المشاط: رفع نسبة المشاريع الخضراء إلى 55% من إجمالي الاستثمارات العامة
أطلق البنك الأوروبي، بالتعاون مع الحكومة، خطة لتحويل القاهرة إلى مدينة خضراء. ويأتي ذلك في إطار العلاقة الوثيقة بين جمهورية مصر العربية والبنك، أحد أكبر بنوك التنمية متعددة الأطراف في أوروبا، وتنفيذ الاستراتيجية المشتركة مع البنك والتي تغطي الفترة 2022-2027.
ويهدف ذلك إلى تكثيف الجهود للتحول إلى اقتصاد أخضر ومستدام في مصر وتنفيذ برنامج المدن الخضراء والذي يأتي في إطار التعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
تركز خطة عمل برنامج المدن الخضراء لمحافظة القاهرة على قطاعات مختلفة، وخاصة قطاع النقل، بما في ذلك استخدام المركبات الكهربائية في وسائل النقل العام، وأنظمة النقل المستدامة في الأحياء، وإدارة الطلب على استخدام السيارات الخاصة. وتتضمن الخطة 13 مشروعا، منها محطة بدر الكهربائية، ومشروع تطوير منطقة حلوان السكنية، ومشروع إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم، وزيادة كفاءة الطاقة في المباني البلدية، ومشروع إدارة المخلفات الصلبة، وزيادة كفاءة العمليات الصناعية. تساهم هذه المشاريع في دعم التحول إلى مستقبل أخضر ومنخفض الكربون ومساعدة هذه المدن على أن تصبح أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة رانيا المشاط محافظ مصر ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أن التعاون مع البنك في تنفيذ برنامج المدن الخضراء يعكس التعاون الوثيق بين الطرفين ويعزز الشراكات الدولية لجمهورية مصر العربية في مجال التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 والمساهمات المحددة وطنياً. وأشار إلى أن الخطة ستركز على المشاريع الرائدة في مختلف المجالات وسيتم حشد الاستثمارات والأموال لتنفيذها.
وسلط المشاط الضوء على مشاريع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي التي تعمل على تعزيز التحول إلى النمو الأخضر والشامل والمستدام. وتشمل هذه المشاريع برنامج “نوافي”، وكذلك المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، والتي تعد جزءاً من استراتيجية شاملة تستهدف التنمية المستدامة في مصر، وجزءاً مهماً من الالتزامات الوطنية. وأكد أن مصر، من خلال التكامل الناجح بين الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويل المحلي والتعاون الدولي، خطت خطوات مهمة نحو تعزيز قطاع الطاقة في البلاد وجذب الاستثمارات وتحقيق أهداف الطاقة المتجددة الطموحة.
وأكد المشاط أن خطة عمل القاهرة للمدينة الخضراء توفر فرصة لمواءمة أهداف التنمية طويلة الأجل للمحافظات مع أجندة النمو الأخضر الطموحة. كما أنها توفر خريطة طريق للاستثمارات طويلة الأجل والتي من شأنها أن تعود بالنفع على العديد من القطاعات. وأوضح أن هذه الجهود تنعكس أيضاً في سعي الدولة إلى زيادة مشاريع الاستثمار الأخضر وتوسيع نطاق التحول إلى الاقتصاد الأخضر. وفي حين تشكل المشاريع الخضراء 50% من الاستثمارات العامة في خطة العام المالي الحالي 2024/2025، فمن المستهدف زيادة هذه النسبة إلى 55% في العام المالي المقبل 2025/2026.
وأشار المشاط إلى أن مصر أصبحت دولة رائدة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر خلال السنوات الأخيرة، ما يدل على التزامها القوي بالتنمية المستدامة والمرونة المناخية وتحقيق أهداف رؤية 2030. وأشار إلى أن مصر تنفذ استراتيجيات شاملة تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون، وزيادة قدرة البلاد على استخدام الطاقة المتجددة، وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وقال المشاط إن التعاون الدولي يعد عنصرا أساسيا في نجاح مصر في تعزيز أجندتها في مجال الطاقة الخضراء، مضيفا أن الشراكات بين الحكومة المصرية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية والمجتمع المدني أمر حيوي لتعبئة الموارد ونقل التكنولوجيا وتوسيع نطاق مشاريع الطاقة المتجددة. وأكد على دور مصر في تنسيق أدوار مختلف الجهات المعنية لضمان أن تلعب كل جهة، سواء عامة أو خاصة، أو مجتمع مدني أو دولي، دوراً فعالاً وكبيراً في دفع عجلة التحول إلى الطاقة الخضراء.
وتعد محافظة القاهرة ثالث مدينة مصرية يتم إدراجها في البرنامج، وتُعد، إلى جانب مدينة السادس من أكتوبر ومحافظة الإسكندرية، أحد أكبر مشاريع خطة عمل المدن الخضراء التي يتم تنفيذها حالياً.
أطلق البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية برنامج المدن الخضراء في أواخر عام 2016 لدعم انتقال المدن إلى مستقبل أخضر ومنخفض الكربون وأكثر مرونة. ويحقق ذلك من خلال مساعدة المدن على تحديد أولوياتها البيئية الأكثر إلحاحاً ومعالجتها من خلال الاستثمارات المستهدفة والإجراءات والسياسات العامة. حتى الآن، انضمت 50 مدينة حول العالم إلى البرنامج؛ وتشمل هذه المدن ثلاث مدن من مصر: القاهرة، والإسكندرية، ومدينة السادس من أكتوبر.
