البنك المركزي يوضح دوافع خفض أسعار الفائدة بنسبة 2.25%

منذ 2 أيام
البنك المركزي يوضح دوافع خفض أسعار الفائدة بنسبة 2.25%

وأوضح البنك المركزي أسباب خفض سعر الفائدة على الودائع بواقع 225 نقطة أساس إلى 25%، وعلى القروض إلى 26%، وعلى أصل الدين إلى 25.50%. كما تقرر خفض أسعار الائتمان والخصم بواقع 225 نقطة أساس إلى 25.50 في المائة.

وبحسب بيان صادر عن البنك المركزي، فإن حالة عدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم على نطاق عالمي دفعت البنوك المركزية في بعض الاقتصادات المتقدمة والناشئة إلى تبني نهج حذر بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

ورغم استقرار النمو الاقتصادي بشكل عام، فمن المتوقع أن تؤدي التطورات الأخيرة في التجارة العالمية إلى إضعاف التوقعات وسط مخاوف بشأن اضطرابات سلسلة التوريد وضعف الطلب العالمي.

وانخفضت أسعار النفط، على وجه الخصوص، بشكل كبير بسبب عوامل تتعلق بجانب العرض والتوقعات بانخفاض الطلب العالمي وسط حالة عدم اليقين المستمرة بشأن السياسات التجارية.

ومن ناحية أخرى، كانت أسعار السلع الزراعية الرئيسية، وخاصة الحبوب، عرضة للتقلبات الناجمة عن تغير المناخ. ومع ذلك، يظل التضخم عرضة لمخاطر الارتفاع، مثل استمرار الاضطرابات في التجارة العالمية بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة والسياسات الحمائية المتزايدة.

وعلى المستوى المحلي، تشير المؤشرات الأولية للربع الأول من عام 2025 إلى استمرار انتعاش النشاط الاقتصادي الذي استمر خلال الربع الرابع، حيث تجاوز معدل النمو 4,3% المسجل في الربع الرابع من عام 2024.

وكان نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الرابع من عام 2024 مدعومًا في المقام الأول بالمساهمات الإيجابية من الصناعات التحويلية غير النفطية والتجارة والسياحة.

ومع ذلك، تشير توقعات فجوة الناتج إلى أن النشاط الاقتصادي الحقيقي يظل أقل من إمكاناته، حتى لو استمر النمو حتى عام 2024.

ومن المتوقع أن يصل النشاط الاقتصادي إلى طاقته الكاملة بحلول نهاية السنة المالية 2025/2026. وبناء على ذلك، فإن توقعات فجوة الناتج الحالية تدعم الاتجاه النزولي المتوقع للتضخم في الأمد القريب، حيث من المتوقع أن تظل الضغوط التضخمية على جانب الطلب محدودة بسبب التشديد النقدي الحالي.

ومن حيث التضخم السنوي، كان هناك انخفاض كبير في التضخم في الربع الأول من عام 2025 بسبب التأثير الأساسي الإيجابي، والتأثير التراكمي للتشديد النقدي، وتلاشي تأثير الصدمات السابقة.

وعلى وجه الخصوص، انخفض معدل التضخم السنوي العام والأساسي إلى 13.6% و9.4% على التوالي في مارس/آذار 2025، وهو ما يجعل هذه المعدلات أدنى معدلات التضخم الأساسي في ما يقرب من ثلاث سنوات.

ويرجع انخفاض معدل التضخم السنوي العام بشكل رئيسي إلى انخفاض التضخم السنوي في أسعار الغذاء من 45.0% في مارس 2024 إلى 6.6% في مارس 2025.

وأظهر التضخم السنوي غير الغذائي أيضا اتجاها نزوليا أبطأ نسبيا، حيث انخفض من 25.7% في مارس/آذار 2024 إلى 18.9% في مارس/آذار 2025، وذلك بسبب الاستجابة المتأخرة للصدمات السابقة وتأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية.

وعلاوة على ذلك، فإن حقيقة أن اتجاهات التضخم الشهرية بدأت تقترب من مسارها الطبيعي التاريخي منذ بداية العام تشير إلى تحسن في توقعات التضخم.

أسباب خفض أسعار الفائدة

انخفض معدل التضخم السنوي العام بنحو 9.0 نقطة مئوية في الربع الأول من عام 2025، بما يتماشى مع التوقعات، مما أدى إلى تشديد الظروف النقدية بشكل كبير وتوفير مساحة كافية لبدء دورة التوسع النقدي.

وعلاوة على ذلك، ونظرا لتأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية العامة التي تم تنفيذها والمخطط لها لعام 2025 والتباطؤ في انخفاض التضخم غير الغذائي، فمن المتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض في عامي 2025 و2026، وإن كان بوتيرة أبطأ مقارنة بالربع الأول من عام 2025.

ومع ذلك، تظل توقعات التضخم عرضة لمخاطر الارتفاع، نظرا لإمكانية تفوق تدابير ضبط الأوضاع المالية العامة التأثير المتوقع، وعدم اليقين بشأن تأثير الحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، واحتمال تصعيد الصراعات الجيوسياسية الإقليمية.

وفي ضوء الظروف النقدية المذكورة أعلاه والحالية، ترى لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 225 نقطة أساس من أجل الحفاظ على السياسة النقدية المتساهلة التي تهدف إلى استقرار التوقعات ودعم الاتجاه النزولي المتوقع للتضخم.

وستواصل اللجنة تقييم قراراتها بشأن مدة وشدة تشديد السياسة النقدية على أساس كل اجتماع على حدة، مؤكدة أن هذه القرارات تستند إلى التوقعات والمخاطر المحيطة والبيانات الناشئة.

وستواصل اللجنة مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم تأثيرها المحتمل على المؤشرات الاقتصادية. ولن تتردد الحكومة في استخدام كل الأدوات المتاحة لها لضمان استقرار الأسعار من خلال توجيه التضخم نحو هدف 7 ± 2 نقطة مئوية في الربع الرابع من عام 2026.


شارك