هل الصيام الامتناع عن الأكل والشرب فقط؟.. المفتي يكشف

منذ 5 ساعات
هل الصيام الامتناع عن الأكل والشرب فقط؟.. المفتي يكشف

مفتي مصر الدكتور وأكد الدكتور نذير عياد أن الصيام درجات، تبدأ بصيام العامة، الذي يقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب والشهوة. ثم يأتي بعد ذلك صيام المختارين، وهو ما يتضمن حفظ الجوارح عن المحرمات. ثم يأتي صوم المختارين، وهو الامتناع ليس فقط عن المفطرات الظاهرة، بل عن كل ما يفسد صفاء العلاقة بين العبد وربه، كالفكر في المعاصي، والميل إلى الشهوات، أو كل عمل يفسد صفاء القلب.

وأوضح مفتي الديار المصرية، في حواره مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «إن إن آي إيجيبت»، أن الانتقال من مستوى إلى آخر في الصيام يحتاج إلى أدوات، أهمها فهم المقاصد الحقيقية لهذا الصيام. وذكر أن من أدرك أن الصيام مدرسة أخلاقية تهدف إلى تزكية النفس فإنه يسعى إلى نيل ثمراته المرجوة، وأهمها التقوى، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

وقد ذكر المفتي حديث نبينا صلى الله عليه وسلم: (أكثر الصائمين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش). وأكد أن هذا دليل واضح على أن الصيام لا يحقق أهدافه إلا إذا ترجم إلى التزام عملي بالصدق والوفاء بالوعود وضبط السلوك. وهذا يجعل الصيام تجربة روحية لا تقتصر على الامتناع عن الطعام فقط، بل يعني تنمية الأخلاق الفاضلة والتقرب من الله من خلال معاملة الناس معاملة حسنة.

دكتور. وأوضح نذير عياد أن إهمال الثقة أصبح ظاهرة مؤسفة في مجتمعنا المعاصر، حيث أصبح الخداع والغش في المعاملات أمراً شائعاً، وضاعت حقوق العمال وإنتاجيتهم، وتراجع الالتزام بالوقت والمسؤوليات. وأوضح أن هذا من خيانة الأمانة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من غشنا فليس منا». وهذا يدل على خطورة هذه السلوكيات وأثرها السلبي على الفرد والمجتمع.

وأضاف سماحته أن الإنسان مسؤول أمام الله عن كل ما يُؤتمن عليه، مذكراً بقول الله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظُلُوماً جَهَالاً). وأوضح أن الأمانة تشمل جميع الالتزامات القانونية وهي المقياس الأساسي لإتقان العمل وحفظ الحقوق وأداء الواجبات وستر العيوب وتجنب الاحتكار وفعل الخيرات. وأكد أن من يتهاون في هذه الأمور فقد خان الأمانة التي أوكلها الله إليه، وأن الالتزامات الشرعية ليست خياراً، بل هي واجب ومسؤولية يجب القيام بها.


شارك