مدبولي يستعرض خيارات توطين تصنيع وتجميع أنظمة السونار والرنين المغناطيسي محليًا

تفقد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم مشروع إنشاء أول مصنع لأجهزة الموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي في أفريقيا والشرق الأوسط، بمدينة السادس من أكتوبر. ويُعد ذلك خطوةً مهمةً نحو تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا الطبية.

أول مصنع لإنتاج أجهزة الموجات فوق الصوتية (السونار) في أفريقيا والشرق الأوسط

خلال الجولة التفقدية لموقع المشروع، رافقهم نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، ونائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل الفريق مهندس كامل الوزير، ومحافظ الجيزة المهندس عادل النجار، ورئيس هيئة الدواء المصرية الدكتور علي الغمراوي، ورئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد وإدارة المعدات والتكنولوجيا الطبية الدكتور هشام ستيت.

كان في استقبال الوفد كلٌّ من مارك ستوس، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية، والمهندس صافي وهبة، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الصافي للاستثمار، والدكتور حازم الفار، رئيس مجلس إدارة شركة مدينوفا، التابعة لمجموعة الصافي، والمهندس محمد هارون، المدير العام لشركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية في أفريقيا، والمهندس ضياء شعراوي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة الصافي، والمهندس إسلام عادل، المدير العام للمنشأة، والسيد ماكسيم أوجيه، المدير العام لقسم الموجات فوق الصوتية.

ويعد هذا المشروع نتيجة شراكة استراتيجية بين شركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية، الشركة الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا الطبية والحلول الرقمية، وشركة Medinova، التابعة لمجموعة Al Safi، والتي ستساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية التشخيصية ودعم أهداف رؤية مصر 2030 من خلال تطوير منشأة متقدمة لتصنيع أجهزة التصوير الطبي في مصر.

لدى وصوله إلى موقع المصنع، أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية اتخذت خطوات جادة لتوطين الصناعة وتعميقها في العديد من الصناعات المهمة بمشاركة القطاع الخاص المحلي والأجنبي، وأصبحت شريكًا استراتيجيًا في مختلف مشروعات التنمية التي تنفذها الدولة. كما أن هناك توجهًا قويًا لتوطين الصناعات الحيوية وتعزيز الشراكات الدولية.

في هذا السياق، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي عن لقائه بالرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية نهاية العام الماضي لاستعراض مشروع إنتاج أجهزة السونار في مصر. وقد بدأت الخطوات الأولى لتحقيق هذا الهدف الكبير على أرض الواقع، ونحن كحكومة على ثقة بأنه سيكون مشروعًا رائدًا في هذا المجال، وسيحقق أهداف الدولة المصرية في خطتها لتوطين الصناعات والأجهزة الطبية. وأكد أن التعاون الحالي مع جنرال إلكتريك للرعاية الصحية يمثل رؤية وطنية طموحة تهدف إلى الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية في مصر.

أشاد نائب رئيس الوزراء، وزير التنمية البشرية والصحة والسكان، بالتعاون القائم مع الشركة، مشيرًا إلى أن توطين صناعة الأجهزة الطبية من أولويات وزارة الصحة. وأعرب عن تقديره لاختيار الشركة مصر لتوطين إنتاج أجهزة السونار، بما يلبي احتياجات السوق المصرية، ومن ثم التوسع والتصدير إلى أفريقيا تحديدًا.

في هذا السياق، أوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن مشروع إنشاء أول مصنع لإنتاج أجهزة الموجات فوق الصوتية في مصر والشرق الأوسط يُمثل علامة فارقة في تاريخ الإنتاج الطبي الوطني، وسيساهم بشكل مباشر في دعم البنية التحتية للقطاع الصحي، وتحسين جودة الخدمات التشخيصية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يدعم استقرار السوق، ويوفر حلول رعاية صحية متطورة للمواطن المصري.

خلال الجولة، استعرض نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار مزايا المشروع، التي تتجاوز التصنيع، لتشمل نقل وتوطين التكنولوجيا وتدريب الكوادر المصرية، مما سيرفع كفاءة الموارد البشرية ويعزز الكفاءات المحلية، ويجعل مصر مركزًا إقليميًا لإنتاج الأجهزة الطبية المتطورة. وأكد على دعم وزارة الصحة المستمر لهذه الجهود بالتنسيق مع مختلف الوزارات والمؤسسات لتحقيق أهداف التنمية الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف الدكتور خالد عبد الغفار أن هذه المبادرة تُنفذ في إطار استراتيجية متكاملة اعتمدتها وزارة الصحة والسكان، بالتعاون مع النظام المصري للشراء الموحد، وهيئة الشراء والتوريد الطبي، وإدارة التكنولوجيا الطبية، وبمشاركة الجهات المعنية بالدولة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى دعم الصناعات الدوائية والطبية المحلية، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تنويع الموارد الاقتصادية، وتطوير الصناعات الاستراتيجية، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المصري، بالإضافة إلى زيادة قدرة الدولة على التصدير إلى الأسواق الإقليمية، وخاصة الأسواق الأفريقية.

في الوقت نفسه، أكد نائب رئيس الوزراء أن إنشاء المصنع يُعد خطوة استراتيجية نحو إرساء دعائم مستقبل طبي تُنتج مكوناته بأيدٍ مصرية، ويفتح آفاقًا واسعة لمنظومة صحية وطنية تنافسية، ومرنة في مواجهة التحديات، وفعالة في تلبية احتياجات المواطن المصري.

بعد جولة تفقدية للمصنع للاطلاع على مراحل إنشائه ومكوناته، صرّح مارك ستوس، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية، بأن الشركة بدأت المرحلة الأولى من مشروع إنتاج أجهزة الأشعة السينية والرنين المغناطيسي بالشراكة مع مجموعة الصافي. وأشار إلى أن هذا المصنع هو المصنع الثالث عشر للشركة حول العالم، وأنهم يهدفون إلى التوسع في مراحل الإنتاج التالية.

أكد مارك ستويس أن هناك عوامل عديدة تشجعنا، كشركة تصنيع، على الاستثمار في مصر، أبرزها الاهتمام المتزايد من الحكومة المصرية بالرعاية الصحية، والذي لم يتراجع أو يتراجع رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها. وأضاف أن السوق الكبيرة، التي تغطي حوالي 110 ملايين مواطن، تُسهم أيضًا في أن تصبح مصر مركزًا لدخول السوق الأفريقية.

خلال جولته في المشروع، استمع رئيس الوزراء إلى تصريح للمهندس محمد هارون، المدير العام لشركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحية في أفريقيا، والذي أكد أن المنشأة الجديدة ستُوَطِّن إنتاج وتجميع أنظمة السونار والرنين المغناطيسي لتلبية الطلب المتزايد في القطاعين العام والخاص. ومن خلال توطين هذه الصناعات الحيوية، تُسهم المبادرة في تحقيق العديد من ركائز رؤية مصر 2030، مثل زيادة التنوع الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا الطبية.

وأضاف أن المصنع سيمكن أيضًا من تصدير الأجهزة إلى الأسواق الإقليمية، وخاصة في أفريقيا، مما يعزز دور مصر كمركز إقليمي للابتكار والتصنيع في قطاع الرعاية الصحية.

كما شرح المهندس محمد هارون لرئيس الوزراء والوفد المرافق له المرحلة الأساسية لبناء المصنع والإنجازات التي تحققت ميدانياً في نطاق المشروع، واستكمال مصنع إنتاج أجهزة السونار لتوطين الإنتاج في مصر، وتدريب القوى العاملة ببرامج تدريبية خاصة لرفع كفاءة العمل.

صرح المهندس صافي وهبة، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الصافي للاستثمار، بأن المساحة الإجمالية لمصنع الصافي (بما في ذلك خطوط إنتاج أجهزة السونار والرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى خطوط إنتاج أجهزة الاتصالات والهواتف المحمولة وشاشات التلفزيون وغيرها) تبلغ 25 ألف متر مربع، ويعمل به 2000 موظف مباشر، و1000 موظف غير مباشر، ويضم 25 خط إنتاج. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع السونار حوالي 2500 جهاز سنويًا، بينما تتراوح الطاقة الإنتاجية لمصنع الرنين المغناطيسي بين 40 و50 جهازًا سنويًا.

خلال جولة المشروع، اطلع رئيس الوزراء على المراحل المختلفة لخطة الإنتاج، بما في ذلك فحص المواد الخام ونقاط تجميع الأجهزة وتطوير البرمجيات وتكنولوجيا الإنتاج. واطلع الدكتور مصطفى مدبولي على مكونات برمجيات أنظمة تشغيل جهاز السونار. كما تفقد اختبارات السلامة ومرحلة التعبئة والتغليف والمنتج النهائي وقسم الجودة للتأكد من مطابقة المنتج النهائي. كما زار قاعة البحث والتطوير العلمي كجزء من خطة الشركة لتطوير تكنولوجيا تصنيع الأجهزة. وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بذلك ودعا إلى الاستفادة القصوى من المكونات المحلية في إنتاج الأجهزة المختلفة وضمان المنافسة السعرية بحيث تتمتع الأجهزة المصنعة محليًا بميزة سعرية كبيرة على نظيراتها. وهذا ما أكده مسؤولو المصنع بشأن الاتجاه إلى التركيز على المكونات المحلية في الفترة المقبلة.

في غضون ذلك، صرّح الدكتور خالد عبد الغفار بأن المعدات التي سيُنتجها هذا المشروع هي نفسها المستخدمة في المستشفيات التي تم تحديث أجهزتها وتطويرها. كما سيتم استخدام معدات مماثلة في المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتنمية القرى الريفية المصرية، مما سيُخفّض فاتورة الاستيراد بشكل كبير.

وقبل اختتام الجولة التفقدية للمشروع، أكد رئيس الوزراء أن حكومته مستعدة لتقديم كل الدعم والتسهيلات اللازمة لتشجيع الشركة على استكشاف تصنيع أجهزة طبية أخرى غير أجهزة الموجات فوق الصوتية.