من «شيمو» إلى شم النسيم.. حكاية أقدم احتفال قومي في التاريخ المصري

منذ 2 ساعات
من «شيمو» إلى شم النسيم.. حكاية أقدم احتفال قومي في التاريخ المصري

وأكد الدكتور أستاذ الإرشاد السياحي بمعهد الدراسات العليا للنوع الاجتماعي إسلام محمد سعيد أن جذور شم النسيم تعود إلى الحضارة المصرية القديمة. وأكد أن هذا ليس عيداً عادياً، بل هو موسم معروف لدى المصريين القدماء باسم “شيمو”، موسم الحصاد.

قال الدكتور إسلام محمد سعيد أستاذ الإرشاد السياحي بالمعهد المصري لدراسات النوع الاجتماعي المتقدمة، في لقاء مع الإعلاميتين رشا مجدي وعبيدة أمير ببرنامج “صباح البلد” المذاع على فضائية NNI مصر، إن شم النسيم ليس مجرد يوم، بل هو موسم الحصاد. كان المصريون القدماء يحتفلون ببدء موسم الحصاد ونجاحاتهم الزراعية في المحاصيل التي يزرعونها طوال العام.

وأوضح أن التقويم المصري القديم يختلف عن التقويم الحالي، وأن المصريين قسموا السنة إلى ثلاثة فصول رئيسية فقط: أخيت (الفيضان)، وبرت (الشتاء)، وشيمو (الحصاد).

وذكر أن كلمة “شمو” تعني حرق أو حرق النباتات، وأن اصفرار سنابل القمح يعتبر علامة على بدء الحصاد. كانت هذه رسالة كونية تلقاها المصريون القدماء من خلال مراقبة الأجرام السماوية والظواهر الطبيعية.

وتابع الأستاذ المرشد السياحي: “يبدأ احتفال شم النسيم عندما تبدأ سيقان القمح بالاصفرار، إيذانًا بقدوم موسم الحصاد. ويستمر الاحتفال أربعة أشهر، مليئة بالعمل والفرح.

وأوضح أن الاحتفالات ستبدأ قبل شروق الشمس، وأن المزارعين، رجالاً ونساءً، سيخرجون إلى الحقول بأدواتهم الحصادية ويغنون ويرقصون. وسوف يضيف الجهد الجماعي طابعًا فريدًا إلى أجواء الكرنفال.

يوضح قائلاً: “شارك الرجال والنساء في الحصاد، بينما كان القادة وملاك الأراضي يحددون الضرائب حسب مساحة الأرض. كان اليوم حافلاً بالنشاط، حيث كان العمال يُغنون الأغاني ويضربون مناجلهم، تماماً كما نراه في بعض القرى اليوم”.

وأشار أيضاً إلى أن الطبقات الاجتماعية تجلت في الملابس والمهن، حيث كان لكل طبقة زي خاص بها، وهو ما تم توثيقه في الرسوم الجدارية الفرعونية.

“شم النسيم احتفال مصري بحت، وهو تراث شعبي وإنساني يتجدد مع كل ربيع ويحمل في طياته رسائل الحياة والعمل والفرح.”

 


شارك