أمين مجمع البحوث الإسلامية: نواجه ظاهرة إلحاد إلكتروني واضحة من مواقع متخصصة
مديرة وحدة حوار بدار الإفتاء يستعرض خلال ورشة عمل الإفتاء ضوابط الجلسات الحوارية بالوحدة
عقدت دار الإفتاء ورشة عمل بعنوان “الأسئلة الشائكة ومنهجية الرد عليها” أمس، ضمن فعاليات الندوة الدولية بمناسبة اليوم العالمي للفتوى. حضر تلك الورشة التي تناولت موضوع الإلحاد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، وذلك في إطار توسعة دار الإفتاء في المجالات الفكرية.
وترأس ورشة العمل وأدارها الأستاذ الدكتور محمد عبد الدائم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وبمشاركة ثلاثين عضوا من الخبراء والباحثين والمفكرين.
وأكد الجندي أهمية مناقشة قضية الإلحاد بشكل يتناغم مع مستوى اللهجة الإلحادية التي تخترق العقل البشري في ظل الفضاء الإلكتروني، ببرمجة العقل التقني لمواجهة الإلحاد.
وأشار إلى وجود ظاهرة إلحاد إلكتروني واضحة، مستعرضًا بعض أسماء المواقع المتخصصة في نشر هذا الفكر، إضافة إلى بعض التطبيقات المختصة في ذلك؛ وأبرز الأفكار والمقولات المنشورة فيها.
وبدوره أوضح طاهر زيد مدير وحدة حوار في دار الإفتاء أن الوحدة أنشئت في 2018 وتخصصت في الموضوعات التي كان بحاجة لمزيد من الحوار المطول بشكل لا تسمح به طبيعة الأسئلة السريعة التي ترد إلى دار الإفتاء.
كما أكد وجود ظهير بحثي للوحدة لإصدار منتجات فكرية تتعلق بأكثر القضايا أهمية وتكرارًا خلال العام؛ بالإضافة إلى سجل أرشيفي لكل سائل لتحديد مدى تطوره فكريًا، مستعرضًا ضوابط الجلسات الحوارية في الوحدة.
وناقشت الورشة عدة محاور؛ منها: مفهوم الإلحاد، والأحكام الشرعية المتعلقة به، وانتشاره في العالم الغربي والأسباب النفسية والاجتماعية التي أدت لانتقاله للعالم العربي، واستراتيجيات المواجهة.
وخلال الورشة تطرق الدكتور يسري جعفر أستاذ العقيدة والفلسفة مؤسس ونائب رئيس مركز الإمام الأشعري إلى دعاة الحداثة، معتبرًا أنهم من بين أهم الاتجاهات الإلحادية، موضحًا أنها قامت على التجاوز على النص الإلهي، ونقده وتأويله بمصطلحات إسلامية بنسق فلسفي، يصل إلى إسقاطه.
واستعرض أهم أساليب دعاة الحداثة في الترويج لأفكارهم، موضحًا أن انتشارها دفع الأساتذة في جامعة الأزهر لتوجيه الطلاب للاهتمام بهذا الجانب.
وفي السياق ذاته؛ اعتبر الدكتور عمرو الشريف، أستاذ الجراحة العامة بطب عين شمس أن الحديث عن الإلحاد لابد أن يتعمق في دراسة أسبابه النفسية والاجتماعية، والدينية، مؤكدًا أن المؤسسة الدينية لا يمكنها التصدي له وحدها بل يحتاج لمنظومة اجتماعية كاملة.
كما شدد على أهمية الوقاية من الإلحاد قبل معالجته، مستعرضًا النظريات النفسية التي توضح تأثير اهتزاز الصورة الذهنية للأب والأم على صورة السلطة في ذهن الإنسان، موضحًا أن تشوه صورة الأب في الغالب تنتهي بالإلحاد لتشوه صورة السلطة في ذهن الابن؛ إلا أن تشوه صورة الأم يؤثر على مفهوم الرحمة لدى الإنسان وهو ما يفسر التوحش والإرهاب.
وبدوره بين الدكتور محمد شعبان مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن هناك قضايا وأفكار إلحادية لا تجد وعيًا أكاديميًا كافيًا مثل علم الاجتماع الديني وعلوم الأركيولوجيا وغيرها من العلوم التي يستخدمها الملحدون لإنكار النص، مشددًاعلى أهمية العمل في هذا الجانب.
ورأى الداعية مصطفى ثابت أن “90 % من الشباب المصري مخزون الثقافة الدينية لديهم قليل جدًا”، ذاكرا أن نسبة الطلاب الأزهريين الجامعيين لا تتجاوز 10%.
وتابع: “لذلك يمكننا القول إن هناك تحدي يواجه المؤسسات الدينية يتعلق بتحويل هذا العلم الديني لثقافة شائعة، خصوصا فيما يتعلق بعلاقة الإنسان بربه وبالآخر، وبالمجتمع وموقف الدين من العنف بوجه عام، عبر تفكيك أفكار الإلحاد والإشكالات وعدم الاكتفاء فقط باستقبال الأسئلة الدينية”.
وخلصت الورشة لعدد من التوصيات؛ أبرزها: ضرورة تكثيف الجهود لتقديم محتوى ديني علمي وعصري، وبناء جسور التواصل بين الأجيال، وتعزيز دور المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الفكرية، ودعم البحث العلمي في مجال الأديان والفلسفة.