ارتفاع النفط بأعلى مكاسب يومية منذ 2022 وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران

ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد يوم الجمعة وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي لم تلحق الضرر بالبنية التحتية النفطية حتى الآن.
ورغم أن الأسعار شهدت تراجعا طفيفا قبل الإغلاق، إلا أن المخاوف ظلت قائمة في الأسواق بشأن احتمال ارتفاعها وتأثيره على المعروض العالمي.
أسعار النفط العالمية
ارتفع سعر خام برنت تسليم أغسطس بنسبة 7% ليستقر عند 74.23 دولارًا للبرميل، محققًا أكبر مكسب يومي منذ عام 2022، ومكسبًا أسبوعيًا بنحو 11.7%. وارتفع سعر خام نايمكس الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 7.26% ليستقر عند 72.98 دولارًا للبرميل، محققًا مكاسب أسبوعية تجاوزت 13%.
ويذكرنا هذا الارتفاع الحاد بالتقلبات العنيفة التي شهدتها أسواق الطاقة أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأثارت الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ والقادة العسكريين مخاوف من احتمال انزلاق المنطقة إلى دائرة طويلة من الصراع.
في حين قالت طهران إنها سترد برد قاس ومؤلم، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا مباشرا لإيران، مطالبا إياها بالتفاوض بشأن برنامجها النووي وإلا “سيكون الرد أكثر قسوة”.
لكن على الرغم من الاضطرابات العسكرية، أكدت شركة النفط الوطنية الإيرانية أن مصافيها ومرافق التخزين لم تتعرض لأضرار وأن العمليات مستمرة بشكل طبيعي.
مضيق هرمز في قلب المخاوف
في هذا السياق، قال محللون إن رد فعل السوق كان عاطفيًا في البداية، لكن هذا التراجع سرعان ما تلاشى بمجرد أن اتضح عدم استهداف أي منشآت نفطية حيوية. وصرح فيل فلين، كبير المحللين في برايس فيوتشرز: “يُظهر تاريخ التوترات في المنطقة أن القلق غالبًا ما يسبق الضرر الفعلي”.
ويقول نيكوس تزابوراس من منصة ترادو إن مصدر القلق الأكبر هو مضيق هرمز، وهو أهم طريق لشحن النفط في العالم، والذي يمر عبره نحو 20 في المائة من الطلب العالمي اليومي.
وقال بيم هوف من بنك سوسيتيه جنرال إن الضربات الإسرائيلية تجنبت حتى الآن مناطق حيوية مثل جزيرة خرج التي تمثل نحو 90 في المائة من صادرات إيران من النفط، لكنه حذر من أن أي تصعيد إضافي قد يكون بمثابة حالة من “الطاقة مقابل الطاقة” – ضرب منشآت مقابل منشآت.