كيف نغتنم شهر رمضان؟.. إمام المسجد الحرام يقدم نصائح هامة للصائمين

منذ 4 ساعات
كيف نغتنم شهر رمضان؟.. إمام المسجد الحرام يقدم نصائح هامة للصائمين

إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور. نصح أسامة بن عبد الله حياة المسلمين بتقوى الله وعبادته، وطاعته فيما يرضيه، والتقرب إليه باجتناب ما لا يرضيه، وما نهى عنه.

وقال حضرته: إن جمال وعظمة هذه المناسبة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً باستقبالها وما يصاحبها من فرح وبهجة غامرة. ومن أجمل وأشرف المناسبات في حياة المسلم مناسبة هذا الشهر المبارك رمضان، حيث يكرم الله الأمة ويجعلها تتنافس في الصيام والقيام وفعل الخيرات: أحد أعظم أبواب الجنة، ودار السلام، وأحد أعظم أسباب الرضى والقبول. لقد حان لهم هذا الشهر العظيم ليستقبلوه ويكرموا قدومه بالتشمير عن سواعدهم والتسابق في العمل الجاد… إن عمل الخير والعزم على اغتنام الفرصة هو إلزام للنفس باتباع الطريق الصحيح واتباع طريق عباد الله المخلصين. “وعلى هؤلاء المميزين أن يقتدوا بخير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في الصيام والصلاة وسائر الطاعات، وأن يعملوا لله مخلصين، ويبتغون مرضاة الله”.

وأشار الشيخ أسامة إلى أن فوائد الصيام وآثاره الإيجابية لا تعد ولا تحصى. وهو ليس شخصاً فاحشاً أو مبتذلاً. “إن هذا الأثر التربوي البارز من أوضح الأمور التي يجب مراعاتها، واهتمام أصحاب هذا الفهم والأمور الباطنية هو أعظم الأمور، لأن أعظم الأمور هي كما هي. وفي كثير من الأحيان تصبح الأمراض أكثر شدة، بحيث يصبح الشفاء منها أكثر صعوبة، ويصبح الأمل في الشفاء كافياً لتفسير ذلك. هو.

وأكد سماحته أن على المسلم الصائم أن يبتغي رضاء ربه تعالى، ويرجو أن يتحقق الوعد الذي جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». ويجب أن نتذكر دائماً أن لعن المسلم منكر. ويجب أن نتذكر أيضًا أنه من الأقبح والأقبح والأكثر تحريمًا أن تتلوث الألسنة بأقذار هذا الشر أثناء الصيام. ولهذا حذر الهدي النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: (الصيام جنة، فلا يسب أحدكم نفسه، ولا يصخب وهو صائم، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم). وينبغي للمسلم الصائم أن يذكّر نفسه وأخاه بذلك حتى يكبت المنكر في بلاده. لعله يمسه رحمة من ربه فعليه أن يترك الشر الذي يريد أن يفعله، وأن يترك العدوان الذي يوجهه إليه، وأن يمنع النفس من أن تقابل الألسنة الشريرة بنفس الشيء، فيمنع اللسان من الوقوع في هاوية الجهل والحمق والنزاع. وهذا يؤدي إلى العداء والكراهية وتدهور العلاقات بين الناس. لا يوجد شيء آخر.

وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن فرض الصيام فرصة عظيمة ليتعود الإنسان على مقارعة نفسه والبعد عن الكلام البذيء، وأن المسلم الذي يتبنى هذه الطهارة يتولى أمرها في أيام وليالي هذا الشهر ويحث إخوانه على ذلك، وأن يعطفوا عليهم ولا يقسوا عليهم، ليكون ذلك مصدر رزق ومعيشة لهم في قادم الأيام، ويكون دليلاً واضحاً على أن الصيام حقق غايته في تحصيل التقوى. لأن الصيام من أعظم أسباب التقوى، وقد أخبرنا الله تعالى بذلك بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صِمَامُواْ تَعَالَوْاْ وَتَعَالَوْاْ. كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. وأوضح أن الصيام كما يقول بعض العلماء هو أعظم الطرق لتحقيق هذه الغاية، والتي منها السعادة. العبد في دينه، وفي دنياه، وفي آخرته. يتقرب الصائم إلى الله بترك الشهوات وتقديم محبة ربه على محبة نفسه. ولذلك اختاره الله من بين الأعمال وأضافه إليه.

وقد ذكر قداسته أن الصوم يوقظ في الصائم المشاعر الطيبة الكامنة وقوى الكمال، ويوجهه إلى طريق تقبيح نفسه الآمرة بالشر، وكبح جماح صفات الشر ومظاهر الخطيئة ودوافع الشر، حتى لا يصرخ ولا يلعن ولا يجادل إذا نزلت به مصيبة أو أصيب بأذى أو اعتدي عليه. الصبر، والمثابرة، والإيثار على أداء الواجب، والشفقة، والرحمة، والتعزية، والشعور بحاجات المحتاجين، وغير ذلك من الصفات الحميدة وصفات الحمد، هي فروع الصوم، بل عموده ومحوره. وبتجنب ذلك يبتعد الصائم عن الهدف الأسمى وهو التطهير والتطهير، ويصبح صيامه تلقائياً. فهي مظاهر شكلية تؤدى كطقوس ولا تؤدي إلى هدف وليس لها أثر في التصحيح والتطهير. إن وسيلة الوصول إلى الفرحتين الواردتين في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه» هي: العمل والجهد والصبر وتجاوز نزعات النفس لأداء هذه الشعيرة وإصطحاب النفس معها والقيام بما افترضته من فرائض ونعم، وما يجب تجنبه في ذلك من الأخطاء والمغالاة التي حذر منها؛ السعيد من عزم على تحقيقه، والمغفور له من أدرك رمضان ولم يغفر له.


شارك