تحديد إلهام أبو الفتح: كلنا يد واحدة

منذ 5 ساعات
تحديد إلهام أبو الفتح: كلنا يد واحدة

في برنامج “صباح البلد” على قناة NNi مصر، استعرضت المذيعة رشا مجدي مقالاً للصحفية إلهام أبو الفتح، رئيسة تحرير جريدة الأخبار ورئيسة شبكة قنوات ومواقع NNi مصر. نُشر المقال في جريدة الأخبار تحت عنوان “كلنا إيد واحدة”.

مميزاتنا هي أغنية جديدة يعود بها إلينا الملك محمد منير

لتسلية أنفسنا بأغاني تلامس أرواحنا وتجعلنا نطير في السماء

بعد أكثر من عام من الصمت الفني يعود محمد منير بأغنيته الجديدة “ملامحنا”

ويقول إننا لا نرى ملامحنا في كل صورة.

أحيانًا نبدو أكثر هدوءًا في الصورة… وأحيانًا نبدو وحيدين في مجموعة

في كل مرة نهنئ أنفسنا، يتم قتلنا بالذاكرة.

تتألم قلوبنا في كل مرة نداوي فيها جروحنا.

ما يميز منير ليس فقط أنه يُبدع في غناء الأغاني، بل يخلق أيضًا عوالم عاطفية متكاملة. في “ملامحنا” نستمع إلى ذلك المزيج الساحر من الأصالة والحداثة الذي لطالما اشتقنا إليه. يحمل اللحن آثار النوبة القديمة، بينما تلامس كلمات الأغاني الفضاء المشترك الذي يجمع المصريين والعرب، فضاء الذكريات والهوية والانتماء.

منير ابن النوبة العظيمة، تلك الأرض السمراء التي وُلدت فيها حضارة عريقة تمتد جذورها لآلاف السنين. النوبة ليست مجرد مكان، بل هي حضارة وإرث إنساني، أرض معابد الفراعنة وجبالها الشامخة ونهر النيل العظيم. ينعكس هذا الإرث الثقافي العظيم في صوت منير؛ ففي نغماته تسمع صدى تراتيل أجداده، وفي ألحانه تشعر بعراقة الأرض وإشراقها.

يكمن جمال منير في أنه، رغم شهرته العالمية، ظلّ دائمًا ابنًا بسيطًا وواقعيًا، يعرف تمامًا كيف يخاطب الناس بلغة القلب. في أغنية “ملامحنا”، نجد ذلك التوازن النادر بين العمق الفني والبساطة، والأصالة والحداثة. تُعدّ الأغنية بمثابة رسالة طمأنة لمستمعيه: “مهما تبدلت الأزمان، سيبقى هناك فنٌّ أصيلٌ يُخاطب الروح”.

محمد منير له تاريخ فني طويل ومتنوع، من “الليلة يا سمرا” إلى “شجر الليمون”… قصة مصرية، يونس

.. في حب الفتيات

لعقود، شكّل سماتنا الفنية والعاطفية. والغريب أنه رغم تكريمه عالميًا في ألمانيا وأمريكا وغيرهما، لم أرَ له تكريمًا.

ولكنني آمل أن يتم تكريم منير رسميًا، وأن يتم تذكره في المهرجانات الموسيقية، وأن يتم تسمية قاعة موسيقية باسمه، وأن يتم تحويل منزله في النوبة إلى متحف.

لقد ساهم محمد منير إسهامًا عاطفيًا في تشكيل جيل جديد، وهذه العودة فرصة للاحتفاء بفنانٍ زرع الفرح في قلوبنا لسنوات. يعود منير اليوم، مُغنيًا عن الحب والوطن والحياة، ليُذكرنا بأن الجمال الحقيقي لا يذبل، وأن بعض الأصوات تبقى خالدة لمجرد كونها جزءًا منا.

مرحباً أيها الملك، تحية لذلك الصوت الذي أصبح جزءاً من وجوهنا.

الحمد لله على سلامتك يا ملك.


شارك