وزيرة البيئة تتناقش مع سفيرة المكسيك في تعزيز أوجه التعاون

منذ 4 ساعات
وزيرة البيئة تتناقش مع سفيرة المكسيك في تعزيز أوجه التعاون

استقبلت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، سفيرة المكسيك لدى مصر، ليونورا رويدا جوتيريز، لبحث سبل تعزيز التعاون البيئي الثنائي والمتعدد الأطراف، ومواجهة التحديات البيئية. وحضر اللقاء السفير رؤوف سعد، مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف وممثل وزارة الخارجية.

في بداية اللقاء، هنأ السفير الدكتورة ياسمين فؤاد على انتخابها أمينةً تنفيذيةً جديدةً لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التصحر. ويلبي هذا المنصب احتياجات العديد من الدول، ليس فقط بسبب تفاقم مشكلة التصحر، بل أيضًا لتداخلها مع قضايا أخرى مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي. وأعرب السفير عن ثقة بلاده بالدور المهم الذي ستلعبه الدكتورة ياسمين فؤاد في هذا المسعى، نظرًا لخبرتها الواسعة في العمل البيئي وتمثيلها لمصر، البلد الذي يتشابه مناخه إلى حد كبير مع مناخ المكسيك والدول النامية عمومًا.

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على العلاقة المتميزة بين البلدين في مجال البيئة، لا سيما بعد رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي عام ٢٠١٨، الذي ترأسته المكسيك. وخلال رئاستها، كانت المكسيك رائدة في وضع إطار عالمي للتنوع البيولوجي خلال مؤتمر الأطراف الرابع عشر (COP14)، الذي ترأسته مصر. علاوة على ذلك، يحافظ البلدان على تعاون ثنائي في مجال التحول الأخضر والاقتصاد الدائري.

وأضاف وزير البيئة أنه خلال رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP14)، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة عالمية لربط اتفاقيات ريو الثلاث – المناخ، والتنوع البيولوجي، والتصحر. ومع ذلك، فقد جرى العمل على كل اتفاقية من هذه الاتفاقيات الثلاث بشكل مستقل لفترات طويلة نظرًا لترابط هذه التحديات الثلاثة. وأكد المؤتمر، الذي استضافته مصر نيابةً عن أفريقيا، أن التصحر يمثل تحديًا مباشرًا يواجه الدول الأفريقية. فنحن نفقد المزيد والمزيد من الأراضي يوميًا بسبب فقدان التنوع البيولوجي وتأثير تغير المناخ، مما يؤثر بدوره على الأمن الغذائي.

صرح وزير البيئة بأن الظروف العالمية الراهنة، التي أدت إلى عدم الاستقرار نتيجة تصاعد الصراعات في العديد من المناطق، وتزايد التحديات البيئية لتغير المناخ، وارتفاع أسعار الغذاء، وتهديدات الأمن الغذائي، عوامل تدفع التصحر إلى صدارة التحديات البيئية. وأوضح أن مصر والمكسيك مسؤولتان بالتساوي عن تغير المناخ، ومع ذلك فهما، وغيرهما من الدول، يدفعون الثمن. وسلط الضوء على أهمية عام 2026 في إظهار مصداقية العمل متعدد الأطراف، إذ يمثل فرصة مهمة لإعطاء دفعة قوية لنتائج مؤتمرات الأمم المتحدة الثلاثة بشأن التنوع البيولوجي والمناخ والتصحر، ولحشد التمويل من مرفق البيئة العالمية. لذلك، من الأهمية بمكان جمع نماذج واقعية يمكن تكرارها والبناء عليها، وحشد أفضل السبل لحشد الزخم السياسي والتضامن والتمويل اللازم لإطلاق نداء تنبيه عالمي.

كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أنه بالنظر إلى تشابه شواطئ مصر والمكسيك والتحديات التي تواجهها نتيجة تغير المناخ، يُمكن الاستفادة من التجربة المصرية في تطبيق حلول قائمة على الطبيعة. ونظرًا لندرة الموارد المتاحة، تُقدم هذه الحلول نموذجًا واقعيًا لربط الاتفاقيات الثلاث بتكلفة أقل. فهي تتكيف مع آثار تغير المناخ، وتحد من فقدان التنوع البيولوجي، وتُمكّن من استخدام الأراضي للأغراض الزراعية، وتُمكّن الناس من تحقيق جودة حياة مستدامة. وأكد الرئيس أنه انطلاقًا من التزام مصر ودورها في العمل متعدد الأطراف، رغم تداخل الظروف العالمية والإقليمية، يُمكن للدول الاعتماد على مصر لاستكمال التحالف البيئي متعدد الأطراف.

أكد وزير البيئة على إمكانية التعاون الثنائي في عرض التجربة المصرية الملهمة لتطبيق نظام متكامل لإدارة جميع أنواع النفايات، لمواجهة التحدي المتمثل في تراكمها لسنوات. ويرتكز هذا النظام، المبني على إطار قانوني أُنشئ عام ٢٠٢٠ مع أول قانون لإدارة النفايات، على جانبين: فلسفة الاقتصاد الدائري من خلال إعادة استخدام النفايات، والانتقال من تنفيذ الدولة وإدارتها إلى مشاركة القطاع الخاص. وفي السنوات الأخيرة، عملت الحكومة على تهيئة بيئة داعمة، من خلال إنشاء البنية التحتية للنظام وتشغيله من خلال القطاع الخاص، محققةً العديد من قصص النجاح، ومحددةً أدوار ومسؤوليات مختلف الجهات المعنية لضمان التنفيذ الفعال.

أعرب السفير المكسيكي عن أمله في تعاون مثمر على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف بين البلدين، لا سيما في ظل تشابه المشكلات والتحديات، ومجالات تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وتجربة مصر في إدارة النفايات، وإمكانية تحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية. وهذا يتيح فرصًا لتبادل الخبرات وتنفيذ برامج مشتركة.

وأوضحت السيدة ليونورا رويدا جوتيريز أن مصر والمكسيك ستكونان شريكين استراتيجيين في العمل البيئي الثنائي والمتعدد الأطراف، وخاصة في مجال تأثير التصحر على الزراعة، وهو تحدٍ للمكسيك، ومشكلة الفيضانات، التي تحاول المكسيك معالجتها من خلال تخطيطها الوطني للتنمية الزراعية، بينما تسعى أيضًا إلى التغلب على تحدي تطوير التعليم بشأن التنوع البيولوجي والاستدامة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تصميم أفضل الممارسات لتحسين الطريقة الزراعية التقليدية التي اعتمدت عليها المكسيك حتى الآن.


شارك