مفتي الجمهورية: ما يحدث في قطاع غزة جرح نازف في ضمير الإنسانية
قام فضيلة الدكتور مفتي الديار المصرية رئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء العالمية، بزيارة تفقدية لمستشفى العريش العام، للاطمئنان على الحالة الصحية لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين الذين أصيبوا في الهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. وزار سماحة المفتي الجرحى واطمأن على أحوالهم، وتبادل معهم كلمات الدعم والتشجيع، وأشاد بعزيمتهم وصمودهم في وجه آلة القتل والتدمير، وأكد أن تضحياتهم ستظل وسام شرف على جبين الوطن.
وأكد مفتي الجمهورية التركية أن الجامعة المصرية بكل علمائها وعلمائها ومسؤوليها لم تترك هذا الجرح النازف لحظة واحدة، ولم تقف متفرجة على جنازات الأبرياء وصراخ الأمهات. بل على العكس من ذلك، فقد كان في قلب الحدث منذ اليوم الأول، حيث أدلى بتصريحات، وخاطب المؤسسات، ودعا الدول والحكومات. قلمه لم يتوقف عن الكتابة، وحبره لم يجف ولو لساعة واحدة. ولم يكن يغادر منبراً أو اجتماعاً إلا ورفع صوت القضية الفلسطينية، معلناً الحق، ويدين الظلم، ويدافع عن الأرض والعرض والمقدسات. كما أعلنت صراحة رفضها القاطع لجميع أشكال التهجير القسري والتجويع الممنهج، واعتبرت ذلك اعتداء على الكرامة الإنسانية وجريمة لا يمكن لأي دين أن يسكت عنها ولا يمكن لأي ضمير أن يقبلها. ونأمل أن يظل صوته مدافعًا عن الحقيقة، ويرفض الظلم، وينادي بالعدالة. وأكد أن ما يحدث في غزة ليس مأساة إنسانية فحسب، بل هو جرح مفتوح في ضمير العالم، وأن الصمت عليه خيانة للقيم والمبادئ التي تدافع عنها الإنسانية في كل مكان.
كما ثمن مفتي الجمهورية جهود الدولة المصرية في تقديم الدعم المتواصل لإخوانها في غزة وفلسطين، مشيرا إلى أن مصر بكل مؤسساتها من قلب الوطن إلى أقصى أطرافه عملت على أن تكون سدا منيعا أمام محاولات التصفية والتهجير، وحصنا منيعا يدافع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية. وفي مقدمة هذه الجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي -حفظه الله- بموقف تاريخي يليق بمصر العربية، الذي يوجه بكل عزم وحكمة المشهد الدولي والمحلي لدعم القضية الفلسطينية، موجهاً دفة السياسة المصرية والدبلوماسية العليا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، ورفع الظلم الواقع عليه، ويرفض رفضاً قاطعاً تصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى وطرد الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم.
وفي ختام الزيارة، أعرب فضيلة المفتي عن بالغ تقديره لإدارة وطاقم المستشفى الطبي والتمريضي بالعريش العام على جهودهم الإنسانية النبيلة في تقديم الرعاية الشاملة للمصابين. وأشاد بما لمسه من جاهزية وانضباط ومعنويات عالية في التعامل مع الجرحى.
وكان في استقبال فضيلة مفتي الجمهورية لدى وصوله المستشفى نائب محافظ شمال سيناء اللواء عاصم سعدون. ونقل سعدون تحيات وتقدير محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، معرباً عن ارتياحه لزيارته الكريمة للمحافظة، ومثمناً هذه اللفتة الإنسانية النبيلة تجاه إخواننا الجرحى في قطاع غزة، واعتذر عن عدم تمكنه من التواجد لتواجده في مهمة رسمية خارج المحافظة. وحضر الاستقبال أيضا أمين عام المحافظة اللواء أسامة الغندور ومدير عام مستشفى العريش العام الدكتور أحمد منصور ولفيف من الأطباء وكبار المسئولين من محافظة شمال سيناء.
