وزير التعليم العالي: الإطار المرجعي مستند إلى مبادئ الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور أن إعداد الإطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي في جمهورية مصر العربية جاء استجابة للحاجة الماسة لتوحيد معايير التعليم العالي وضمان جودته بما يتوافق مع أحدث التطورات العالمية. كما أنها بمثابة خارطة طريق لتطوير التعليم العالي في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة. لأن المناهج وبرامج التدريب تحتاج إلى إعادة هيكلة وفقا لاحتياجات سوق العمل، والتركيز على التعليم المتمركز حول الطالب، والتدريس التفاعلي والإيجابي، ونشر قيم “التعلم مدى الحياة”.
تطوير التعليم العالي
وأكد الوزير أن الإطار يساهم في تقديم رؤية واضحة للجامعات والمؤسسات الأكاديمية، وضمان جودة المخرجات التعليمية، وتعزيز تنافسية الخريجين على المستويين المحلي والدولي. وأشار إلى أن هذا الإطار يجب أن يكون متوافقاً مع المعايير القياسية للجودة والاعتماد، وأن يكون مرنا لاستيعاب التنوع والتميز، وأن يعكس قدرة وإمكانات المؤسسات التعليمية مالياً وبشرياً.
وأوضح الوزير أن فلسفة الإطار المرجعي ترتكز على المبادئ السبعة للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وهي:
مبدأ التكامل؛ ويأتي ذلك في إطار تطوير المناهج الجامعية، ودمج المعارف والمهارات من مختلف المجالات لتشكيل فهم شامل ومتكامل، وزيادة التفاعل بين المقررات الدراسية المختلفة. ويتضمن ذلك التكامل بين مختلف التخصصات والمواد الأكاديمية والمفاهيم النظرية والتطبيقات العملية، فضلاً عن الخبرات العملية وقطاع الأعمال.
ترتبط فلسفة الإطار بمبدأ “التعددية التخصصات”، بهدف تطوير برامج تعليمية شاملة تساعد الطلاب على اكتساب مهارات متعددة وتنمية كفاءاتهم لتلبية احتياجات سوق العمل المعاصر، من خلال الاستفادة من فوائد المناهج متعددة التخصصات. كما أنها توفر للطلبة فرصاً أوسع لاكتساب مجموعة من المهارات، والمساهمة في التطبيق الفعال للمعرفة، وتشجيع الإبداع والابتكار.
وترتبط فلسفة الإطار بمبدأ “التواصل”، حيث يشكل التواصل قاعدة أساسية لتعزيز بنية البرامج الجامعية، وضمان التواصل المتكامل داخل المؤسسة وخارجها، وتجاوز الحدود من خلال الجمع بين العناصر المحلية والإقليمية مع العناصر الدولية. ويساهم ذلك في رفع جودة التعليم، وخلق فرص العمل للطلاب، وبالتالي توفير عوائد اقتصادية.
وأشار الوزير إلى أن ربط فلسفة الإطار بمبدأ “المشاركة الفعالة” يعزز التحالف بين مؤسسات التعليم العالي ومختلف قطاعات الأعمال. تساهم المشاركة الفعالة في تطوير وبناء البرامج الأكاديمية من خلال تعاون جميع الأطراف، من أعضاء هيئة التدريس والطلاب إلى شركاء الأعمال والخبراء والداعمين. وبهذه الطريقة يتم ضمان توافق البرامج مع احتياجات واتجاهات الفئات المختلفة، ورفع جودة مخرجات البرامج وفعاليتها في سوق العمل.
ويتم الربط مع مبدأ الاستدامة من خلال العمل على ضمان استدامة برامج الجامعة من خلال دمج العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والتفاعل مع قطاع الأعمال والمجتمع من خلال شراكات فعالة، وتشجيع البحث والتطوير، وتفعيل المشاركة الاجتماعية، ومراعاة التحولات التكنولوجية، وتعزيز مفاهيم الشمولية وإمكانية الوصول في التعليم. وبالإضافة إلى دمج العلوم الإنسانية في البرامج الجامعية، فإن هذا النهج يعمل أيضاً على زيادة وعي الأفراد ومسؤوليتهم الشخصية تجاه القضايا الإنسانية.
وبموجب مبدأ “المرجعية الدولية”، فإن فلسفة الإطار هي جذب الأشخاص من الخارج وإعداد الطلاب للعمل في قطاع الأعمال العالمي من خلال إنشاء مناهج دراسية حول مفاهيم مثل العولمة والتدويل، وتعزيز التعاون الدولي، وفهم الثقافات المختلفة.
وفي إطار مبدأ “القيادة والإبداع”، أكد الوزير على الدور الحيوي للتكنولوجيا والبحث والابتكار في تحسين التجارب التعليمية وضمان الوصول الشامل ومواءمة المؤسسات التعليمية مع متطلبات العصر الرقمي. وأكد على أهمية البحث والابتكار باعتبارهما عنصرين أساسيين لضمان استمرارية أي مؤسسة تعليمية.
وأوضح الأمين العام لمجلس الجامعات العليا الدكتور مصطفى رفعت أن فلسفة الإطار المرجعي العام تعكس رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالي وضمان جودتها بما يتوافق مع المعايير العالمية. ويتم تحقيق ذلك من خلال وضع معايير موحدة وشاملة لتصميم وإعداد البرامج الأكاديمية، والتركيز على الطالب باعتباره محور العملية التعليمية، وتعزيز قدرات البحث والإبداع لدى الطلبة، ومساعدتهم على اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل.
وتمثل فلسفة الإطار خطوة مهمة نحو مواءمة نظام التعليم العالي المصري مع التطورات العالمية وتعزيز قدرة المؤسسات الأكاديمية على تخريج كوادر مؤهلة بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.
وأوضح أنه تم اعتماد آليات التقييم المستمر لضمان تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، والمساهمة في تحسين جودة العملية التعليمية، وتعزيز المكانة الدولية للمؤسسات الأكاديمية المصرية.