السوق يكتم أنفاسه.. مصرفيون ومحللون يتوقعون قرار المركزي لحسم الفائدة الخميس
وتتوقع مصرفيون ومحللون أن يترك البنك المركزي سعر الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير لعام 2024 يوم الخميس المقبل، نظرا لانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار وانعكاساته على زيادة الضغوط التضخمية التي تتجه نحو التراجع.
ويأتي اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي يوم الخميس المقبل بعد أن تركت سعر الفائدة دون تغيير عند مستوياتها المرتفعة 27.25% للودائع و28.25% للقروض في الاجتماعات الخمسة الأخيرة هذا العام.
تباطأ معدل التضخم في المناطق الحضرية في مصر للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر من 26.5% في أكتوبر إلى 25.5% في نوفمبر بسبب تأثير سنة الأساس.
ولا يشير انخفاض معدل التضخم إلى انخفاض أسعار السلع الأساسية، بل يشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في الشهر السابق.
التضخم أمر محفوف بالمخاطر
توقع محمد عبد العال، الخبير المصرفي، أن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة دون تغيير للمرة السادسة على التوالي في اجتماعه المقبل حتى يتم التأكد من انخفاض التضخم بشكل مستدام وليس مؤقتا فقط.
وأكد أن الاهتمام الرئيسي للبنك المركزي هو احتواء التضخم واستخدام كافة الآليات المتاحة، بما في ذلك الحفاظ على سعر الفائدة لفترة زمنية معينة يمكن بعدها ملاحظة أن التضخم يتجه نحو مستوى نزولي مستدام.
ورغم أن التضخم يتجه نحو مستويات تراجعية، أشار البنك المركزي إلى بعض المخاطر الصعودية المتعلقة بالتضخم، بما في ذلك استمرار التوترات الجيوسياسية، ومؤشرات عودة التدابير الحمائية واحتمال أن يكون لإجراءات الرقابة على المالية العامة تأثير يفوق التوقعات .
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 8% في الربع الأول من العام الجاري ليحافظ على مستوياته المرتفعة البالغة 27.25% للودائع و28.25% للقروض، بهدف مواجهة الضغوط التضخمية الناشئة عن تحرير نتائج سعر الصرف.
ورغم تراجع معدل التضخم، فإنه لا يزال بعيدا عن أهداف البنك المركزي البالغة 7% إلى 9% بنهاية الشهر الجاري.
مبادرة التخفيض المحتملة
قال محمود نجلاء العضو المنتدب لأسواق النقد والدخل الثابت بالشركة الأهلية للاستثمارات المالية، إنه من المرجح أن يترك البنك المركزي سعر الفائدة دون تغيير عند مستواه المرتفع في الاجتماع المقبل ويتحرك لخفضه في وقت لاحق من العام الجاري. الربع الأول من العام المقبل.
وأوضح أن كل المؤشرات تشير إلى خفض أسعار الفائدة، لكن البنك المركزي قد يأخذ زمام المبادرة في اجتماعه المقبل ويسعى إلى خفض طفيف في أسعار الفائدة لتهيئة السوق للعودة إلى أسعار الفائدة المنخفضة نظرا لتراجع التضخم و ومن المتوقع أن يستمر الانخفاض في العام المقبل.
يقود الجنيه المتراجع الطريق نحو التماسك
وتعتقد سحر الدماطي، الخبيرة المصرفية، أن البنك المركزي سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير لامتصاص الضغوط التضخمية التي قد تنتج عن ارتفاع الدولار أمام الجنيه.
ارتفع الدولار إلى مستوى قياسي جديد أمام الجنيه متجاوزا حاجز 51 جنيها لأول مرة في تاريخه عند ختام التعاملات المصرفية أمس، مع تزايد الطلب على الدولار لتمويل مطالبات المستثمرين الأجانب على أذون الخزانة والسندات. معدلات سداد الديون الحكومية تدفع، كما صرح مصرفيون في وقت سابق لNNI مصر.
وأوضح الدماطي أن خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل لن يتماشى مع التطورات الحالية إلا إذا تم التأكد من الحد من تأثير هبوط الجنيه وترشيد دعم الوقود والكهرباء على معدل التضخم.
ورفعت مصر أسعار البنزين والديزل والكهرباء مرتين هذا العام بهدف السيطرة على الميزانية العامة للدولة وخفض تكاليف الاستيراد بعد ارتفاع الدولار.