الرقابة المالية: إجراءات صارمة ضد الجهات المخالفة للنشاطات المالية غير المصرفية

أعلنت هيئة الرقابة المالية عن نتائج وتطورات مهمة في ضوء التحذيرات التي أطلقتها بهدف رفع الوعي لدى المواطنين وتحذير الشركات المخالفة. ومن بين هذه الإنذارات، كان هناك ما يقارب 20 طلباً من مواطنين في مختلف المحافظات، وتم الرد عليها جميعاً. كما اتخذت المؤسسة قراراً نهائياً بإغلاق مقر شركة سولف الاستشارية إدارياً، حيث أظهرت نتائج التحقيق مخالفتها لأحكام القانون رقم 95 لسنة 1992 وقانون أسواق رأس المال الصادر بناءً عليه والأنظمة التي تصدر بموجبه. وتبين خلال التحقيق أن الشركة كانت تقوم بإنشاء وإدارة محفظة استثمارية دون الحصول على ترخيص من المؤسسة.
ويأتي ذلك في ضوء الجهود المستمرة التي تبذلها هيئة الرقابة المالية لتنظيم الأسواق المالية غير المصرفية وحماية حقوق المشاركين فيها وممارسة صلاحياتها في الرقابة والإشراف على الأسواق والأدوات المالية غير المصرفية، وضمان الاستقرار في الأسواق المالية غير المصرفية والحفاظ على سلامة الأسواق وشفافية الأنشطة التي تتم في هذه الأسواق مع حماية حقوق المشاركين فيها.
أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية، تحذيراً شديداً للمواطنين، من الاستجابة لدعوات جهات غير مرخصة عبر منصات التواصل الاجتماعي للاستثمار أو تقديم التمويل بالمخالفة للقوانين المنظمة لمثل هذه الأنشطة. وأكدت الهيئة على خطورة التعامل مع مثل هذه الجهات غير المرخصة، والتي قد تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة واحتيال على المواطنين.
وفي إطار التزامها بتعزيز الشفافية وحماية العملاء، قامت الهيئة بتطوير رابط إلكتروني يمكن للأفراد من خلاله التحقق بشكل فوري من تراخيص الشركات والمنظمات الداعمة لأنشطة التمويل أو الاستثمار. وهذا يضمن أنهم يتعاملون مع جهات مرخصة وتحت إشراف رسمي.
كما أطلقت المؤسسة عنوانًا إلكترونيًا لتلقي الشكاوى من الأشخاص الذين تلقوا دعوات استثمارية أو تمويلية تحتوي على احتيال أو خداع أو اشتباه في الخداع. كما أطلقت عنوان بريد إلكتروني مخصص للشركات والمؤسسات التي تريد التحقق من مدى امتثال نماذج أعمالها للمتطلبات القانونية والتنظيمية وضمان استقرار وموثوقية خدماتها.
وفي إطار أنشطة المراقبة الميدانية والتنظيمية، وعقب نشر التحذيرات، أجرت الهيئة سلسلة من الاجتماعات مع عدد من الشركات والمنصات الإلكترونية العاملة في هذا القطاع، بهدف التحقق من نماذج أعمال الشركات وتوجيهها نحو الامتثال الكامل للأطر التنظيمية والقانونية المعمول بها.
وقد أسفرت جهود التدقيق هذه عن العديد من النتائج الإيجابية، بما في ذلك:
1- تلقت مؤسستنا ما يقارب 20 طلباً من المواطنين بخصوص الحماية والتوعية عبر القنوات الإلكترونية، وهو ما يعكس تزايد الوعي لدى الجمهور والرغبة في التعامل مع الشركات الجادة والمرخصة.
2- بدأت حوالي خمس شركات بتنظيم أوضاعها وفقاً لأحكام قانون أسواق المال فيما يتعلق بالمشاركة في الاكتتابات العامة وطرح الأسهم للاستثمار. ويأتي هذا الوضع نتيجة الاجتماعات التي عقدت تنفيذا للتحذيرات التي أطلقتها المؤسسة. ستقوم المؤسسة بمراقبة تنفيذ عملية الترخيص، وفي حالة عدم الالتزام سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإعلانها لعملائنا.
3- يتم إبلاغ المؤسسة بقائمة الهيئات السلبية التي يتبين ممارستها لأنشطة مالية غير مصرفية مخالفة للتشريعات المنظمة للخدمات المالية غير المصرفية، بناء على الشكاوى الواردة إليها، لتحديثها بشكل دوري مع الأخذ في الاعتبار المستجدات.
قال الدكتور محمد فريد، رئيس هيئة الرقابة المالية: “لن نتردد في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي مؤسسة تمارس أنشطة مالية غير مصرفية غير مرخصة بالمخالفة للقانون. وتركز الهيئة على استقرار الأسواق والمؤسسات العاملة وحماية حقوق العملاء، بما يتماشى مع جهود التطوير لتعزيز دور القطاع المالي غير المصرفي في الاقتصاد الوطني”. قال.
وقال رئيس المؤسسة إنهم يعملون على تطوير التشريعات واستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة دون إهمال كافة الضوابط التنظيمية اللازمة لحماية أمن بيانات العملاء في البيئة الرقمية بما يحقق بيئة استثمارية جاذبة في القطاع المالي غير المصرفي. وأكد أن الإنجازات التي تحققت في تطوير الأطر التشريعية والتنظيمية وضمان تطبيقها وإحداث أثر تنموي في مجتمعنا تعكس التزام المؤسسة الكامل بتطبيق القوانين والأنظمة وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة ثقة الجمهور في الأسواق المالية غير المصرفية.
تواصل الهيئة العامة للرقابة المالية جهودها الحثيثة لتنظيم الأسواق المالية غير المصرفية واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والتنظيمية اللازمة ضد الجهات المخالفة وحماية حقوق المستثمرين وضمان استقرار الأسواق المالية.
للاطلاع على قائمة الهيئات المرخص لها بمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية (الاستثمار، التمويل غير المصرفي، التأمين).
يرجى زيارة هذا الرابط .