وزير الري يشهد الاحتفال باليوم العالمي للمياه بحضور نخبة من الوزراء

وزير الموارد المائية والري د. حضر المهندس هاني سويلم، الاحتفالية التي نظمتها وزارة الموارد المائية والري، بالتعاون مع وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، للاحتفال باليوم العالمي للمياه 2025، والذي يحمل هذا العام شعار “حماية الأنهار الجليدية”.
وفي الحفل تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة الأوقاف بشأن توفير المواد العلمية لأئمة المساجد لاستخدامها في توعية المواطنين، والعمل معاً على تنظيم دورات تدريبية للأئمة في المساجد الكبرى، وتناول قضايا المياه والمناخ في خطب الجمعة والبرامج والفعاليات التي تنظمها وزارة الأوقاف.
تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة التربية الوطنية والتعليم الفني بشأن تنظيم ندوات توعوية وتقديم رسائل إعلامية موحدة للمواطنين وتنظيم رحلات مدرسية تثقيفية إلى المتاحف ومرافق الري وعرض أفلام توعوية أعدتها وزارة الري على قناة أوكولوموز وفي ندوات توعوية تنظمها وزارة التربية الوطنية وتنظيم مسابقات لطلبة المدارس.
وخلال الاحتفال تم عرض فيديو يستعرض تاريخ الري في مصر منذ عهد المصريين القدماء وحتى النهضة المصرية الحديثة في عهد محمد علي باشا الذي يعتبر مهندس النهضة الكبرى وشهد أول تطور لنظام الري في الفترة المعروفة بالجيل الأول للري. وتم بعد ذلك عرض فيديو يتناول التحديات الحالية التي تتطلب تطوير منظومة الري بما يعرف بالجيل الثاني (2.0)، وأهمها النمو السكاني.
وفي كلمته الافتتاحية، ألقى وزير الموارد المائية والري د. وأشاد هاني سويلم بالاتحاد الأوروبي على التعاون البناء والمستمر مع وزارة الموارد المائية والري في قطاع المياه. وقال إننا نحتفل اليوم باليوم العالمي للمياه للتأكيد على التزامنا المشترك بالمياه والحفاظ عليها وحمايتها من التلوث.
دكتور. قدم سويلم عرضا تقديميا استعرض فيه أهم مميزات ومحاور منظومة الري من الجيل الثاني في مصر 2.0. واستعرض الوضع المائي الحالي، حيث تبلغ احتياجات مصر من المياه نحو 114 مليار متر مكعب من المياه سنويا، في حين تقدر موارد مصر المائية بنحو 60 مليار متر مكعب سنويا، ويتم إعادة استخدام نحو 21 مليار متر مكعب من المياه سنويا، كما أن واردات المنتجات الزراعية من الخارج تقابل استهلاكا سنويا من المياه يبلغ نحو 33.50 مليار متر مكعب. وانخفض نصيب الفرد من المياه حالياً إلى نحو 500 متر مكعب سنوياً، مما دفع الوزارة إلى تنفيذ العديد من المشروعات والسياسات والإجراءات الكبرى التي تندرج تحت مظلة الجيل الثاني من نظام الري المصري 2.0. ويعتمد هذا الجيل على التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي لتحقيق أقصى استفادة من مواردنا المائية، مع تحسين قدرات المسؤولين عن إدارة منظومة المياه، ورفع مستوى الوعي بقضايا المياه بين المواطنين. يعتمد الجيل الثاني من نظام الري على تسعة محاور رئيسية وهي:
المحور الأول هو محور معالجة وتحلية المياه لإنتاج الغذاء المكثف، حيث توسعت الدولة المصرية في إعادة استخدام ومعالجة مياه الصرف الزراعي من خلال تنفيذ ثلاثة مشروعات كبرى (الدلتا الجديدة – بحر البقر – المحسمة) لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بطاقة سنوية تصل إلى 4.80 مليار متر مكعب. كما أصبح من الضروري اللجوء إلى تحلية المياه لإنتاج الغذاء المكثف كأحد الحلول المستقبلية لمواجهة تحديات المياه والغذاء وزيادة استخدام العناصر الثلاثة (الشمس – المياه المالحة – التربة الرملية).
ويمثل المحور الثاني التحول الرقمي الذي يهدف إلى سد فجوة الموارد البشرية في الوزارة وضمان الشفافية ومحاربة الفساد وتوفير البيانات لصناع القرار. يتضمن التحول الرقمي رقمنة البيانات المتعلقة بالقنوات والمصارف ومرافق المياه، وإعداد قواعد البيانات للقنوات والمصارف ومرافق المياه، وإنشاء تطبيقات يستخدمها المزارعون لتحديد جداول العمل واستخدام التصوير بالطائرات بدون طيار لمراقبة مجاري المياه وتركيبة المحاصيل. حتى الآن، تم تصميم 27 تطبيقًا مختلفًا من قبل مركز المعلومات الرئيسي بالوزارة.
المحور الثالث هو الإدارة الذكية من خلال نماذج التنبؤ بالأمطار، وحساب إنتاجية المحاصيل باستخدام صور الأقمار الصناعية، ومراقبة آبار المياه الجوفية، والاعتماد على التصوير بالطائرات بدون طيار لمراقبة مكونات نظام المياه، واستخدام نماذج شبكة القنوات لتحسين العمليات والتخطيط، والاعتماد على برامج التعلم الآلي للتنبؤ بمستويات المياه، واستخدام منصة Digital Earth Africa لمراقبة جهود حماية السواحل في مصر. ويجري تنفيذ مشروع “تحديث الموارد المائية للزراعة في مصر” بالتعاون مع إسبانيا.
المحور الرابع يتناول إعادة تأهيل المرافق والقنوات المائية. تم حتى الآن إعادة تأهيل 7800 كيلو متر من القنوات، وتم إجراء دراسة حول استخدام مواد صديقة للبيئة في إعادة تأهيل القنوات، وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي، وبدء مشروع إعادة تأهيل وإحلال مرافق المياه، وتنفيذ مشاريع إحلال وإعادة تأهيل وصيانة مرافق المياه الكبيرة مثل سد ديروط، وتنفيذ مخارج نهائية للترع.
المحور الخامس هو التكيف مع تغير المناخ؛ وفي هذا الإطار، يهدف المشروع إلى تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى لحماية السواحل المصرية في الإسكندرية ودمياط ومرسى مطروح وسور رشيد وغيرها من الأماكن التي يتم حمايتها بالطرق التقليدية. سيتم تنفيذ مشروع “تحسين التكيف مع تغير المناخ في الساحل الشمالي ودلتا النيل” باستخدام مواد طبيعية صديقة للبيئة وسيتم بناء 1631 منشأة للحماية من مخاطر الفيضانات في مختلف المحافظات المعرضة للفيضانات (شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح وصعيد مصر). وبالإضافة إلى ذلك، سيعمل المشروع على تقليل انبعاثات الكربون من خلال توسيع نطاق استخدام الطاقة الشمسية كبديل لوقود الديزل في ضخ المياه.
ويمثل الحوكمة المحور السادس، الذي يهدف إلى توسيع تشكيل جمعيات مستخدمي المياه، والتي يبلغ عددها حاليا 6474 جمعية؛ ويهدف إلى انتخاب مجلس إدارة لاتحاد الجمعيات على المستوى الوطني من خلال انتخاب 188 أمين جمعية على مستوى المديريات و22 أمين جمعية على مستوى المحافظة. كما تعمل وحدات الوزارة على تحديد ونشر الممارسات الناجحة والبارزة للمزارعين، وتشجيع المزيد من المزارعين على تكرار هذه النماذج الناجحة.
المحور السابع يتضمن دراسات حول تنمية الموارد البشرية وخاصة سد الثغرات في وظائف المهندسين والفنيين. بالإضافة إلى أنشطة التدريب وبناء القدرات لموظفي الوزارة، يتم أيضًا تقديم دورات تدريبية في مجالات مبتكرة وإبداعية مثل تجفيف نبات زنبق الماء باستخدام طرق صديقة للبيئة واستخدامه في إنتاج الحرف اليدوية.
المحور الثامن يتمثل في الوعي؛ سواء من خلال وحدات الإرشاد المائي التي تتواصل مع المزارعين، أو من خلال وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي المختلفة، أو من خلال إطلاق حملة توعوية تحت عنوان “على الطريق” لتثقيف المواطنين بأهمية الاستخدام الرشيد والمحافظة على المياه، أو من خلال تنظيم ندوات توعوية تعتمد على أساليب شرح مبتكرة تناسب مختلف الفئات العمرية.
ويعد العمل الخارجي المحور التاسع في الجيل الثاني من نظام الري 2.0، والذي قادت مصر من خلاله مسار عمل ناجح لرفع مكانة المياه ووضعها على رأس أجندة العمل المناخي العالمي من خلال أسابيع القاهرة للمياه، ومؤتمرات المناخ، ومؤتمر الأمم المتحدة للمياه، والمنتدى العالمي العاشر للمياه. ويأتي ذلك بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لخدمة القارة الأفريقية خلال رئاستها لمجلس وزراء المياه الأفارقة (AMCOW) وإطلاق مبادرة AWARe التي تهدف إلى خدمة الدول الأفريقية في مجال المياه والتكيف مع تغير المناخ.
وزير الشئون الاجتماعية د. وفي كلمته، أكد أسامة الأزهري أن الإسلام يأمرنا بحماية موارد المياه من كل أنواع التلوث والإسراف، حتى لو استخدمت لأغراض دينية. وأكد أن العالم أدرك أهمية الحفاظ على المياه، لدرجة أنه تم تحديد يوم 22 مارس من كل عام يوما للتوعية بأهمية المياه. وأضاف أن البشرية دخلت مرحلة من ندرة المياه، ودعا الجميع إلى التعاون بنزاهة ورحمة من خلال وقف ظاهرة الاحتباس الحراري وإدارة الموارد المائية بشكل جيد وتشجيع جهود البحث العلمي واكتشاف تقنيات جديدة وبأسعار معقولة لتحلية المياه واستمطار المياه والاستخدام الفعال للمياه الجوفية.
وزير التربية والتعليم والتعليم الفني د. وفي كلمته، أعرب محمد عبد اللطيف عن تقديره العميق لوزارة الموارد المائية والري ووفد الاتحاد الأوروبي في مصر لتنظيم هذا الحدث المهم ولالتزامهما الثابت بتعزيز الأمن المائي والقدرة على التكيف مع المناخ. وأكد أن التعليم يعد الأداة الأقوى لمواجهة تحديات المياه لأنه يساهم في تشكيل وعي الطلبة بأهمية الموارد الطبيعية وتحفيزهم على تبني سلوكيات مسؤولة تساهم في الحفاظ عليها. وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري تعمل على دمج تعليم المياه والمناخ بشكل شامل في المناهج الوطنية بهدف تزويد الطلبة بالمعرفة والقدرة على الابتكار والتكيف والريادة في هذا المجال.
أكدت رئيسة وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، السفيرة أنجلينا آيخهورست، على الشراكة القوية بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال إدارة المياه والتزامهما بالعمل معًا لتعزيز الحلول المبتكرة التي تحمي مواردنا المائية للأجيال القادمة. وأكد أهمية مواصلة هذا التعاون مستقبلا لمعالجة قضايا المياه.