حصاد 2024| هل يطوي كارلو أنشيلوتي حقبته في ريال مدريد؟
ودعا إلى “احترام مدرب ريال مدريد” في ظل “الإهانات والسخرية والتهكم” التي يواجهها من جماهير النادي على مواقع التواصل الاجتماعي. ورأى أنه «حصل على حق البقاء طالما أراد».
تغيير خطة الإعداد البدني الخاص بك
وفي المباراة ضد إشبيلية في الدوري الإسباني، والتي ستكون آخر مباراة لها في عام 2024، قدم ريال مدريد ربما أفضل أداء له هذا الموسم، حيث بدا مفعمًا بالحيوية والسرعة والانسجام رغم الأخطاء الدفاعية.
وبعد الفوز على أتالانتا في دوري أبطال أوروبا، أكد أنشيلوتي أن الفريق يجب أن يكون في الصراع على جميع الألقاب بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، حيث أن “كل شيء سيتغير” منذ تلك النقطة فصاعدا. وكرر ذلك بعد الفوز على إشبيلية وتحدث عن «أشهر معقدة».
لماذا فعل ذلك؟ ويعتقد البعض أن المدرب الإيطالي يشير إلى تغيير في خطة الإعداد البدني للاعبين الذين تولى تدريبهم مواطنه أنطونيو بينتوس في النادي، وهو ما من شأنه أن يسمح له بالاستمرار بعد بداية بطيئة حتى الربيع، عندما يتم تتويج الألقاب. قرر الحد الأقصى الذي سيتم الوصول إليه هذا الموسم.
لكن كأس العالم للأندية المقبلة في الولايات المتحدة بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2025 غيرت كل شيء، وخطط بينتوس أن يصل الفريق إلى ذروته في الصيف بدلاً من الربيع.
وبدلاً من ترسيخ أنشيلوتي نظام اللعب وتطوير أسلوبه، خاصة في ظل غياب توني كروس، أجبرته هذه الخطوة والإصابات المتتالية على الاعتماد حصرياً على نجومه ولاعبيه أصحاب الخبرة مثل لوكاس فاسكيز وأنطونيو روديجر وفيديريكو فالفيردي، وتهميش ذلك. شباب مثل أردا جولر وإندريك.
يسعى ريال مدريد للفوز بكأس العالم للأندية، التي يشارك فيها 32 نادياً للمرة الأولى. كما تنظر إلى رئيس الفيفا جياني إنفانتينو على أنه “حليف” ضد “عدوه” ألكسندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). ).
وبدا لافتا أن أنشيلوتي ذكر الحالة البدنية للفريق عدة مرات خلال مؤتمراته الصحفية، حيث ترددت شائعات عن إصابة بينتوس.
أنشيلوتي وأسينسيو
ويبدو من غير العادل تحميل كارليتو المسؤولية الكاملة في هذا الصدد، خاصة في ظل سياسة التعاقد المتطرفة التي تنتهجها الحكومة والتي ترفض أنصاف الحلول.
والدليل على ذلك الصفقة الفاشلة مع المدافع الفرنسي ليني يورو، فرغم رحيل ناتشو فرنانديز والغياب الطويل لديفيد ألابا، امتنع النادي عن التعاقد مع لاعب آخر قبل أن يتعرض إيدير ميليتاو للإصابة مرة أخرى بتمزق في الرباط الصليبي.
ولا يتفق أنشيلوتي أيضًا مع النهج الذي يركز على المدى المتوسط والطويل بدلاً من المدى القصير. ويعني هذا أحيانًا “التضحية” بموسم معين من أجل الاستعداد للهيمنة في المواسم اللاحقة.
إلا أن ذلك لا يعفيه من المسؤولية والمساءلة، خاصة في الأمور التي هي من صميم مهمته.
وواصلت معاناة الفريق من الإصابات، خاصة في الخط الدفاعي، ورفض المدرب الاستعانة بلاعبين من مركز الإعداد، على الأقل لاختبار مدى ملاءمتهم.
بل أبقى على لوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن رغم ضعف أدائه بعد انتهاء موسم داني كافارجال ورفضه اختبار لاعب من مركز الإعداد.
عندما حدثت معجزة وتم استدعاء قلب الدفاع راؤول أسينسيو من الفريق الرديف “كاستيا”، سرعان ما تم استبعاده لصالح لاعب خط الوسط الفرنسي أوريليان شواميني، على الرغم من أنه قدم أيضًا أداء أكثر من مقبول ضد ليفربول.
ويعزو البعض ظلم أنشيلوتي لأسينسيو وتفضيله لشواميني في الدفاع، إلى حرصه على النادي الذي أنفق 80 مليون يورو للتعاقد مع اللاعب الفرنسي.
واللافت أن المدرب اشتكى من عدم قدرته على الاعتماد على أكثر من 14-15 لاعبا.
يستنفد ذهني وخططي
يعاني الفريق من نقائص سواء في الدفاع أو في خط الوسط، لكن أنشيلوتي لم يبذل الكثير من الجهد في البحث عن حلول، وبدلاً من ذلك استخدم عدداً من اللاعبين أكبر مما يستطيع تحمله، مثل روديجر وفالفيردي، اللذين كان لهما في السابق حد 2000 لعب. تم تجاوز الدقائق في نهاية ديسمبر.
في المقابل، كان إهمال إندريك واضحا (160 دقيقة لعب) وإهمال جولر بدرجة أقل (676 دقيقة). والمفارقة أن المهاجم البرازيلي لعب أقل من لاعب وسط برشلونة مارك بيرنال (244 دقيقة) المصاب منذ 28 أغسطس الماضي.
كما يقوم أنشيلوتي في كثير من الأحيان بإجراء تبديلات متأخرة، وبعضها غامض، ونادرا ما يستخدم التبديلات الخمسة أثناء المباريات، مما يسبب إرهاقا غير مبرر للاعبين الأساسيين.
ونظراً للإرهاق الذهني والتكتيكي الذي يعاني منه المدرب الإيطالي وافتقاره إلى الأفكار والحلول للمشاكل، بدا أن الفريق غالباً ما يبدأ مبارياته بالقيلولة، رغم أنه سبق له أن طور أساليب لعب مبتكرة تناسب لاعبي الفريق. مثل جود بيلينجهام الموسم الماضي أو أنخيل دي ماريا وأندريا بيرلو من قبل.
وتحدث أنشيلوتي في بداية الموسم عن خطط لم ينفذها لاحقا، مثل إراحة اللاعبين الدوليين والتأقلم على اللعب بدون كروس. لكن ما حدث هذا الموسم يشير إلى أنه لم يفعل أيًا من هذه الأشياء.
“انهيار هيكلي”
قالت صحيفة ” إلباييس ” الإسبانية، إن ريال مدريد هو اللاعب “الأضعف” في دوري أبطال أوروبا منذ سبعة مواسم. وتحدثت عن «انهيار بنيوي» أرجعته إلى تراجع رغبة اللاعبين في الفوز ومعاناتهم من «الإرهاق العاطفي».
وأشارت إلى أن لاعبي النادي يقطعون مسافة أقل بنسبة 3.5% في الدوري الإسباني هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي، حيث انخفضت المسافة من 104.9 كيلومتراً إلى 101.2 كيلومتراً.
كما يحتل ريال مدريد المركز الثالث بين الفرق التي تقطع أقصر مسافة في كل مباراة في دوري أبطال أوروبا (108.7 كيلومتر)، متقدماً فقط على سلوفان براتيسلافا وريد ستار بلغراد.
في المقابل قطع لاعبو ليفربول مسافة 115 كيلومترا، وأرسنال 117 كيلومترا، وبايرن ميونخ 120.7 كيلومترا.
“ممثل النظام القديم”
ووصف أنخيل ديل رييغو أنشيلوتي بأنه “ممثل النظام القديم” الذي “يعطي الأولوية للتسلسل الهرمي” للاعبين ويتجنب “التطلع إلى المستقبل”، كما كتب على موقع “إل كونفيدنسيال “.
لقد سخر من إدراج تشواميني في “المنصب الفخري لقلب دفاع زائف” بينما جولر “لا يعرف حقًا موقعه في الملعب”.
وأعرب عن اعتقاده أن أنشيلوتي “عاقب” إندريك، الذي تم مقارنته ببيليه أو رونالدو نازاريو أو مايك تايسون، بـ “الولع الشديد بالحلويات”.
كما وصف أنشيلوتي بأنه “المزارع الذي ينظر دائما إلى الأفق ويجد أبسط الحلول لكل مشكلة”.
تقويض مشروع فلورنتينو بيريز
كما يُظهر المدرب الإيطالي، الذي يتعامل مع لاعبيه بمودة أبوية، احترامًا مفرطًا للنجوم واللاعبين ذوي الخبرة. كما أنه يتخذ نظرة عابرة في إدارة الفريق، ويكرر دائمًا أن النادي تعاقد معه للفوز بالألقاب، وليس لإدخال لاعبين من الوسط الإعدادي.
قد تكون هذه وجهة نظر مفيدة وعملية لريال مدريد المتعطش للألقاب، لكنها من المرجح أن تقوض مشروع فلورنتينو بيريز على المدى الطويل، لأنها تتعارض مع سياسة ينتهجها منذ أكثر من عقد من الزمن، وهي ضم اللاعبين وتطوير المواهب الشابة مثل فينيسيوس ورودريجو وفيديريكو فالفيردي وأردا جولر وإندريك.
كما أن أنشيلوتي، “الرجل النبيل” حسن الخلق وأسطورة في النادي، لا يدعي أيضا أن لديه بطولات وهمية باسمه، معترفا بأنه “لم يبتكر في كرة القدم على الإطلاق”، بل “حاول تدريب اللاعبين على ذلك”. أفضل طريقة ممكنة هي “تهيئة الظروف حتى يشعروا بالراحة أثناء الألعاب”.
واعتبر مهاراته التكتيكية “جيدة حقا”، حتى لو لم يكن “الأفضل”، وأشار إلى أنه لا يريد “اعتماد أسلوب معين”، كما قال لمجلة فرانس فوتبول .
ويدرك أنشيلوتي أنه لم يكن الخيار الأول لخلافة زين الدين زيدان في 2021، لكن مواطنيه ماسيميليانو أليجري وأنطونيو كونتي سبقاه إلى جانب الأرجنتيني ماوريتسيو بوتشيتينو.
واعترف المدرب الإيطالي ضاحكا بأنه وقع في “فخ” ريال مدريد بعد أن تواصل مع خوسيه أنخيل سانشيز لضم لاعبين لناديه آنذاك إيفرتون وانتهى به الأمر بدلا من زيدان.
تشابي ألونسو
كل هذه القضايا تثير تساؤلات جدية حول مدى ملاءمة أنشيلوتي للمرحلة القادمة للنادي، وخططه للسيطرة على كرة القدم في العقد المقبل وخططه الكروية، والتي قد تتطلب مدربًا من نوع مختلف وعقلية مختلفة وحتى رؤية مختلفة على الرغم من أنشيلوتي. أحاط نفسه بمساعدين شباب بقيادة ابنه دافيد.
وفي هذا الصدد، يبدو تشابي ألونسو خيارا واضحا لريال مدريد، خاصة بعد نجاحاته الملحوظة مع باير ليفركوزن، ناهيك عن أنه بالإضافة إلى علاقته الجيدة مع مسؤوليه، فهو لاعب سابق في النادي.
بعد فوزه بكأس الإنتركونتيننتال، اعتقد فلورنتينو بيريز أن “مفتاح النجاح” هو “امتلاك أفضل اللاعبين… وأفضل مدرب”. هل سيبقى أنشيلوتي في منصبه كرئيس لريال مدريد؟
في المقابل، قطع لاعبو ليفربول 115 كيلومتراً، وأرسنال 117 كيلومترا وبايرن ميونيخ 120.7 كيلومتر.
“ممثل الخبز القديم”
وصف أنخل دل ريغو أنشيلوتي بأنه “ممثل كامل القديم”، لأنه “يعطي وبالتالي للتسلسل الهرمي” لدى اللاعبين، متجنّباً “الطلّع إلى المستقبل”، كما كتب في موقع ” إل كونفيدنسيال “.
واسخر من التدخيني في “الزائف”، فيما أن غولر “لا يعلم بوضوح مركزه في الملعب”.
ورأى أنشيلوتي “عاقب” إندريك الذي قورن ببيليه، رونالدو نازاريو أو مايك تايسون، مع “نزوع شديد إلى الحلويات”.
كما وصفه أنشيلوتي بأنه “مزارع يتطلّع إلى الأفق، ويجد أبسط الحلول لكل مشكلة”.
تقويض مشروع فلورنتينو بيريز
المدرب الذي يعامل سائقه بعاطفة أبوية، يبدي أيضا معترفاً به جداً للنجوم واللاعبين المخضرمين، كما يعتمد نظرة عامة على أنها تختلف عن الفريق، ويكر المتوقع أن يتعاقد النادي معه لإحراز ألقاب، لا شراكة من مركز المجتمع.
قد تكون تلك النظرة المفيدة لريال مدريد، الذي ينفخ فيس ألقاباً، ولكن يُرجّح أن تقوّض مشروع فلورنتينو بيريز على المدى البعيد، إذ تتعارض أكثر مع يعتمدها منذ من العقد، وتمثل في يضمّ مواهب شابة وصقلها، مثل فينيسيوس ورودريغو وفيديريكو فالفيردي يسعى غولر واندريك.
أنشيلوتي “جنتلمان” دمث الأخلاق وأسطورة في النادي، كما لا يزعم باسم بابات افتراضية، مقره الأصلي “لمبتكر مجاني في كرة القدم”، بل ” حاول أن يضع اللاعبين في ظروف أفضل كي لا يكونوا بالضرورة خلال التعاقد”.
واعتبر أن مهاراته تكتيكية “جيدة إذن”، ولو “لم يكن الأفضل”، بما أنه “لا يريد (تبنّي) المسموح لها”، كما قال لمجلة ” فرانسيس فوتبول “.
وأكد أنشيلوتي لم يكن بإمكانه الخيار الأول لخلافة الدين زيدان عام 2021، بل ومنه مواطنه ماسيميليانو أليغري وأنطونيو كونتي، إضافة إلى الأرجنتيني ماوريتسيو بوتشيتينو.
المدرب يُقرّ ضاحكاً ليصبح أوقع ريال مدريد في “فخّ”، بدأ الاتصال بأنخل سانشيز يسعى جاهداً إلى الانضمام للاعبين لناديه إيفرتون، فانتهى به الأمر بديلاً لزيدان.
تشابي ألونسو
هذه العناصر الداخلية الجديدة تساؤلات شاملة ملاءمة أنشيلوتي للحقبة توقف في النادي، وله للهيمنة على كرة القدم في المشروع العقد المقبل، والخطط العالمية التي قد تحتاج إلى مدرب من طين آخر، ذهنية مغيرة ورؤية مختلفة، رغم أن أنشيلوتي يحيط بنفسه بمساعدين شابان، بقيادة نجله دافيدي .
وفي هذا يبدو تشابي ألونسو خياراً بديهياً لريال مدريد، لا سيّما بعد إنجازاته اللافتة مع باير ليفركوزن، وغير موجود سابقاً سابقاً في النادي، لاعب أضاف لعلاقته ومعه.
بعد إحراز كأس إنتركونتيننتال، اعتبر فلورنتينو بيريز أن “المفتاح النجاح” اللاحقة في “امتلاك أفضل اللاعبين… وأفضل مدرب”. فهل سيحتفظ أنشيلوتي بهذا المكانة لدى الرئيس ريال مدريد؟