شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني يستقبلان رئيس شركة تنمية الريف المصري الجديد

منذ 3 ساعات
شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني يستقبلان رئيس شركة تنمية الريف المصري الجديد

استقبل فضيلة شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بمقر المشيخة بالقاهرة، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة تنمية الريف الجديد، المسؤولة عن تنفيذ وإدارة المشروع القومي لاسترداد وتنمية 1.5 مليون فدان مياه، اللواء مهندس عمرو عبد الوهاب.

شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني

جاءت الزيارتان في إطار حرص ورغبة شخصيات دينية مرموقة في مصر في الاطلاع على آخر التطورات والأنشطة التي يشهدها هذا المشروع الوطني الكبير الذي يعكس روح مصر الأصيلة القائمة على الإخاء والوحدة والتكامل، في إطار التواصل الدائم بين مؤسسات الدولة والشخصيات الدينية والوطنية. في بداية اللقاءين، استعرض اللواء عمرو عبد الوهاب رؤية وخطط المشروع الوطني لتنمية المليون ونصف فدان وأهم الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع في مختلف أراضي ومناطق المشروع، مؤكدًا أن المشروع الوطني لتنمية “الريف المصري الجديد” ليس مجرد مشروع زراعي، بل هو رؤية وطنية شاملة لبناء مجتمع متكامل يجمع بين الزراعة والعمران والخدمات والتكافل، وقبلها انتماء حقيقي للوطن. حيث يشارك أبناء الوطن من مختلف المحافظات والخلفيات الدينية والاجتماعية في بناء مستقبل مشترك على أرض مصر الجميلة. وهو أيضًا مشروع تنموي متكامل يستهدف بالدرجة الأولى الشعب المصري ويسعى إلى تمكينه بالمعرفة وأدوات العمل في إطار من التكافل الوطني والتخطيط الاستراتيجي. وهذا لا ينفصل عن أهداف الدولة المصرية في “الجمهورية الجديدة” تحت القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أوضح اللواء عمرو عبد الوهاب أن المشروع بدأ بتمليك فدان واحد من الأرض، وتنظيم أوضاع المزارعين الجادين، ثم تطور إلى تخصيص آلاف الأفدنة من الأراضي لصغار المستثمرين أو الشركات الكبرى المتخصصة. ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة لإنشاء مجتمعات عمرانية وإنتاجية جديدة، تشمل دور العبادة كالمساجد والكنائس، والمراكز الصحية، والمدارس الابتدائية والفنية الزراعية، وأقسام الشرطة، وفروع البنوك، وخدمات المواطنين، مما يوفر بيئة متكاملة للعيش والعمل والتعلم في قلب الصحراء. وقد أنشأت الشركة وشغلت عددًا من دور العبادة للمواطنين القاطنين في المناطق المرتبطة بالمشروع، منها مجموعة من المساجد والكنائس تعكس روح التنوع والوحدة المصرية الأصيلة. كما تم إنشاء مراكز طب الأسرة والمدارس الابتدائية والفنية الزراعية، مما يساهم في تنشئة جيل مثقف ومؤهل قادر على مواكبة التطورات الحديثة والمساهمة بفعالية في بناء الوطن.

صرح اللواء عمرو عبد الوهاب بأن مشروع “تنمية ريف مصر الجديدة” يمتد ليشمل الأراضي الصحراوية في ست محافظات، تشمل سهل المنيا الغربي، والفرافرة القديمة والجديدة، والمغرة، والطور، وسيوة، وتوشكي، وغيرها، ويُعد من أكبر مشاريع استصلاح الأراضي في تاريخ مصر الحديث. وأكد أن المشروع يهدف إلى إنشاء مجتمعات حضرية منتجة مستقلة، تعتمد على الزراعة الحديثة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الزراعية، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الأمن الغذائي الوطني من خلال توفير فرص حقيقية للشباب والخريجين والمستثمرين.

وأضاف اللواء عمرو عبد الوهاب: “نحن لا نبني مزارع أو نمهد طرقًا فحسب، بل نبني حياةً جديدةً وأسرًا ومجتمعاتٍ قائمةً على التعاون والتنوع وقيم الوطن. ولعل رغبتنا في أن تكون الكنائس بجوار المساجد والمدارس بجوار المراكز الصحية تعكس إيماننا بأن التنمية لا تكتمل إلا بالإنسان”.

أعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن تقديره الكبير للجهود المبذولة في المشروع، قائلاً: “إن جهود الدولة التنموية الأصيلة في مشروع تنمية ريف مصر الجديدة تعكس رؤية وطنية مستنيرة تقوم على تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أبناء الوطن وفتح آفاق جديدة لحياة كريمة وعمل شريف داخل الوطن”.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: “إن ما تحقق في المشروع القومي لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان، وفي مشروع “تنمية ريف مصر الجديدة”، يعكس بوضوح التقدم المطرد للدولة نحو إعادة بناء الشخصية المصرية، المرتكزة على الأراضي الصالحة للزراعة وقيم التراحم والتعاون. وما أسعدني اليوم هو سماعي أن هناك كنيسة بجوار مسجد، ومدرسة بجوار حقل، ومستشفى بجوار منزل مستفيد، كل ذلك في قلب الصحراء. هذه هي مصر التي نحبها، ونعمل من أجلها جميعًا”.

أشاد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالاهتمام الكبير الذي يوليه المشروع للمواطن المصري في مختلف المجالات والأنشطة، وحرصه على توفير حياة جديدة ومستقرة لكل من يستفيد من أراضيه، مؤكداً: “إن المشروع القومي لتنمية مليون ونصف المليون فدان في قلب الصحراء وخلق ريف مصري جديد هو مشروع أمل وإنتاج، ومشروع وحدة وطنية بامتياز، نرى فيه النمو والاستقرار والمعرفة إلى جانب العمل، والتضامن إلى جانب الإنتاج”.

وأضاف البابا تواضروس الثاني: “لذلك، يُمثل المشروع الوطني لتنمية مليون ونصف مليون فدان صورةً مُصغّرةً لوطنٍ يسعى إلى أن يكون حاضنةً شاملةً لمواطنيه المُختلفين. عندما أسمع منكم اليوم عن شابٍّ استطاع امتلاك فدانٍ من الأرض بعد تقنين أوضاعه، وآخر أقام مشروعًا تنمويًا على مئات أو آلاف الأفدنة، وأسرةٍ أنشأت مسجدًا وكنيسةً ومدرسةً ومستشفىً في مجتمعٍ جديد، أشعر أننا على الطريق الصحيح نحو مصر التي نفخر بها… مصر العدل والإنتاج والمحبة والسلام”.

في ختام اللقاءين، قدّم اللواء مهندس عمرو عبد الوهاب خالص شكره وامتنانه لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثاني على كرم ضيافتهما للاطلاع والاستماع والتعرف عن قرب على آخر مستجدات المشروع الوطني، ودعمهما المتواصل لرفاهية أبناء هذا الوطن الغالي وتطورهم. كما أكد أن المشروع الوطني لتنمية المليون ونصف المليون فدان هو مشروع يحمل شعار “من الشعب للشعب” ولا يميز بين مواطن وآخر، بل يهدف إلى تمكين الجميع وتوفير فرص حقيقية لبناء مجتمع منتج ومتوازن يشارك فيه الجميع في بناء وطن قوي ومتلاحم وعادل.

حضر اللقاءين الدكتورة المهندسة فينوس فايد، مستشارة رئيس مجلس الإدارة ورئيسة قطاع تطوير الأعمال، والدكتور ياسر محب، رئيس قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالشركة.


شارك