ثورة 23 يوليو حدث تاريخي غير شكل مصر والمنطقة

قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، إن مصر كانت تمر بمرحلة حرجة عام ١٩٥٢، حيث عانت من الفقر والأمية والمرض، وأن البلاد كانت تحت حكم ما وصفه بـ”نصف بالمائة”. وأضاف أن الوثائق المحلية والدولية، من جنوب أفريقيا إلى الولايات المتحدة، أكدت أن البلاد كانت على شفا الانهيار.
في مداخلة هاتفية مع الإعلامي نهاد سمير في برنامج “صباح البلد” على إذاعة NNI مصر، صرّح سمير بأن ثورة يوليو لم تكن مجرد خيار، بل ضرورة تاريخية. وأضاف: “لم تكن هناك قوة سياسية قادرة على إحداث التغيير سوى الضباط الوطنيين الشباب الذين يمتلكون السلاح والقدرة على التعبئة”. كما أشار إلى أن الاحتلال البريطاني لم يكن ينوي منح مصر الاستقلال حتى بعد اندلاع الثورة.
أكد أن ثورة يوليو بدأت كحركة ضباط وطنيين، لكنها سرعان ما تحولت إلى تغيير جذري في البنية الاجتماعية، وهذا ما يميز الثورة عن الانقلاب. وقال: “لا تُصبح كل ثورة ثورة حقيقية إلا إذا بدأت بانقلاب وتحولت إلى تغيير جذري في النظام الاجتماعي والسياسي”، مستشهدًا بإلغاء الملكية، والحد من الإقطاع، وتوسيع الحقوق الاجتماعية كأمثلة.
وصف الدكتور شاكرا نهاية الاحتلال البريطاني بأنه أعظم إنجازات الثورة، قائلاً: “من عام ١٨٨٢ إلى عام ١٩٥٤، فشلت النخب السياسية في إنهاء الاحتلال. نجح عبد الناصر، وبدأ أيضًا مشاريع التنمية والتصنيع والتعليم المجاني”.
وأكد أن الثورة أدت إلى تحول جذري في شكل الدولة، وأن الدولة لم تعد مجرد حاكمة بل أصبحت دولة خادمة لشعبها.
أوضح الكاتب أن ثورة يوليو غيّرت التوازن الطبقي في مصر، قائلاً: “بعد الثورة، لم يبقَ باشوات ولا إقطاع. بل حلّ التعليم والرعاية الصحية والتنمية الصناعية الحقيقية”. وأشار إلى أن هذه الإنجازات أكدتها المنظمات الدولية والمراقبون الأجانب الذين زاروا مصر بعد الثورة.