من رحم الأم تبدأ المعاناة.. كيف تؤثر المشاعر السلبية للأم على الجنين؟

مستشار الصحة النفسية الدكتور وليد هندي يكشف مفاجآت نفسية عن البنية النفسية للإنسان، قال إن داخل كل إنسان يوجد “طفل لم يكبر بعد”، يعيش بداخلنا دون أن ندرك، ويتحكم في تصرفاتنا وردود أفعالنا.
وقال الدكتور هندي، في لقاء مع الإعلامي شريف نور الدين ببرنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة «ني مصر»، إن النظام النفسي للإنسان يتكون من جزئين: الواعي أي ما ندركه ونعيشه حالياً، واللاواعي أي الجزء الذي يشمل كل التجارب الماضية، منذ الولادة وربما منذ أن كان الإنسان جنيناً في بطن أمه. وأوضح أن كل تجربة مهما كانت صغيرة أو تبدو منسية، يتم تخزينها في العقل الباطن وتؤثر علينا لاحقا.
وقال هندي إن الدراسات النفسية الحديثة وصلت إلى حد إثبات أن الجنين يمكن أن يتأثر بمشاعر الأم ومعاملة الأب أثناء الحمل. “لاحظنا أن الأطفال يكرهون آباءهم دون سبب واضح، ونتيجة للتحليل النفسي اكتشفنا أن الأب يعامل الأم بقسوة أثناء الحمل، وأن مشاعر الأم السلبية تنتقل إلى الجنين”. قال.
وأضاف هندي أن كل ما يمر به الطفل بشكل مباشر أو من خلال الملاحظة يتم تسجيله في نظامه النفسي.
“حتى لو لم يشارك الطفل في النشاط، فإن مجرد رؤيته يكفي لترك علامة نفسية تؤثر على سلوكه المستقبلي.” وأشار إلى أن بعض السلوكيات اليومية للوالدين، مثل الفزع من الرعد أو الخوف من الظلام، قد تؤدي إلى رهاب مدى الحياة لدى الطفل.
وأشار مستشار الصحة النفسية إلى أن التجارب المؤلمة تصبح راسخة بشكل أعمق في العقل الباطن وتستمر في التأثير على الشخص في شكل أفكار تدخلية تظهر فجأة في مواقف معينة. “كلما كانت التجربة النفسية مؤلمة أكثر، فإنها تظل في الذاكرة لفترة أطول وتصبح أقل قابلية للتغلب عليها.”
واختتم هندي حديثه برسالة موجهة للآباء والأمهات، مؤكداً أن التربية تبدأ من سلوك الوالدين أنفسهم. وقال إنه ينبغي عليهم أن يكونوا قدوة حقيقية لأطفالهم، لأنه حتى لو لم يدركوا ذلك، فإن الأطفال لا ينسون أبدًا. يقوم عقلهم الباطن بتخزين كل شيء ثم إعادة إنتاجه في شكل عمل أو عاطفة أو قرار.