الرئيس السيسي يدعو لاتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة قضية ارتفاع الديون السيادية للدول النامية

منذ 3 أيام
الرئيس السيسي يدعو لاتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة قضية ارتفاع الديون السيادية للدول النامية

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اجتماعاً رفيع المستوى عبر تقنية الفيديو كونفرانس، للتحضير للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المقرر عقده في إسبانيا نهاية يونيو 2025.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن الاجتماع رفيع المستوى يهدف إلى إعطاء زخم سياسي للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، وهو حدث دولي كبير يهدف إلى تعزيز التمويل والاستثمار في المشاريع التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وزيادة التعاون الدولي في مجال تمويل التنمية، وسد فجوة التنمية الآخذة في الاتساع.

وأضاف المتحدث الرسمي، السفير محمد الشناوي، أن الرئيس ألقى كلمةً خلال الاجتماع، استعرض فيها أسس رؤية مصر لتعزيز الجهود الدولية لتمويل التنمية. وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب السعادة والجلالة…

رؤساء الدول والحكومات،

معالي أنطونيو غوتيريش

الأمين العام للأمم المتحدة،

أودُّ بدايةً أن أشكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على دعوته الكريمة لي لحضور هذا الاجتماع المهم. يندرج هذا الاجتماع في إطار الجهود المبذولة لحشد الدعم السياسي وبناء الزخم اللازم لإنجاح المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المقرر عقده في الفترة من 30 يونيو/حزيران إلى 3 يوليو/تموز 2025.

كما أتقدم بالشكر لصديقي، رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، على استضافة بلاده لهذا المؤتمر الدولي الهام. وأشيد بقيادته الحكيمة وجهود حكومته الدؤوبة في الإعداد المتميز للمؤتمر بالتعاون مع الأمانة العامة للأمم المتحدة.

سيداتي وسادتي،

ينعقد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في مرحلة دولية حرجة تشهد تحديات دولية متزايدة، تشمل تصاعد التوترات الجيوسياسية والأمنية، وتزايد الإجراءات الأحادية والحمائية، وتراجع الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، واتساع فجوة التمويل، وتزايد تداعيات تغير المناخ. وتزداد هذه التطورات تعقيدًا بفعل التغيرات الكبيرة في مشهد التجارة الدولية، التي تُهدد الاقتصاد العالمي بشكل متزايد، وتؤثر بدورها على اقتصادات جميع البلدان، وخاصة البلدان النامية، مما يُقوّض جهودها لدفع عجلة النمو وتحقيق التنمية المنشودة.

في عام ٢٠١٥، اتفق المجتمع الدولي على أهداف التنمية المستدامة كإطار شامل للنهوض بشعوبنا ولحياة ومستقبل أفضل لها. إلا أن الاتساع الخطير لفجوة التنمية والتمويل في السنوات الأخيرة قد يجعل تحقيق هذه الأهداف بحلول عام ٢٠٣٠ هدفًا بعيد المنال.

ما لم يتم التحكم فيه بشكل فعال.

وبناء على ذلك، فإننا نتطلع إلى المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي من المتوقع أن يسفر عن نتائج طموحة وملموسة تعكس إرادتنا الجماعية لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي هذا السياق، تأمل مصر أن تحرز تقدماً في القضايا التالية خلال المؤتمر:

أولاً: وضع خارطة طريق لتعزيز وصول الدول النامية إلى التمويل الميسر منخفض التكلفة. ويتطلب ذلك معالجة الاختلالات الهيكلية القائمة في النظام المالي العالمي، وتعزيز التعاون الدولي مع شركاء التنمية.

وفي هذا السياق، نتطلع إلى الاتفاق على خطوات فعالة لمواصلة إصلاح الهيكل المالي العالمي والمؤسسات المالية الدولية، وتعزيز آليات التمويل القائمة، وإنشاء آليات جديدة ومبتكرة مثل مبادلات الديون، وإنشاء أطر تمويل متكاملة لتشجيع استثمارات القطاع الخاص. كما نتطلع إلى تعزيز الارتباط بين المؤسسات المالية الدولية من خلال تنفيذ أجندة عمل أديس أبابا لتمويل التنمية.

وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ثانيًا: أهمية رفع مستوى الطموح فيما يتعلق بكيفية إصلاح هيكل الدين العالمي واتخاذ خطوات عملية وملموسة لاحتواء مشكلة الديون السيادية المتفاقمة في الدول النامية، وذلك من خلال إنشاء آليات مستدامة لإدارة الديون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يعيش حوالي ثلثي فقراء العالم.

وتؤكد مصر أنه إذا لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة في هذا الصدد، فقد تندلع أزمة ديون عالمية جديدة، وقد تتعرض اقتصاداتنا للتدمير، وقد تتعمق فجوة التنمية القائمة بشكل أكبر.

ثالثاً: أهمية تقديم الدعم الفني اللازم للدول النامية، وتطوير القدرات المؤسسية والبشرية، وزيادة استخدام الأدوات التكنولوجية والرقمية الحديثة مثل نقل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ودعم جهود هذه الدول لتحقيق التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل لمواردها الوطنية.

سعادة،

إن نجاح المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية يعتمد على مستوى الطموح الذي حققته الوثيقة الختامية للمؤتمر، وما تضمنته من إجراءات جادة ومدروسة. وتتطلب هذه الإجراءات إرادة سياسية وتضامنًا، والتزامًا بمبادئ العمل الدولي متعدد الأطراف، بما يكفل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا العالقة بموضوعية وعدالة، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، ويلبي تطلعات شعوبنا في حياة كريمة ومزدهرة، ومستقبل أكثر ازدهارًا.

شكرًا لك..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


شارك