مدبولي: لدينا العديد من الفرص الاستثمارية ويجب تحويلها إلى استثمارات أجنبية مباشرة

المهندس قدم وزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، عرضاً بشأن إعداد خريطة استثمارية شاملة تتضمن مستهدفات قطاعية محددة.
وأكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أن تحقيق طفرة في معدلات النمو الاقتصادي من خلال تبني استراتيجية استثمارية وطنية موحدة واستكمال برنامج الإصلاح الهيكلي هدف يمكن تحقيقه من خلال تبني رؤية اقتصادية استثنائية وإطلاق برنامج إصلاح جذري غير مسبوق.
وأضاف الوزير أن “هذه الرؤية عندما تدعمها إرادة سياسية قوية ستكون توجها دائما للدولة المصرية والأساس الذي سنبني عليه”. وأكد أن تحويل هذا الهدف إلى واقع ملموس يتطلب تهيئة بيئة استثمارية ذات قدرة تنافسية غير مسبوقة وإطار حوكمة متين وشفاف ونزيه قادر على جذب وتنمية الاستثمارات المحلية والأجنبية استناداً إلى المزايا التنافسية للقطاعات ذات الأولوية.
وأكد المهندس حسن الخطيب أن بناء اقتصاد تنافسي ومنفتح على العالم، كما نعمل عليه حالياً، يتطلب اعتماد سياسة نقدية واضحة ومستقرة تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والتسعير، وسياسة مالية تشجع الاستثمار وتوفر الوضوح بشأن التزامات المستثمرين وحقوقهم تجاه الدولة وتخفف الأعباء المالية والتجارية، وسياسة تجارية منفتحة على العالم تساهم في زيادة الصادرات وسد العجز التجاري، فضلاً عن توضيح دور الدولة في الاقتصاد وإعطاء القطاع الخاص دوراً مهماً في تحريك الاقتصاد، وقيام الدولة بدورها التنظيمي لتوفير بيئة استثمارية عادلة.
وأضاف الخطيب أن بناء اقتصاد تنافسي ومنفتح عالمياً يتطلب اعتماد رؤية واضحة لمحفظة الأراضي المخصصة للاستثمار تراعي التطوير والتحول الرقمي في كافة الخدمات، بالإضافة إلى اعتماد رؤية طموحة لكفاءة الطاقة لتلبية خطة الاستثمار، واعتماد مصفوفة إصلاح مع تقرير جاهزية الأعمال.
وأوضح وزيرنا للاستثمار والتجارة الخارجية أنه لتحقيق أهدافنا الاستثمارية يجب على كل وزارة مسؤولة عن توجيه وتنسيق جهود التنمية في القطاع إعداد محفظة شاملة تتضمن قائمة بالمشاريع الاستثمارية المستهدفة لكل قطاع، وتكون جاهزة للترويج لها وتنفيذها، والحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة. وسيتم في وقت لاحق إطلاق حملات ترويجية عالمية لجذب الاستثمارات المباشرة لكل فرصة في قطاعات الطاقة والصناعة والسياحة والصحة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والتعليم والموارد المائية وغيرها من القطاعات.
وأضاف أنه ينبغي إعداد خريطة استثمارية لمدة عشر سنوات خلال ثلاثة أشهر تتضمن الفرص المعتمدة مسبقاً والمرخصة بالكامل، وإعداد حملة ترويجية شاملة لهذه الفرص.
وقدم وزير الاستثمار والتجارة الخارجية نماذج لمشاريع استثمارية متنوعة في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الفرص المتاحة في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة؛ وتشمل هذه الاتفاقيات توقيع مشاريع طاقة جديدة بقدرة 30 ميغاواط وإلزام المطورين بتمويل الشبكة. وتطرق أيضاً إلى فرص الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، والجهود المبذولة لتوطين الصناعات المغذية، وجذب 100 مليار دولار من الاستثمارات إلى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة.
ومن أهم الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي، أكد المهندس حسن الخطيب، ضرورة مضاعفة الغرف السياحية وإضافة 120 ألف غرفة فندقية موزعة على مختلف المحافظات، بمميزات تتراوح بين 3 إلى 5 نجوم.
وتطرق الوزير إلى عدد من الفرص الاستثمارية في القطاع الصحي، مشيراً إلى أنه من المستهدف ضخ استثمارات لإضافة نحو 140 ألف سرير جديد لمنظومة التأمين الصحي، وإطلاق مشاريع تغطي مختلف الخدمات في القطاع الصحي بالشراكة مع القطاع الخاص، وجذب استثمارات بقيمة 30-40 مليار دولار لقطاع الصحة.
كما عدد الخطيب أهم المشاريع الاستثمارية في القطاع الصناعي، مشيراً إلى تحديد القطاعات ذات الأولوية واستهداف 10 شركات عالمية كبرى لاستثمار ما بين مليار إلى 3 مليارات دولار في قطاعات جديدة خلال عامين، وتقديم حوافز لتوطين صناعات جديدة من خلال قانون الاستثمار وصندوق تخفيض الالتزامات، وجذب استثمارات تتراوح بين 50 إلى 100 مليار دولار إلى القطاع الصناعي.
كما استعرض الوزير فرص الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك جذب الاستثمارات في مراكز البيانات، وصناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات، وتطوير البرمجيات. كما قيم فرص الاستثمار في قطاع تحلية مياه البحر، داعيا إلى جذب استثمارات تتراوح بين 10 إلى 30 مليار دولار إلى مشاريع تحلية مياه البحر وتوطين القطاع.
وفي الاجتماع ناقش الخطيب أهم المقترحات والخطوات التنفيذية للبدء في إعداد الخارطة الاستثمارية الوطنية.
وفي تقييمه للعرض الذي قدمته وزيرة الاستثمار والتجارة الخارجية، أكد رئيس الوزراء أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف الوزارات، مضيفاً “يجب تحويل هذه الفرص إلى استثمار أجنبي مباشر يساهم في الاقتصاد المصري”. قال.
وكلف الدكتور مصطفى مدبولي الوزارات المختلفة بضمان التنسيق المستمر مع وزارة الاستثمار. بهدف تقديم فرص استثمارية مختلفة.
وفي ذات السياق، ناقش مجلس الوزراء في اجتماعه التقرير المقدم من وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بشأن المقترحات المقدمة والمنفذة لتحديث وتطوير الخريطة الاستثمارية الشاملة فيما يتعلق بالأنشطة والأراضي الاستثمارية.
وتناول التقرير الخطوات التي تم اتخاذها لتحديث ومراجعة الفرص الاستثمارية المعروضة في الخريطة الاستثمارية. وذكر أنه تم التواصل مع مؤسسات جديدة وفتح قنوات اتصال لعرض فرصها على الخارطة الاستثمارية، وأن عدد المؤسسات العامة التي تعرض حاليا أكثر من 1000 فرصة استثمارية على الخارطة ارتفع إلى 64 مؤسسة، فيما ارتفع عدد فرص الاستثمار للقطاع الخاص على الخارطة إلى 73.
كما أشار إلى إضافة مديرية مركز رسم الخرائط الاستثمارية إلى الهيكل الإداري لقطاع الترويج ضمن الهيئة العامة للاستثمار. وتتولى هذه الإدارة دراسة الفرص الواردة من الجهات المختصة حسب طبيعة النشاط وتصنيفها حسب الأنشطة الفرعية. كما تتعاون الهيئة مع مختلف الجهات ذات العلاقة من خلال التدريب وورش العمل لتوفير المعلومات حول فرص الاستثمار وكيفية تحديد هذه الفرص والاستعداد لها بناء على الموارد المتاحة.
وذكر التقرير أيضاً أنه في إطار تطوير خريطة الاستثمار وإنشاء ربط إلكتروني مع الجهات الحكومية، تم توفير حسابات إلكترونية على الخريطة حتى تتمكن الجهات الحكومية من الوصول إلى الفرص ضمن نطاق اختصاصها. وفي المرحلة الأولى سيتم البدء في الربط الإلكتروني وتفعيله مع 20 جهة. كما تم تقييم مقترح تطوير الخريطة باستخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أنه تم التعريف بالفرص الاستثمارية على الخريطة الاستثمارية من خلال التمثيل التجاري، وعقد لقاءات مع السفراء والملحقين الاقتصاديين بالسفارات الأجنبية في مصر. تعريفهم بأحدث التطورات فيما يتعلق ببيئة الاستثمار والفرص المتاحة في مصر، كما هو موضح في خريطة الاستثمار.
وفي حين تم استعراض إجمالي فرص الاستثمار في الاجتماع، أكد أنه سيتم التنسيق الكامل مع وزارة الاستثمار بشأن عرض الفرص الاستثمارية المختلفة على الخريطة الاستثمارية.