انطلاق فعاليات الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي

منذ 4 ساعات
انطلاق فعاليات الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي

انطلقت صباح اليوم الاثنين أعمال المنتدى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي. وينعقد المنتدى، الذي يستمر يومين، تزامنا مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة، بمشاركة رفيعة المستوى من مصر وفرنسا. استضاف المنتدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور وبدعم من وزير التعليم العالي الفرنسي فيليب باتيست. ويشارك في اللقاء عدد من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية وقيادات التعليم العالي والبحث العلمي من البلدين. ويشارك في الاجتماع نحو 400 مشارك من أكثر من 100 مؤسسة مصرية وفرنسية.

وفي الجلسة الافتتاحية ألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. أيمن عاشور كلمة نيابة عن الدكتور حسام عثمان نائب وزير الابتكار والبحث العلمي. وقد استضافت مجموعة واسعة من المشاركين، بما في ذلك الأكاديميين والباحثين المتميزين من مصر وفرنسا. وأشاد بالعلاقات التعليمية والثقافية بين البلدين والتي تعكس اهتمامهما المشترك بالتدويل. وأكد أن التدويل يعد أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية مصر ورؤية مصر 2030.

وأكد الدكتور حسام عثمان أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي تهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالي في مصر لمواجهة التحديات المحلية والعالمية، والارتقاء بجودة العملية التعليمية والبحث العلمي، وربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل.

واستعرض نائب وزير الابتكار والبحث العلمي المبادئ الأساسية السبعة للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي (التكامل، الدراسات البينية، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الابتكار وريادة الأعمال)، مؤكداً على أهمية هذا المنتدى من حيث نشر مبدأ المرجعية الدولية، وتشجيع التبادل الطلابي والأكاديمي مع مؤسسات التعليم العالي العالمية، والمشاركة في شبكات البحث الدولية وبرامج التعاون المشترك.

وأشار إلى ضرورة تنويع مصادر تمويل التعليم العالي من خلال دعم الدولة ومساهمات القطاع الخاص والشراكات، فضلاً عن رفع كفاءة الإنفاق داخل المؤسسات التعليمية في إطار مبدأ الاستدامة. وأكد أيضاً على أهمية ودور المشاركة الفعالة في تعزيز استقلالية الجامعات وضمان الشفافية وتحديث الأنظمة الإدارية والمالية في مؤسسات التعليم العالي.

وأكد أيضاً على ضرورة تعزيز دور حاضنات الأعمال ومراكز الابتكار داخل الجامعات ودعم الابتكار وريادة الأعمال من خلال تشجيع الطلبة على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تنموية. وأكد على أهمية دمج أهداف التنمية المستدامة في خطط التعليم والبحث.

وأشار إلى أهمية دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني في المنظومة التعليمية، فضلاً عن تطوير البنية التحتية الرقمية للجامعات. وأكد على عمق الشراكة بين مصر وفرنسا والتاريخ الغني بالإنجازات المشتركة بين البلدين.

ورحب الأمين العام لمجلس الجامعات العليا الدكتور مصطفى رفعت بالمشاركين، وأكد في كلمته أن هذا المنتدى العلمي يشكل نقطة تحول مهمة في تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا. ويعكس هذا الاتفاق عمق العلاقات الأكاديمية والبحثية بين البلدين وعزمهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاستراتيجي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.

وأضاف الأمين العام لمجلس الجامعات العليا أن المنتدى أكد على أهمية تدويل التعليم العالي كخيار استراتيجي، بما يتماشى مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ورؤية الوزارة الوطنية التي تستهدف المعرفة والابتكار كمحركين رئيسيين للتنمية في الدولة، من خلال الانفتاح على التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع المنظمات العالمية الرائدة.

وأكد الدكتور مصطفى رفعت أن الشراكة المصرية الفرنسية تمثل نموذجاً ملهماً يجمع بين تاريخ طويل من التعاون وحاضر نابض بالحياة حافل بالإنجازات ومستقبل واعد حافل بالمبادرات الفريدة. وأعلن أنه تم خلال فعاليات المنتدى توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. كما أشار إلى مشروع الجامعة الفرنسية في مصر باعتباره نموذجاً ناجحاً للتعاون الأكاديمي عبر الحدود، ومشروعها الطموح لبناء حرم جامعي جديد صديق للبيئة يمنح درجات علمية مزدوجة باعتماد دولي.

وأشار إلى أن المجلس الأعلى للجامعات الذي يحتفل هذا العام بيوبيله الماسي يواصل القيام بدور رائد في تطوير التعليم العالي في مصر من خلال تبني سياسات تدعم الابتكار وتلبي احتياجات سوق العمل. وأكد أهمية تبني رؤية مشتركة لتكامل جهود الجامعات المصرية وجعلها جامعات الجيل الرابع التي تقدم تعليماً متطوراً يساهم في التنمية المجتمعية.

وفي ختام كلمته، أكد الدكتور مصطفى رفعت أن منتدى الجامعات ليس مجرد منصة لتوقيع الاتفاقيات، بل هو أيضاً مظهر من مظاهر الإرادة المشتركة لبناء جسور قوية من الثقة والتميز. وشكر الرئيس كل من ساهم في تنظيم الحدث، وأعرب عن أمله في أن يكون الحدث نقطة انطلاق لشراكات جديدة تساهم في مستقبل مشرق للشباب والمجتمع الأكاديمي والعلمي في كلا البلدين.

من جانبه، أكد نائب وزير التخطيط الاستراتيجي لسوق العمل والتعليم والتأهيل ونائب رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات الدكتور أيمن فريد، أن التعاون بين مصر وفرنسا في مجال التعليم العالي ليس تطوراً مفاجئاً، بل هو ثمرة تاريخ طويل من التفاهم الثقافي والعلمي الذي ساهم في إثراء البيئة العلمية والبحثية في مصر والمنطقة.

وأكد الدكتور أيمن فريد أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لهذا المنتدى وأنه يشكل قاعدة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع فرنسا، في ظل الزخم الذي اكتسبته العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد قطاع الشئون الثقافية والبعثات أن المكتب الثقافي المصري في فرنسا والسفارة الفرنسية بالقاهرة يعملان على تغيير وتوسيع نطاق التعاون الثنائي بما يتناسب مع تطلعات البلدين، بما ينتج عنه جيل جديد من الشراكات العلمية والأكاديمية. وأشار إلى أن العديد من الباحثين المصريين سافروا في الآونة الأخيرة إلى فرنسا لإجراء دراسات.

ولفت الدكتور أيمن فريد إلى الدور المهم لمبدأ التواصل الذي يرتكز على التواصل الداخلي في إطار الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والذي بلغ ذروته مع مبادرة التحالف والتطوير. وتطرق أيضاً إلى أهمية التعاون الدولي في إطار مبدأ التواصل الخارجي. وأكد أيضاً على قوة نموذج التعليم العالي في مصر وتوسيع الاستثمار في التعليم العالي، مشيراً إلى أن اقتصاد المعرفة يمثل أهمية كبيرة لمصر.

وأشاد نائب الوزير بدور الجامعة الفرنسية في استقطاب الطلاب الدوليين وتقديم برامج دراسية متعددة التخصصات ضمن منظومة التعليم العالي المصري. وأوضح أن هذا التعاون يعكس ثقة البلدين في كفاءة منظومتيهما التعليمية، ويسمح بإنشاء مفهوم جديد للتعليم يدعم اقتصاد المعرفة والبحث والابتكار، بقيادة مصر وفرنسا.

وتحدث الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز القومي للبحوث عن التعاون البحثي المشترك مع فرنسا في مجالات الزراعة والطاقة والمياه وعلوم الصحة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المستدامة. وأعرب عن أمله في أن يوفر هذا الحدث فرصة لمزيد من الباحثين للتعرف على أحدث النتائج العلمية ومزيد من التعاون في مجال البحوث العلمية المشتركة في المجالات ذات الأولوية.

أعرب رئيس جامعة باريس وممثل جامعة فرنسا الدكتور لوران جاتينو عن فخر فرنسا العميق بشراكتها الطويلة الأمد مع مصر، المركز التاريخي للتميز الثقافي والعلمي. وأكد أن هذا التعاون يعد أفضل مثال على التكامل الثقافي والاحترام المتبادل، ويسجل تاريخا طويلا من التعاون بين البلدين، بدءا من بعثة العلماء المصريين إلى فرنسا، مستفيدين من التراث الثقافي الغني للبلدين.

وأعرب عن فخر فرنسا بتجديد هذا التعاون مع مشاريع ناجحة، ومن بينها الجامعة الفرنسية في مصر. وأضاف أنه تم خلال هذا اللقاء التحضير لتوقيع بروتوكولات جديدة وتنفيذ مشاريع جديدة من شأنها أن تعكس الثقة بين البلدين وتساهم في التنمية العلمية والتكنولوجية للأجيال القادمة. وأكد أيضاً على دور التعاون الأكاديمي والبحثي كجزء من الدبلوماسية الثقافية في تعزيز العلاقات السلمية وضمان مستقبل مزدهر.

وأكدت البروفيسورة كورالي رئيسة مجلس تقييم وبحوث التعليم العالي على أهمية إرساء معايير الاعتماد والعمل على الاعتراف المتبادل في المجال الأكاديمي وضمان مستوى التميز الذي يعكس تطلعات الطرفين لتوفير تعليم عالي الجودة يتماشى مع احتياجاتهما التنموية.

وأعرب الرئيس عن العديد من المشاريع الناجحة التي تم تنفيذها بين البلدين على مر التاريخ، وخاصة كلية الحقوق، مشيرا إلى ما يلي: وأعرب عن اعتزازه بدعم فرنسا المستمر للتعليم والبحث العلمي في مصر، من خلال تعزيز برامج التبادل الطلابي والأكاديمي والتعاون في تطوير المناهج والبرامج التعليمية المبتكرة، وخاصة في المجالات ذات الأولوية في خطة التنمية المستدامة في مصر. وأشار أيضا إلى أن فرنسا تدرك أهمية المنطقة كمركز إقليمي قوي للتعليم العالي والبحث العلمي، وخاصة لصالح البلدان الأفريقية الناطقة بالفرنسية.

الدكتور مدير المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية. وتحدث أنطوان بوتي عن العلاقات المهمة مع مصر والتي استمرت لمدة ستين عامًا. وأشار إلى أنه تم تعزيز العلاقات مع العديد من المؤسسات والهيئات المصرية، وتم ضمان المشاركة في مشاريع التراث بالإسكندرية ومعبد الكرنك، وتم العمل مع جامعة القاهرة ومركز التعبئة العامة والإحصاء. وأشار إلى أن هذا اللقاء عزز علاقاتنا مع مصر التي نعتبرها أكبر شريك لنا خارج أوروبا. وأشاد بكل الأعمال التي تم إنجازها، مشيرا إلى أنه سيتم خلال المنتدى اليوم التوقيع على العديد من البروتوكولات والاتفاقيات التي تخدم التعاون المشترك.

ويتضمن جدول أعمال المنتدى مناقشة سبل زيادة التعاون الثنائي وتوقيع بروتوكولات التعاون بين الجانبين المصري والفرنسي بدعم من المجلس الأعلى للجامعات. وتشمل هذه الاتفاقيات اتفاقيات مع مدارس الهندسة الفرنسية واتفاقية بين السفارة الفرنسية وصندوق دعم العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتمويل برامج ما بعد الدكتوراه.

وتتضمن أنشطة المنتدى أيضًا سلسلة من جلسات النقاش المتخصصة حول مواضيع “تدويل أنظمة التعليم العالي والبحث العلمي”، و”التعاون الأكاديمي الفرنسي المصري – الوضع الحالي والآفاق”، و”الدروس المستفادة والآفاق المستقبلية” لتقييم التجارب الثنائية واستكشاف مجالات التعاون المستقبلي، و”تعزيز الروابط بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال”. كما ستناقش الجلسات قضايا التعاون الرامية إلى زيادة قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات. ويشارك في الجلسات رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية وممثلو وزارتي التعليم العالي ومراكز البحوث في البلدين وعدد كبير من الأكاديميين وممثلي القطاع الخاص. ويهدف الحدث، الذي سيشهد مشاركة واسعة من ممثلي قطاعي الأعمال والصناعة في كلا البلدين، إلى زيادة فرص ربط النظام الأكاديمي بسوق العمل والمساهمة في تطوير البرامج التعليمية التي تتوافق مع الاحتياجات الحقيقية للاقتصاد الوطني.

جدير بالذكر أن التعاون بين البلدين شهد تقدماً كبيراً في الآونة الأخيرة، وتم تنفيذ أكثر من 70 مشروعاً مشتركاً في مجالات الصحة والهندسة والتحول الرقمي والعلوم الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك هناك جهود لنقل أكثر من 30 دبلوما فرنسيا إلى الجامعات المصرية ورغبة ثلاث مؤسسات فرنسية في فتح فروع لها في مصر.


شارك