مدبولي يشارك في قمة «بريكس»: تمويل ميسر ونقل التكنولوجيا للدول النامية كسبيل للقضاء على الفقر

ألقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية لقمة البريكس التي عقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل يومي 6 و7 يوليو الجاري.
بدأ رئيس الوزراء كلمته في الجلسة الافتتاحية بعنوان “السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية” بالكلمات التالية: “بالنيابة عن رئيس جمهورية مصر العربية، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يتمكن من الحضور اليوم بسبب التزام يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، أود أن أعرب عن خالص امتناني لفخامته لولا دا سيلفا والشعب البرازيلي على كرم الضيافة والتنظيم الممتاز لقمة البريكس السابعة عشرة التي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو المتنوعة ثقافياً، البوابة التاريخية للبرازيل إلى العالم”.
وأود أيضًا أن أعرب عن تقديري للجهود التي تبذلها الرئاسة البرازيلية، وأرحب بفخامة رئيس جمهورية إندونيسيا، برابوو سوبيانتو، الذي ينضم إلينا لأول مرة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: “تأتي قمة البريكس هذه في وقت حرج نواجه فيه أزمات وتحديات متشابكة متعددة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، والتهديدات للسلام والأمن، وسلسلة غير مسبوقة من الانكماشات الاقتصادية، وارتفاع الحمائية التجارية، وارتفاع مستويات الديون، وتغير المناخ، وقبل كل شيء، الكارثة الإنسانية في غزة”.
وأضاف رئيس الوزراء: “لا شك أن أخطر أزمات عصرنا هي الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، والمستمرة منذ قرابة العامين. وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، وجرح ما يقرب من 125 ألفًا”.
وتابع: “هذه المأساة نتيجة استمرار إسرائيل في انتهاكاتها للقانون الدولي والإنساني. علاوة على ذلك، تواصل إسرائيل انتهاكاتها المتكررة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتستمر أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة بذلت كل الجهود لضمان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 15 يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن عدوان إسرائيل على المدنيين يعد خرقاً لهذا الاتفاق.
وأكد أن وقف إطلاق النار يجب أن يعود، وأن على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وتضمن حماية المدنيين، ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية.
ورفض رئيس الوزراء أي خطة لتهجير سكان غزة أو دفعهم بعيدا عن وطنهم، مشيرا إلى أن مثل هذه المقترحات تهدد حل الدولتين والسلام في المنطقة بأسرها.
تؤكد الخطة العربية الإسلامية للإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة إمكانية تنفيذ عملية إعادة الإعمار مع بقاء الفلسطينيين في وطنهم. لذا، ندعو دولكم إلى دعم هذه الخطة لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار الذي نعتزم عقده حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم.
وتابع رئيس الوزراء: “تجدر الإشارة إلى أن لبنان وسوريا يشهدان عدوانًا إسرائيليًا واضحًا، وأن الحرب الإسرائيلية امتدت إلى إيران، وهذا يمثل تصعيدًا إقليميًا بالغ الخطورة، وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين. ونؤكد على أهمية حل الأزمات والصراعات بالطرق الدبلوماسية”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في ضوء الأزمات والتحديات المذكورة أعلاه، فقد تزايد الدور المركزي لمجموعة البريكس في النظام الدولي.
وفي هذا السياق، أود أن أسلط الضوء على عدد من الأولويات، مثل تنفيذ مشاريع مشتركة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، فضلاً عن تسريع التعاون والتكامل المشترك للتغلب على التحديات التي نواجهها من خلال التقنيات والابتكارات الجديدة، وخاصة الذكاء الاصطناعي.
من بين أولويات تعاوننا، نولي أهمية بالغة لتعزيز تعاوننا الاقتصادي والمالي والنقدي، لا سيما بين البنوك المركزية. وعلينا إحراز تقدم في تمكين المدفوعات المالية بالعملات المحلية، بما يتماشى مع مبادرة بريكس للمدفوعات عبر الحدود، وزيادة التمويل بالعملة المحلية الذي يقدمه بنك التنمية الجديد.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر. وأضاف: “نعتقد أن مجموعة البريكس ينبغي أن تعمل بفعالية على تحسين آلية الدين الدولي لدعم استدامة الدين، بالإضافة إلى دعم إصلاح النظام المالي العالمي لتلبية احتياجات وأولويات الدول النامية”.
وتابع قائلاً: “ينبغي أن يضمن هذا الإصلاح استجابة نماذج الأعمال والقدرات التمويلية للاحتياجات المحددة للدول النامية. ومن المهم أيضاً تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة المشاركة في صنع القرار”.
وأكد رئيس الوزراء أن التأثير الحقيقي لمجموعة البريكس يكمن في قدرتنا على خلق المساحة والرؤية لتحقيق مصالحنا المشتركة في العديد من المجالات، وهو ما يكمن بدوره في تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا لمستقبل مزدهر.