إلهام أبو الفتح تكتب: ما بعد ماراثون الثانوية

منذ 10 ساعات
إلهام أبو الفتح تكتب: ما بعد ماراثون الثانوية

في برنامج “صباح البلد” على قناة NNi مصر، استعرضت الإعلامية نهاد سمير مقالاً للصحفية إلهام أبو الفتح، رئيسة تحرير جريدة الأخبار ورئيسة شبكة قنوات ومواقع NNi مصر. نُشر المقال في جريدة الأخبار تحت عنوان ” بعد ماراثون الثانوية العامة “.

انتهت امتحانات الثانوية العامة الأسبوع الماضي، لكن القلق والترقب والإثارة لم ينتهِ.

ربما بدأ الآن.

إن عملية الانتظار – على الرغم من أنها تبدو هادئة – محفوفة بالتوتر ومحملة بالأسئلة:

هل سيكون المجموع كافيا؟

هل سيتحقق حلم الطالب بالدخول إلى جامعة أو كلية أحلامه؟

يواجه طلاب الثانوية العامة، أعانهم الله وأهلهم، عامًا دراسيًا مرهقًا في ظل نظام نعيشه منذ سنوات، حيث يتم تحميل الضغوط والحالة النفسية للطلاب الناتجة عن عوامل مثل الضغط الأسري والاجتماعي، والدروس الخصوصية التي تستغل معيشة الأسرة، على عام ونتيجة امتحان وثروة إجمالية قد يخسرونها.

حتى الآن وحتى العام المقبل، لا يزال التقييم يعتمد على امتحان نهائي واحد، مما يختصر كل جهد الطالب في رقم واحد.

رغم إقرار قانون التعليم الجديد، إلا أن تطبيقه سيبدأ العام المقبل، ونحن بانتظار قرار الوزارة لتوضيح بعض النقاط غير الواضحة، وكيف سيكون التطبيق بناء على التقييم التراكمي والمسارات المختلفة التي سيتم اتباعها.

يُمثل القانون الجديد نقلة نوعية في مجال التعليم، إذ يرمز إلى التحول من التلقين والتوجيه إلى التخصص والاختيار. إلا أن القانون لا يزال في مراحله الأولى، ويتطلب مزيدًا من التوضيح والتوعية في المدارس، وتدريبًا جادًا للمعلمين، وتنسيقًا جامعيًّا لضمان تكافؤ الفرص في جميع المجالات.

بعض التفاصيل، مثل فرض رسوم لتحسين الدرجات، تثير قلق الأسر ذات الدخل المنخفض وتحتاج إلى إعادة النظر لضمان العدالة والفرص المتساوية للجميع.

ويأتي طلبة المرحلة الثانوية هذا العام ضمن المجموعتين الأخيرتين في النظام القديم.

كانوا هم الذين عاشوا تحت ضغط المجموعة، وتحملوا توتر المجموعة وخوفها لمدة عام.

ولكن الواقع مختلف.

هناك قصة وراء كل نتيجة، وقصة غير مرئية وراء كل رقم.

لقد درس البعض في ظروف صعبة، وواجه البعض صعوبات نفسية أو عائلية، واجتهد البعض الآخر بإخلاص؛ قلوبنا معهم.

هؤلاء الناس لا يحتاجون إلى شهادة فقط، بل إلى كلمة طيبة.

أن تجد من يقول لنفسه: لقد عملت بجد، وحاولت جاهداً، ولكن النجاح من الله، هذا يكفي.

الجامعة ليست نهاية الطريق، وليست مجموع كل شيء.

لا يتم قياس النجاح من خلال الجامعة فقط، بل أيضًا من خلال المسار الذي يختاره الشخص وقدرته على الحصول على مكان في سوق العمل، وهو العامل الأكثر أهمية.


شارك