ماكرون في قلب القاهرة.. مشاهد لا تُنسى من زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر

في لحظة مليئة بالرمزية والتاريخ، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة الليلة الماضية ضيفًا في زيارته الرابعة لمصر. لكن الزيارة هذه المرة كانت ذات طابع غير عادي، إذ جمعت بين السياسة والتاريخ والثقافة والمواقف الإنسانية تجاه القضايا الإقليمية.
جولة روحية في خان الخليلي والقاهرة القديمة
في مشهد مؤثر وواقعي، اصطحب الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي في جولة بمنطقة القاهرة القديمة وخان الخليلي. تجول في الشوارع الضيقة والمحلات التجارية التاريخية في أجواء مليئة بالروحانية وعراقة مصر.
وانتهزت الحشود الفرصة ورحبت بالزعيمين بشعارات مثل “نحبك يا سيسي” و”مرحبا ماكرون”. كما صفقوا بحرارة والتقطوا الصور التي تعكس دفء وكرم العلاقات المصرية.
ماكرون يشكر مصر ويشيد بالتنسيق مع الرئيس السيسي
وأعرب الرئيس ماكرون عن سعادته البالغة بزيارة مصر والحفاوة التي حظي بها، كما قدم شكره الخاص للرئيس السيسي على كرم ضيافته والتنسيق الممتاز. وأكد أن الزيارة ستبقى محفورة في ذاكرتهم لما تحمله من مشاهد إنسانية وتاريخية.
وتم خلال الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات. وتعكس هذه الاتفاقيات عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ووقع الرئيسان أيضًا إعلانًا مشتركًا ينص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أوسع من التعاون.
ورسائل واضحة ضد العدوان
وبحث الزعيمان آخر التطورات في المنطقة، وخاصة الوضع المأساوي في قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ورفض التهجير القسري لسكان قطاع غزة بشكل قاطع.
وتم التأكيد أيضًا على أن السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار في المنطقة هو حل الدولتين.
قمة ثلاثية استثنائية في القاهرة
عقدت قمة ثلاثية بمشاركة مصر والأردن وفرنسا الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني والرئيس ماكرون لبحث تطورات الأوضاع في غزة وسبل تكثيف التنسيق الدولي لوقف الاعتداءات وتقديم المساعدات الإنسانية.
وفي إطار استئناف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة، دعا الزعماء إلى العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان حصولهم على المساعدات الإنسانية الطارئة الفورية والكاملة. ودعا القادة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، والذي ينص على إطلاق سراح جميع المختطفين والمعتقلين وضمان سلامة الجميع. وأكد القادة أن حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وضمان الوصول الكامل للمساعدات هي التزامات يجب الوفاء بها بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وأعرب الزعماء الثلاثة عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعوا إلى إنهاء جميع التدابير الأحادية الجانب التي تقوض إمكانية حل الدولتين وتزيد من التوترات. وتم التأكيد أيضاً على ضرورة احترام الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في القدس.
وأعرب القادة عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وأي محاولة لضم الأراضي الفلسطينية. وفي هذا السياق، تمت الدعوة إلى تقديم دعم دولي لخطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها في القمة العربية بالقاهرة في الرابع من مارس/آذار، ووافقت عليها منظمة التعاون الإسلامي في السابع من نفس الشهر. وتمت مناقشة آليات التنفيذ الفعال للخطة من حيث الأمن والحوكمة.
إرساء النظام والأمن في غزة
وأكد القادة أن الحكم والنظام والأمن في غزة وجميع الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون تحت مظلة سلطة وطنية فلسطينية قوية تحظى بدعم إقليمي ودولي قوي. وأعرب القادة أيضًا عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.
وأكد الزعيمان ضرورة توحيد هذه الجهود في مؤتمر سيعقد في يونيو/حزيران المقبل برئاسة مشتركة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية بهدف إرساء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين.
وأعرب القادة عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد في القاهرة قريبا. الملك عبدالله الثاني. وشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على دعوته لعقد القمة.