وزيرة البيئة: الدول العربية تمتلك إمكانيات واعدة لتحويل التحديات البيئية إلى فرص

منذ 2 أيام
وزيرة البيئة: الدول العربية تمتلك إمكانيات واعدة لتحويل التحديات البيئية إلى فرص

نائب رئيس مجلس الأمناء ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد في الاجتماع الثامن عشر لمجلس أمناء مركز البيئة والتنمية في المنطقة العربية وأوروبا (سيداري)، المهندس وشارك في الاجتماع كل من الدكتور عبد الرحمن الفضلي رئيس مجلس الأمناء ووزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، والدكتور خالد فهمي المدير المؤقت لمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية ووزير البيئة المصري الأسبق. وحضر المؤتمر عبر الفيديو أيضًا وزيرة البيئة الإماراتية آمنة الضحاك، ووزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي، وممثل وزير البيئة الأردني الدكتور جهاد الصافر، وممثلون عن دولة البحرين، وجامعة الدول العربية، والبنك الإسلامي للتنمية، وجامعة مالطا، وبرامج الأمم المتحدة ومجموعات العمل المختلفة، بالإضافة إلى رئيس وكالة شؤون البيئة المصرية الدكتور علي أبو سنة.

الدكتورة ياسمين فؤاد، مهندسة وشكر رئيس مجلس أمناء مركز البيئة والتنمية في أفريقيا وأوروبا ووزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، الدكتور عبد الرحمن الفضلي، على الدعم غير المسبوق الذي يقدمه المركز لمركز البيئة والتنمية في أفريقيا وأوروبا، سواء من حيث الدعم الفني أو الدعم المالي لتقدم الأفكار المبتكرة. وقال إنه يتطلع إلى تكرار قصة نجاح إعادة هيكلة اتفاقية حماية البيئة في البحر الأحمر وخليج عدن (بيرسجا) بهدف تعزيز كفاءة العمل لتنفيذ أهدافها بما يتوافق مع التطورات المتلاحقة.

أشادت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، المدير التنفيذي المؤقت لمركز البيئة والتنمية (سيداري) للمنطقة العربية وأوروبا، بالجهود الدؤوبة التي يبذلها الدكتور خالد فهمي منذ توليه منصبه قبل أشهر قليلة لتعزيز عمل المركز، والمساهمة في تحسين تنفيذه لأهدافه. وتمنى للمركز التوفيق في مسيرته نحو المسار المستهدف لخدمة مصالح الدول العربية خلال الفترة المقبلة.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أنه في ظل المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها العالم، فإنه من الضروري العمل على تحقيق أولويات الدول العربية، وأن يتم استخدام المنطقة الأوروبية كمحور رئيسي في تطوير هذه الأولويات، والاستفادة من نقاط القوة التي تتمتع بها دولنا العربية، سواء على مستوى الزخم السياسي الذي حققته مصر باستضافة مؤتمر المناخ COP27، أو استضافة دولة الإمارات الشقيقة لمؤتمر المناخ COP28، أو الإنجاز الباهر الذي حققته المملكة العربية السعودية باستضافة مؤتمر التصحر COP16. ويعد المؤتمر أكبر مؤتمر من نوعه من حيث تأثيره والقرارات المتخذة والمبادرات المتخذة. وأكد أن الدول العربية تمتلك العديد من الفرص الواعدة التي يمكنها تحويل التحديات الحالية في الدول العربية إلى فرص.

وأشار وزير البيئة إلى أن الدول العربية تواجه عدداً من التحديات الملحة التي تتطلب تحركاً سريعاً لصالح الأجيال القادمة، بما في ذلك تأثيرات المياه والمناخ، فضلاً عن الأمن الغذائي، وهي قضايا تواجهها أغلب الدول العربية.

وأوضح وزير البيئة أن الاقتصاد الدائري في المنطقة العربية من الملفات المهمة التي تعمل عليها مصر مؤخرا مع المملكة العربية السعودية، وسيتم مناقشته في اجتماع مجلس وزراء البيئة العرب برئاسة السعودية وفي الاجتماعات التي ستعقد في مجلس أمناء مركز سيدار، لأنه آلية نستطيع من خلالها التعامل مع التحديات العاجلة بأفضل الممارسات. وعلى سبيل المثال، يتناول في مجال المياه قضايا استخدام المياه وترشيدها والإدارة المثلى لها وتوفير فرص العمل المرتبطة بها، مع تكرار التجربة في مجال الطاقة، مشيراً إلى النجاحات التي حققتها الدول العربية بتجارب مختلفة في كافة أنواع ملفات الإدارة المتكاملة للنفايات.

وأوضح وزير البيئة أن الفترة المقبلة من العمل على إعادة الهيكلة الاستراتيجية والإدارية لمركز سيدارى ستساعده على تحقيق أهدافه بشكل أكثر فعالية، بالتركيز على سلسلة من الأمور الفنية والآليات والحوافز والشراكات الحقيقية. وأكد أن القطاع الخاص لعب دوراً كبيراً في تعزيز نجاح المركز في تحقيق رسالته من خلال الشراكات الفعالة.

وفي ختام كلمته، أعرب وزير البيئة عن امتنانه وتقديره لكل من عمل معه خلال فترة عمله وزيراً للبيئة المصري ونائباً لرئيس مجلس أمناء مركز سيدار؛ وأوضح أن هذا الاجتماع هو الأخير الذي يحضره بصفته وزيراً للبيئة في مصر. وأشاد المدير التنفيذي السابق للمركز الدكتورة نادية مكرم عبيد والمدير الحالي الدكتور أحمد أبو العز بالرحلة الملهمة والدروس المستفادة من العمل مع مجموعة من الشخصيات القيادية ومنهم خالد فهمي والفرق الفنية المختلفة. وأكد أوزتورك أنه سيسعى في منصبه الجديد إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات ومتطلبات الدول العربية والإفريقية، وتمنى للجميع التوفيق في مهامهم المختلفة.

المهندس وشكر وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي عبد الرحمن الفضلي المدير التنفيذي للمركز والأمانة الفنية وأعضاء مجلس أمناء المركز على جهودهم في تنفيذ البرامج والأنشطة الهادفة إلى تعزيز التعاون بين المنطقتين العربية والأوروبية ورفع مستوى تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات البيئة والتنمية. وأعرب عن ارتياحه لافتتاح الاجتماع وتمنى له أن يكون مثمرا وناجحا. وأوضح أن الاجتماع سيناقش إعادة صياغة أهداف المركز وفق الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وإعادة هيكلة المركز إدارياً ومالياً ومهنياً، ووضع الخطط الاستراتيجية وتقييم الإمكانيات المؤسسية والمالية لضمان كفاءة المركز واستدامة عمله، وزيادة التعاون في مجال الاقتصاد الدائري على مستوى الدول والمنظمات الإقليمية.

وأشار الفضلي إلى أن المنطقة العربية شهدت حراكاً بيئياً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، يعكس التزامها المتزايد بقضايا البيئة، ما أدى إلى إطلاق العديد من المبادرات، أبرزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى مكافحة تدهور الأراضي وحماية الغطاء النباتي وضمان الأمن الغذائي وتعزيز التعاون الإقليمي للتكيف مع تغير المناخ. كما استضافت مؤتمرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مؤتمر الأطراف 27 في جمهورية مصر العربية ومؤتمر الأطراف 28 في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ كما استضافت المملكة العربية السعودية المؤتمر السادس عشر للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16). وفي ختام كلمته أعرب عن أمله في أن يخرج الاجتماع بقرارات ومقترحات عملية. يساهم في حل المشاكل البيئية ويدعم الجهود المشتركة للدول الأعضاء.

الدكتور ديفيد س. المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (سيداري) وفي كلمته، ألقى الدكتور خالد فهمي وزير البيئة بجمهورية مصر العربية ونائب رئيس مجلس أمناء سيداري، كلمة رحب فيها بالوزراء المشاركين وممثلي المنظمات الدولية برئاسة السيدة ياسمين فؤاد. وهنأ معاليه على المهمة الدولية الهامة التي تولاها بصفته الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وتمنى له دوام التوفيق والنجاح. كما أشاد بأحد المانحين والداعمين الرئيسيين للمركز، الدكتور الجزيرة، وزير البيئة والمياه والزراعة ورئيس مجلس أمناء مركز البيئة والتنمية لأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بالمملكة العربية السعودية، لجهوده لضمان تحقيق المركز لمهمته المتنامية في المنطقة. كما رحب بعبد الرحمن الفضلي.

أكدت الدكتورة وزيرة البيئة ياسمين فؤاد أهمية الاستفادة الفعالة من مراكز الأبحاث والجامعات في المجتمع العربي وإقامة شراكات مع القطاع الخاص لتوفير المنح الدراسية في القضايا البيئية. واقترح أن يقوم المركز بإعداد قائمة بمراكز الأبحاث والجامعات في مختلف التخصصات البيئية في الوطن العربي بما يتوافق مع الأولويات الوطنية والعمل على تحسين الأداء المالي للمركز بهدف وضع إطار استراتيجي شامل بحلول نهاية العام.

الدكتور هو رئيس إدارة الشؤون البيئية والأرصاد الجوية بجامعة جامعة الدول العربية ورئيس الأمانة الفنية للشؤون البيئية بمجلس الوزراء العرب. وقدم محمود فتح الله عرضاً بعنوان (الاقتصاد الدائري.. رؤية لتطوير التعاون بين الدول العربية) وشرح الآليات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

وأكدت المهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة بوزارة البيئة على أهمية الاقتصاد الدائري للتنمية الاقتصادية في المنطقة والعالم. وأوضح أن التحول إلى الاقتصاد الدائري ضروري لأسباب منها محدودية الموارد الطبيعية والضغوط عليها والحاجة إلى تحقيق نمو اقتصادي متسارع. ومن ثم، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ خطوات نحو الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وزيادة كفاءة استخدامها وإعادة استخدامها. وهذه فكرة موجودة ومطبقة في بعض الدول العربية؛ ولكنها تتطلب تقنيات محددة تسعى البلدان إلى استخدامها.

ناقش الاجتماع الموافقة على تمديد فترة عمل مجلس الأمناء الحالي لمدة عام واحد وفقا للنظام الأساسي المعدل لمركز البيئة والتنمية المستدامة. استعرض المدير التنفيذي آليات إعادة هيكلة الجوانب الإدارية والمالية والمهنية لمركز سيداري، وأهم نتائج تقييم القدرات المهنية والمالية للمركز، والأولويات الاستراتيجية والخطوات المقترحة للمرحلة القادمة. كما تم خلال الاجتماع تقديم التقرير المالي لنهاية العام 2024. خلال الجلسة التي تم فتحها للمناقشة من قبل أعضاء مجلس الأمناء، تمت دعوتهم لمشاركة آرائهم وتقديم مقترحاتهم لزيادة القدرة المؤسسية لمركز البيئة والتنمية في أوروبا وأمريكا الجنوبية.


شارك