وزير الصناعة يستعرض جهود الدولة في تعزيز الصادرات المصرية

قام نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل اللواء مهندس كامل الوزير، بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقييم العمل الذي تقوم به الدولة منذ 3 يوليو 2024 للنهوض بالقطاع الصناعي وزيادة صادرات مصر للأسواق الخارجية وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين مؤهلات العاملين.
وفي كلمته خلال الاحتفال، نقل نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، خالص التهاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بمناسبة عيد العمال من أرض السويس الباسلة، المدينة التي ظلت ليس فقط بوابة النصر في حروب الوطن، بل رمزاً للعمل الجاد والوفاء والتضحية والعطاء. وفي هذه المناسبة التي تحتفي فيها مصر بتضحيات عمالها في كل شبر من أرض وطنها، وجه الوزير التحية لكل من يعتبر العمل شرفاً، والجهد رسالة، والإنتاج عقيدة، ويؤمن بأن العمل ليس مجرد وظيفة، بل رسالة ومسئولية وواجب وطني. وأكد أن الدولة المصرية، بتوجيهات قيادتها السياسية الحكيمة، وضعت التنمية الصناعية على رأس أولوياتها، فهي قاطرة التنمية والاقتصاد، والمفتاح الحقيقي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص العمل وتقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الصادرات من خلال تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.
وخلال الاحتفالية، أعلن الوزير أنه تم إقرار الخطة العاجلة للصناعة المصرية، في إطار رؤية مصر الصناعية 2030، بموافقة رئيس الجمهورية، كخطوة عمل مباشرة لتسريع وتيرة الإنجاز وتسهيل جذب الاستثمارات وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية محلياً ودولياً. وتتضمن هذه الخطة تبسيط إجراءات التراخيص الصناعية، وتقليص الوقت اللازم للحصول على الموافقة، وتوفير حزم تمويلية ميسرة لدعم المصنعين، وتقديم حوافز ضريبية وجمركية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتوطين التكنولوجيا، وزيادة الابتكار والبحث العلمي، ورفع كفاءة وجودة العنصر البشري لتوفير الكوادر القادرة على التصنيع. وأوضح أنه تم إطلاق منصة “مصر الصناعية الرقمية” التي تقدم خدمات تخصيص الأراضي والترخيص والتسجيل الصناعي والدفع الإلكتروني للمستثمرين وتسهل المعاملات وتوفر الوقت والعمالة، وذلك في إطار التحول الرقمي وتحسين بيئة الاستثمار. وتتضمن الخطة أيضاً تقديم الدعم الفني والإداري والمالي العاجل للمصانع المتعثرة والمتوقفة عن العمل وغير الخاضعة للرقابة، وتقديم الدعم الفني والتكنولوجي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يساهم في اندماجها في الاقتصاد الرسمي وسلاسل الإنتاج والتوريد.
وأوضح الوزير أنه تم تنفيذ عدد من المبادرات لإعادة هيكلة ودعم هذه المصانع. الأول هو محاولة دعم تمويل رأس المال التجاري الخاص من خلال تقديم قروض بقيمة 120 مليار ليرة للقطاعات الإنتاجية بسعر فائدة 15 في المائة فقط. أما المبادرة الثانية فهي تقديم قروض دعم بقيمة إجمالية 30 مليار ليرة للشركات بفائدة 15 بالمئة لتمويل خطوط الإنتاج في القطاعات الصناعية ذات الأولوية وشراء الآلات والمعدات. المبادرة الثالثة هي إنشاء صندوق لإعادة هيكلة المصانع المتعثرة ودعم الصناعات الموجهة للتصدير من خلال توليد الموارد من خلال الجهاز المصرفي بالتنسيق مع البنك المركزي المصري لتمويل المصانع المتعثرة وزيادة الصادرات. أما المبادرة الرابعة فهي تقديم الدعم للمشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير التمويل بفائدة سنوية قدرها 5%. وتتمثل المبادرة الخامسة في دعم الصادرات وتشجيع المصدرين بمبلغ 190 مليار جنيه مصري بحلول يونيو/حزيران 2024، مع الموافقة على تمويل جديد بقيمة 23 مليار جنيه مصري اعتبارًا من 1 يوليو/تموز 2024، ويتم دفعه حاليًا على أساس أسبقية الحضور، خلال فترة لا تتجاوز 90 يومًا من تاريخ تقديم الوثائق المكتملة. وأوضح أنه في إطار دعم هذه الأهداف الصناعية، فإن جهود تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية من خلال توسيع شبكات الطرق والسكك الحديدية وتطوير الموانئ وتحسين منظومة التحميل والتفريغ تتوافق مع الأهداف الصناعية للبلاد. ويساهم ذلك في تسهيل نقل المواد الخام والمنتجات ودعم عملية التنمية من خلال زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق المحلية والعالمية.
وقال الوزير إنه في إطار تنفيذ الخطة العاجلة للنهوض بالصناعة، تم إنشاء 4382 مصنعًا بمعدل نمو 6.4% منذ 3 يوليو 2024. وبينما توفر هذه المصانع فرص عمل مباشرة لـ 230 ألف شخص، فإن الهدف هو الوصول إلى 100 ألف مصنع بحلول عام 2030. ومن خلال المنصة الرقمية الصناعية المصرية، تم تخصيص 2070 قطعة أرض صناعية، وإصدار 1493 رخصة بناء و4382 تصريح عمل جديد، وإصدار 6713 تسجيلًا صناعيًا خاصًا للتصدير، مما يعكس حيوية ونشاط القطاع. وتم تشكيل وتنظيم لجان تفتيش برئاسة المديرية العامة للتنمية الصناعية وبمشاركة كافة الجهات ذات العلاقة. حتى الآن، قاموا بزيارة وتفقد 4866 مصنعًا في 25 مقاطعة. وأوضح أنه بهدف تقديم الدعم لهذه المصانع دون التسبب في إغلاق أي مصانع، وفي إطار الاهتمام بالمدن الصناعية المتخصصة مثل مدينة الجلود بالروبيكي، تم تخصيص 308 مدبغة و40 مصنع غراء وتشغيلها والاستحواذ على ملكيتها وبالتالي توطين جميع سكان منطقة مجرة العيون، كما تم تخصيص 91 مصنعاً عن طريق مناقصة للصناعات الجلدية وتسليم عقودها.
وأكد الوزير أن العمالة هي عصب الصناعة وروحها، مشيرا إلى أن نحو 3.5 مليون عامل يعملون حاليا في المصانع المصرية بما يعادل 7.5% من القوى العاملة المصرية. هذا الهدف هو الوصول إلى 20% من القوى العاملة المصرية، والوصول إلى ما يقرب من 8 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2030. ويبلغ الإنتاج الصناعي الحالي حوالي 76 مليار دولار في عام 2024، ومن المستهدف أن يصل القطاع إلى حوالي 170 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 10%. ومن المتوقع أن تصل مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 14% بحلول عام 2024، ونهدف إلى أن يصل هذا المعدل إلى 20% بحلول عام 2030.
واستعرض الوزير الحوافز التي تقدمها الدولة للمستثمرين، مثل الحوافز المنصوص عليها في قانون الاستثمار رقم 2017/72، وحوافز تشجيع الاستثمارات القائمة على النقد الأجنبي المحول من الخارج المنصوص عليها في قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2023/77، والحوافز المنصوص عليها في قانون تفضيل المنتج المحلي الصادر بالقانون رقم 2015/5، وبرنامج حوافز إنتاج السيارات الذي تم إطلاقه في إطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير صناعة السيارات المصرية. وأوضح أن هذه الحوافز الاستثمارية التي تقدمها الدولة ساهمت في زيادة تنافسية الصناعة المصرية بشكل ملحوظ، وهو ما انعكس إيجاباً في زيادة الصادرات غير البترولية إلى نحو 42 مليار دولار، منها صادرات صناعية بنحو 34 مليار دولار عام 2024، ونستهدف زيادتها إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030، منها صادرات صناعية بنحو 118 مليار دولار، مما يعكس حرص الدولة على زيادة تنافسية قطاعنا الصناعي على المستوى العالمي وتحقيق النمو المستدام.
وخلال الاحتفالات، طلب نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإذن بفحص خمسة نماذج ناجحة لمنشآت صناعية من القطاع الخاص في مختلف القطاعات الصناعية، أقيمت بالكامل باستثمارات مصرية أو أجنبية خلال الفترة القصيرة من 3 يوليو 2024 وحتى الآن، عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وتشمل هذه المصانع مصنع الصلب العربي المتخصص، ومصنع فيفو لتقنيات الاتصالات المتنقلة، ومصنع فارما بلاست، ومصنع يوتوبيا للمنتجات الدوائية، ومصنع بيكو للأجهزة المنزلية المصرية. وأوضح أنه إضافة إلى مصنع السويس للصلب الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ويعتبر حاليا درة المصانع الجديدة فإن هذه المصانع الخمسة توفر فرص عمل لأكثر من 11600 شخص.
وفي ختام كلمته، أعرب نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل عن خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه المتواصل بدعم وتنمية الصناعة المصرية، متمنياً لمصر دوام الاستقرار والرخاء.