التعليم العالي: شراكة مصرية كويتية لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي

التقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور أيمن عاشور، ونظيره الكويتي في وزارة التعليم العالي الكويتية الدكتور نادر الجلال. ويشكل اللقاء خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون الاستراتيجي بين جمهورية مصر العربية ودولة الكويت.
وبحث الوزيران خلال اللقاء المثمر سبل زيادة التعاون والتكامل المشترك في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي بين البلدين الشقيقين. وأكد الجانبان أهمية تضافر الجهود والاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى الجانبين لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي.
واتفق الوزيران على أهمية التعاون بين هيئة ضمان الجودة المصرية ونظيرتها الكويتية للارتقاء بجودة ومخرجات التعليم في البلدين، مع التأكيد على التزامهما المشترك بمصلحة الطلبة الكويتيين الدارسين في مصر والطلبة المصريين الدارسين في الكويت.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن هذا التعاون يمثل بداية عهد جديد ومتميز في العلاقات المصرية الكويتية في قطاعي التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرا إلى أن هذه الشراكة ستساهم في زيادة أعداد الطلاب الكويتيين الراغبين في استكمال تعليمهم في الجامعات المصرية المتميزة والتي تستضيف حاليا نحو 4 آلاف طالب كويتي.
وحول تقييم التطورات النوعية والكمية في منظومة التعليم العالي في مصر خلال العقد الماضي، قال الدكتور عاشور إن عدد الجامعات سيرتفع من 50 جامعة عام 2014 إلى 116 جامعة عام 2025، والتي ستشمل مختلف أنواع الجامعات (الحكومية، الخاصة، الأهلية، التكنولوجية، وأقسام الجامعات الأجنبية المرموقة). وأوضح أن هذا التطور لم يقتصر على البعد الكمي، بل امتد ليشمل مسارات تعليمية متنوعة لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وأشار إلى الدور المهم للجامعات التكنولوجية التي تركز على التعليم التطبيقي من خلال التعاون مع الصناعة والقطاع الخاص.
وأوضح معاليه أن منظومة التعليم المصرية تخدم نحو 8.3 مليون طالب وطالبة، منهم نحو 200 ألف أجنبي، مع وجود تمثيل قوي للطالبات، حيث يشكلن 53% من إجمالي الطلاب، وهو ما يعكس التزام الدولة بتمكين المرأة في التعليم والبحث العلمي. وأكد تركيز التعليم العالي المصري على الجودة والاعتراف الدولي، مؤكداً تعاون هيئة ضمان الجودة المصرية مع نظيراتها الدولية، وأن خريجي كليات الطب المصرية سيحصلون على الاعتماد من مجلس الاعتماد الأمريكي بحلول عام 2027.
وقدم الدكتور عاشور لمحة موجزة عن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقتها الدولة في مارس 2023، وتتضمن الاستراتيجية سبعة محاور رئيسية، منها تدويل وتصدير التعليم المصري. وتحدث عن نجاح بنك المعرفة المصري كأكبر منصة رقمية للتعليم عن بعد في العالم، بحسب أحدث تقرير لمنظمة اليونسكو. وأشار إلى جهود مصر لتطوير برامج تعليمية غير تقليدية تعتمد على مناهج متعددة التخصصات من خلال الشراكات مع الجامعات الأجنبية، وإنشاء شبكة وطنية من الباحثين الشباب الذين سيشاركون في تصميم البرامج الأكاديمية المستقبلية.
وأكد الدكتور نادر الجلال استعداد الكويت للتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، وشدد على أهمية تقديم الدعم للطلبة الكويتيين الدارسين في الجامعات المصرية وتسهيل الزيارات المتبادلة بين أعضاء هيئة التدريس والباحثين من البلدين. كما أبدى معاليه رغبة قوية في الاستفادة من تجربة مصر الرائدة في مجال بنك المعرفة المصري، مشيراً إلى إمكانية استخدام هذه المنصة الرقمية المتميزة في رفع تصنيف الجامعات الكويتية وإتاحة المعرفة للمجتمع البحثي العلمي الكويتي.
وفي ختام اللقاء أكد الوزيران أهمية المتابعة الدورية لتنفيذ النقاط المتفق عليها، وتشكيل مجموعات عمل مشتركة لتفعيل آليات التعاون في المجالات المختلفة التي تمت مناقشتها، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الروابط الأخوية القوية بين الشعبين المصري والكويتي.