مؤتمر باندونج.. ما أبرز محطات العلاقات بين مصر وإندونيسيا؟
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس برابوو سوبيانتو من إندونيسيا لمناقشة تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة مثل التجارة والأمن الغذائي والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة، بالإضافة إلى تعزيز السلم الإقليمي.
وأشاد الرئيسان بالإمكانات الاقتصادية الواعدة لكلا البلدين، معربين عن ثقتهما في مواصلة نمو حجم التجارة والاستثمارات المشتركة. كما اتفقا على توسيع التعاون في قطاعات رئيسية مثل زيت النخيل، والأسمدة، والطاقة المتجددة، والسلع الزراعية، والاقتصاد الرقمي، والبنية التحتية، والنقل.
وأبرز الاجتماع أهمية الموقع الاستراتيجي للبلدين؛ حيث تُعد مصر بوابة للمنتجات الإندونيسية إلى الأسواق الأورومتوسطية والإفريقية، فيما تمثل إندونيسيا محورًا لنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق منطقة الآسيان.
تتمتع مصر وإندونيسيا بعلاقات تاريخية وثيقة تعود إلى منتصف القرن العشرين، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا عام 1945، وتبعتها محطات بارزة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين.
باندونج.. صداقة وثيقة بين ناصر وسوكارنو
شهدت فترة الخمسينيات والستينيات علاقة مميزة بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الإندونيسي سوكارنو، حيث جمعتهما رؤى مشتركة حول قضايا التحرر الوطني، والتضامن بين دول العالم الثالث، والسعي لبناء نظام دولي أكثر عدالة بعيدًا عن هيمنة القوى الكبرى.
وبرزت العلاقة بينهما بشكل واضح في مؤتمر باندونج، الذي عُقد في إندونيسيا في 18 إبريل 1955، وحضرته وفود 29 دولة إفريقية وآسيوية، واستمر لمدة ستة أيام. كان المؤتمر النواة الأولى لنشأة حركة عدم الانحياز، وشارك فيه الرئيس عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو وجوزيف تيتو رئيس يوغسلافيا والرئيس السوداني إسماعيل الأزهري.
لعب عبد الناصر وسوكارنو أدوارًا قيادية في المؤتمر، حيث شاركا في صياغة مبادئ المؤتمر العشرة، التي ركزت على احترام السيادة الوطنية، ورفض التدخل الخارجي، ودعم قضايا التحرر.
السيسي يحيي ذكرى الجندي المجهول في إندونيسيا
وفي سبتمبر 2015، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة إلى إندونيسيا بدأها بالنصب التذكاري للجندي المجهول في المقبرة الوطنية لأبطال كاليباتا. وخلال المراسم الرسمية، وضع الرئيس إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري ووقف دقيقة صمت تكريمًا لأرواح الشهداء. كما دوّن كلمة في سجل التشريفات تخليدًا لهذه المناسبة.
حرب غزة.. تضامن لوصول المساعدات
كما ساعدت الحكومة المصرية إندونيسيا في إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر مطار العريش، حيث وصلت المرحلة الأولى من المساعدات في 4 نوفمبر 2023، بطائرتين من المساعدات بحمولة 50.8 طن، تتكون من مواد غذائية ومعدات طبية وبطانيات وخيام ومواد لوجستية أخرى.
وكان في مقدمة مستقبلي المساعدات نائب وزير الخارجية الإندونيسي باهالا منصوري. كما وصلت المرحلة الثانية من المساعدات إلى مطار العريش في 22 نوفمبر، بطائرتين بحمولة 39.6 طن، تتكون من 21.2 طن من مساعدات الحكومة الإندونيسية و18.4 طن من مساعدات الجالية الإندونيسية.