7 مليارات يورو.. توقيع اتفاقية تعاون لتطوير وتشغيل محطة شاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة رأس شقير

منذ 9 أيام
7 مليارات يورو.. توقيع اتفاقية تعاون لتطوير وتشغيل محطة شاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة رأس شقير

تم توقيع اتفاقية تعاون لتطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل منشأة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بما في ذلك الأمونيا الخضراء في منطقة رأس شهير. وتم توقيع الاتفاقية خلال الزيارة الهامة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر وفي إطار التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين.

محيط منطقة رأس شقير

تم توقيع الاتفاقية بين هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، بالشراكة مع تحالف الوقود الأخضر الذي يتكون من شركة EDF Renewables الفرنسية وشركة Zero Waste المصرية الإماراتية.

وحضر مراسم التوقيع نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الفريق مهندس كامل الوزير ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت ووزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي إريك لومبارد.

وقع الاتفاقية رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر اللواء محمد عبد الرحيم، ورئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة المهندس إيهاب إسماعيل، ورئيس شركة زيرو ويست السيد عمرو الصواف، ورئيسة شركة إي دي إف للطاقة المتجددة السيدة بياتريس بوفون.

وصرح نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير، بأن هذا العقد يأتي في إطار تنفيذ التوجيهات الرئاسية الرامية إلى تشجيع وزيادة جهود توطين صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وتوفير بيئة استثمارية مواتية، ومن ثم تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي للطاقة والوقود الأخضر. ويمثل أيضاً العلاقات المتميزة والقوية التي تربط القيادة السياسية في البلدين والشعبين الصديقين، ويعكس رغبة الجانبين في تعزيز التعاون لتحقيق المصالح المشتركة والمساهمة في تنمية وازدهار الشعبين الصديقين.

وأضاف أن الهدف هو إنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا على ثلاث مراحل تبدأ من عام 2029، وذلك لدعم أهداف الدولة في توفير الوقود النظيف لتزويد السفن والتصدير إلى الأسواق العالمية.

وأشار إلى أن هذا التعاون يعزز مكانة مصر في مشروعات الطاقة المتجددة ويدعم جهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر. وأضاف أن هذا المشروع، على عكس المشاريع المماثلة في مصر، لا يتطلب من الدولة توفير أي بنية أساسية لمكوناته. ولا تعتمد على مرافق شركات الكهرباء في نقل الطاقة اللازمة لتشغيلها، ولا تفرض أي التزام مالي على الدولة. وأضاف أن هذا المشروع يعد من المبادرات النادرة التي ينفذها القطاع الخاص بالكامل، ويحتاج إلى شركات ذات إمكانيات مالية وفنية عالية، كما أنه استثمار طويل الأمد وقد يستغرق استرداد تكاليف الاستثمار ما يصل إلى خمسين عاماً.

وأوضح الوزير أن وزارة النقل ستقوم بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة لاستكمال كافة الإجراءات والموافقات القانونية اللازمة مع شركة المشروع لضمان تنفيذ المشروع وفق المعايير المطلوبة.

وقال وزير الصناعة والنقل ونائب رئيس الوزراء المسؤول عن التنمية الصناعية أيضاً إن للمشروع عائداً اقتصادياً مباشراً يتمثل في رسوم الخدمات التي ستقدمها شركة المشروع، ورسوم التراخيص اللازمة لإنشاء وتجديد المشروع، ورسوم الانتفاع بالأراضي المخصصة لمحطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومناطق إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء، والإيرادات التي ستحصل عليها الدولة. وبالإضافة إلى الرسوم التي سيتم فرضها على كل طن يتم تصديره، فإن البلاد سوف تستفيد أيضا من ضرائب مختلفة، والتي سيتم دفعها كلها بالدولار.

وأكد نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن الأثر غير المباشر للمشروع هو أنه يوفر مجموعة واسعة من فرص العمل، بدءاً من القوى العاملة اللازمة في مرحلة البناء إلى القوى العاملة التشغيلية في مرحلة التشغيل والإنتاج.

وأعلن الوزير أيضا أن التحالف بين شركة EDF Renewables الفرنسية وشركة Zero Waste المصرية الإماراتية سيوفر استثمارات مباشرة بقيمة 2 مليار يورو لتمويل المرحلة الأولى من هذا المشروع المتكامل الذي يستهدف إنتاج 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويا. وتبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمراحل الثلاث 7 مليارات يورو، وسيصل إجمالي الإنتاج السنوي إلى مليون طن، بتمويل كامل من شركة المشروع.

وأضاف اللواء مهندس كامل الوزير أن التحالف أعد دراسة جدوى أولية لتحديد المتطلبات الأساسية للمشروع. وبالنسبة للمراحل الثلاث للمشروع، تم تخصيص 368 كيلومترا مربعا من مناطق إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في رأس شحيبر، و1.2 مليون متر مربع لإنشاء محطة الكهرباء المحددة للمراحل الثلاث، وخط نقل كهرباء بطول 7 كيلومترات وعرض 100 متر. كما ستقوم شركة المشروع بتركيب وحدة تحلية مياه البحر لتوفير المياه اللازمة في كافة مراحل المشروع.

وستتولى شركة المشروع أيضًا تمويل وتطوير رصيف تحميل بطول 400 متر وغاطس 17 مترًا لهيئة موانئ البحر الأحمر وتركيب جميع المرافق اللازمة.

وأكد أن هذا المشروع يعكس حرص مصر على تعزيز مكانتها كمركز إقليمي في مجال الطاقة النظيفة وجذب الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في بيئة تنافسية عالمية، وتوطين صناعة الوقود الأخضر والاستفادة من مزاياها المتعددة. ويأتي هذا المشروع أيضًا في إطار الجهود العالمية للتحول إلى الطاقة النظيفة، وهو ما سيمكن مصر من الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية باريس للمناخ ومؤتمر الأطراف COP27، ويساهم بشكل فعال في خفض انبعاثات الكربون محليًا وعالميًا.

وأكد الوزير أيضا على أهمية التأثيرات الاقتصادية والبيئية للمشروع، سواء من خلال بناء محطات توليد الكهرباء من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أو من خلال الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وسيساهم ذلك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبالتالي تخفيف الضغط على احتياطيات الغاز الطبيعي من خلال توفير بدائل مستدامة للصناعة والطاقة. خلق الآلاف من فرص العمل خلال مراحل التطوير والبناء والتشغيل، فضلاً عن تعزيز الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى توليد عائدات التصدير السنوية من خلال تصدير الوقود الأخضر إلى الأسواق العالمية؛ كما سيساهم المشروع في افتتاح ميناء جديد على ساحل البحر الأحمر تابع لهيئة موانئ البحر الأحمر، دون تحميل الدولة أي أعباء مالية. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم توطين الصناعات المغذية مثل إنتاج أجهزة التحليل الكهربائي والألواح الشمسية وطواحين الهواء تدريجيا، مما يزيد الاعتماد على الإنتاج المحلي. كما أنها توفر الوقود الأخضر للسفن المارة عبر قناة السويس، مما يساعدها على مواكبة متطلبات الملاحة العالمية والتكيف مع التغيرات البيئية المستقبلية.

وأوضح أن شركة المشروع ستكون مسؤولة عن تدريب وتأهيل العمالة المصرية، وأن المشروع يستهدف الوصول تدريجيا إلى 95% من إجمالي القوى العاملة، مما سيساهم في خلق قوى عاملة محلية متخصصة في قطاع الطاقة النظيفة.

ويعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو تأمين مستقبل الطاقة النظيفة في مصر وتعزيز مكانتها كمركز عالمي لتجارة الوقود الأخضر، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.


شارك