الرئيس السيسي: نحتاج إلى خطاب ديني وإعلامي واع يؤسس لمجتمع متماسك قادر على مواجهة السلوكيات الداخلية

منذ 3 أيام

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إننا بحاجة إلى خطاب ديني وإعلامي واعٍ يبني مجتمعاً متناغماً قادراً على مواجهة السلوكيات الداخلية.

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي، احتفالات ليلة القادر التي نظمتها وزارة الأوقاف، اليوم، بمدينة الفنون والثقافة (دار الأوبرا) بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري أن كلمة ألقاها، وبعدها تم إهداء الرئيس كتاب “الحق المبين في الرد على العابثين بالدين”، ثم تم تلاوة جزء من الدعاء الديني.

وأوضح السفير محمد الشناوي أن الرئيس سلم الجوائز للفائزين في مسابقة القرآن الكريم الدولية الحادية والثلاثين في فئات الحفظ والتلاوة والتفسير ومعرفة أسباب النزول والتلاوة لحفظة القرآن الكريم ولغير الناطقين باللغة العربية. كما تم تكريم حفظة القرآن الكريم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبعد الانتهاء من تكريم الحافظ ألقى الرئيس كلمة. وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم. الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، العلماء الأجلاء، ضيوف مصر الكرام، الضيوف الكرام، (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته). أود في البداية أن أتقدم إليكم جميعا وإلى الشعب المصري العظيم بأصدق التهاني بمناسبة الاحتفال بليلة القدر المباركة التي تحمل معها نسائم الإيمان اللطيفة. أدعو الله أن يعيد هذا العيد على مصرنا الحبيبة والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع بالخير والبركات والرخاء. وفي هذه المناسبة المباركة، يطيب لي أن أتقدم بجزيل الشكر لفضيلة الإمام الأكبر وجميع علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف على جهودهم المخلصة في تعزيز فهم الإسلام السمح، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وإبراز صورة الإسلام الذي يرفض التطرف ويدين كل أشكال التشدد، مقدساً بذلك مكانة الأزهر الشريف منارة للعلم والهدى ومرجعاً راسخاً ينير دروب الأمة الإسلامية في كل أنحاء العالم، وأتمنى له الشفاء العاجل. فهو مبني على الفهم الصحيح للدين. أيها السيدات والسادة، لقد اختار الله تعالى هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم منهاجاً لبناء المجتمع وتطوره وتقدمه. إن بناء الأمم لا يكون إلا ببناء الإنسان. ولذلك اتخذت الدولة المصرية من الاستثمار في الإنسان نهجاً أساسياً، واستهدفت تنشئة جيل واعٍ ومستنير قادر على التكيف مع تحديات العصر، والمساهمة في عمليات البناء والتنمية، وفقاً لرؤية واضحة تضع الإنسان في مركز الأولويات. لقد جاء القرآن الكريم منهجاً للبناء والتطوير، ومنهجاً لتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية. ومن هذا المنطلق فإن حماية هويتنا ونشر قيمنا الأخلاقية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع المؤسسات التوعوية، من الأسرة إلى المدرسة، ومن المساجد والكنائس إلى وسائل الإعلام. نحن بحاجة إلى خطاب ديني وتربوي وإعلامي واعٍ يعزز هذه القيم ويبني مجتمعاً متكاملاً قادراً على مواجهة السلوكيات الغريبة عليه بكل حزم وحكمة. ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتوجه إلى شعب مصر العظيم بأعمق الشكر والتقدير على موقفكم الصادق واستجابتكم الشجاعة والحاسمة للتحديات الاستثنائية التي تواجه منطقتنا. أود أن أتوقف عند هذا الكلام وأعبر عن احترامي وتقديري للشعب المصري في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها المنطقة ومصر وما زالت تمر بها… إن تضامن الشعب المصري أمر أقدره وأعجب به وأحترمه بشدة… والحقيقة أن هذا ليس بجديد على المصريين… فهم يختلفون في المواقف الصعبة… ويتغلبون على كل شيء… لذلك فإنني نيابة عني وعنكم أتوجه للشعب المصري بأقصى درجات الاحترام والفخر… لم يكن هذا مجرد اعتراف واحترام مني، بل نقطة مست الكثيرين… ظن البعض أن هذه الظروف الصعبة قد يكون لها آثار سلبية، ولكن ما حدث هو المتوقع من المصريين… إن موقفكم وعزيمتكم محل تقدير كبير من الله عز وجل… نسأل الله أن يقوينا ويوفقكم لما فيه الخير لمصر والإنسانية. لدي ثقة كاملة بأن وحدتنا غير القابلة للكسر، وقوتنا الداخلية، والتزامنا بقيمنا ومبادئنا الخالدة، ستكون المفتاح للتغلب على أي تحد أو مشكلة تأتي في طريقنا. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أيها الضيوف الكرام، أود أن أؤكد مرة أخرى من على هذا المنبر أن مصر ستواصل تقديم كل الدعم الممكن للقضية الفلسطينية العادلة، وستواصل العمل بلا كلل لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ المراحل المتبقية. وندعو شركاءنا وأصدقاءنا إلى حشد الجهود لوقف إراقة الدماء واستعادة السلام والاستقرار في المنطقة. أيها الضيوف الكرام، أخيراً، في هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم رحمة وهدى للعالمين، أدعو الله العلي القدير أن يوفقنا إلى ما فيه خير بلادنا وأمتنا والإنسانية جمعاء، وأن يكلل جهودنا بالنجاح والتوفيق. إنه خير حافظا وخير ناصر. شكرا لك وأتمنى لك عيد ميلاد سعيد. وأتمنى أن ينعم مصر والعالم الإسلامي والعالم أجمع بالسلام والتقدم والرخاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ووجه الرئيس رسالة ثقة للشعب المصري، مؤكداً ارتياحه لوحدة وتضامن وصمود الشعب المصري على الصعيد الداخلي، ومؤكداً أن الله تعالى هو الحامي الأبدي لمصر.

 


شارك