شيخ الأزهر: الأحداث في غزة تعد جرائم وحشية لم نكن نتوقع حدوثها حتى في العصور الوسطى

منذ 24 ساعات
شيخ الأزهر: الأحداث في غزة تعد جرائم وحشية لم نكن نتوقع حدوثها حتى في العصور الوسطى

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفداً من الكلية الملكية للدراسات الدفاعية بالمملكة المتحدة، برئاسة السيد فيليب بارهام، المدير الأول للتوجيه بالكلية الملكية للدراسات الدفاعية بالمملكة المتحدة.

ورحب صاحب السمو الإمام الأعظم بوفد الكلية في مشيخة الأزهر الشريف، وقال إن الأزهر الشريف مسؤول عن تعليم الإسلام الصحيح لطلابه من جميع أنحاء العالم منذ إنشائه قبل 1080 عامًا. وأكد الأزهر أن رسالة الأزهر تقوم على السلام والتفاهم والإخاء، مشيرا إلى أننا نسعى إلى غرس هذه الرسالة من خلال المنهج الوسطي الذي نقدمه لأبنائنا، ونعلمهم الدين الصحيح ونحميهم من الأفكار المتطرفة.

وأوضح حضرته أن الأزهر منفتح على الجميع ويتعاون مع كل المؤسسات الدينية في الداخل والخارج، مشيرا إلى ما يلي: أولا: بالتعاون مع الكنيسة المصرية أنشأ “بيت العائلة المصرية” الذي يجمع الأزهر الشريف وكل الكنائس المصرية. وبهذا نجحنا في منع أي توتر طائفي في محافظات مصر والسيطرة عليه قبل أن يندلع. ومن ثمرات تعاوننا البناء مع كنيسة مصر وكنائس الشرق إلغاء مصطلح “الأقليات” وتبني مصطلح “المواطنة”، وهو أحد أهم نتائج مؤتمر الأزهر العالمي “الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل”. وأضاف أن الأزهر انفتح أيضًا على التعاون مع الكنائس الغربية. قمنا بزيارة كنيسة كانتربري والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي، ووقعنا معهم العديد من اتفاقيات التعاون البناءة. لقد كانت “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعناها مع البابا الراحل فرنسيس عام 2019 من أهم مخرجاتها من حيث توفير حلول فعالة لكل المشاكل التي يواجهها العالم اليوم، إذا تم تطبيق المبادئ التي تضمنتها بشكل صحيح.

وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر إن الأزهر نشر منهجه الوسطي المعتدل إلى العالم أجمع، وإن 60 ألف طالب وطالبة من 110 دولة يتلقون تعليمهم فيه. ويعودون إلى بلدانهم مزودين بالفقه السليم والعلوم الإسلامية الراسخة التي تساعدهم على تحقيق السلام في مجتمعاتهم ومحاربة الأيديولوجيات المتطرفة. وأشار إلى أن الجماعات التي ترتكب أعمال عنف بناء على مفاهيم خاطئة عن الدين لا تمثل الإسلام، بل تعمل كـ”مسلحين مستأجرين”، يعملون من أجل شيء في لحظة وضد شيء آخر في لحظة أخرى.

كما أعرب حضرة الإمام لأعضاء الوفد عن حزنه العميق إزاء الفوضى غير المسبوقة والحروب والعنف والقتل التي يشهدها العالم حاليًا. وأوضح أن سبب كل ذلك هو إهمال القيم الإنسانية وتحول العالم إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف. والدليل على ذلك هو الجرائم الوحشية التي شهدناها في غزة خلال العام والنصف الماضيين. وهذه الجرائم كانت أمراً لا يمكن تصوره حتى في العصور الوسطى، وهي ترتكب اليوم كل يوم أمام أعين العالم. وهذا صحيح حتى في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي، وانتشار شعارات حقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الرنانة، وحقيقة أن هذه الحرب أثبتت أنها لا معنى لها ولا فائدة منها.

وعبر أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة بالتواجد في الأزهر الشريف، وقدموا الشكر لفضيلة الإمام على دوره المهم في تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب، وإرساء أسس الحوار، ونشر قيم السلام والتعايش بين جميع الناس بغض النظر عن دينهم وثقافتهم.


شارك