سجن صيدنايا.. من المسلخ البشري إلى إرث نازي في نظام الأسد

منذ 14 أيام
سجن صيدنايا.. من المسلخ البشري إلى إرث نازي في نظام الأسد

بعد فتح سجن صيدنايا السيئ السمعة في سوريا، تكشفت للعالم فظائع ومجازر كان النظام السوري قد ارتكبها منذ عهد حافظ الأسد، وصولًا إلى بشار الأسد. وكشف السجن عن واقع مرير يكشف عن ممارسات التعذيب الوحشية التي مارسها النظام بحق المعتقلين، والتي لم تقتصر فقط على صيدنايا بل امتدت إلى العديد من السجون التي تم اكتشافها في وقت لاحق.

وكانت التقارير الصحفية التي تناولت هذا الموضوع صادمة، حيث تبين أن ما كان يُعرف بـ’المسالخ البشرية’ لم يكن مجرد مصطلح إعلامي، بل واقعًا مريرًا. كما كشفت التحقيقات عن دور ضباط نازيين شاركوا في الهولوكوست في إنشاء ‘معتقلات التعذيب’ ونظام ‘المسالخ البشرية’ في سوريا، بدءًا من الستينيات، بما في ذلك سجن صيدنايا العسكري.

الخبرة النازية: تسليح النظام بأساليب التعذيب

أوضحت التقارير أن النظام السوري استفاد بشكل مباشر من الخبرات النازية في مجال التعذيب والاستجواب. وهذا ما تم إثباته من خلال شهادات الناجين الذين استطاعوا الفرار من المعتقلات بعد انهيار النظام.

بحسب صحيفة ‘غارديان’ البريطانية، فإن سوريا أصبحت ملاذًا للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وفرت لهم الحماية في ظل الاضطرابات السياسية. وكان من أبرز هؤلاء النازيين ‘آلويس برونر’، الذي كان مساعدًا مقربًا لمسؤول ترحيل اليهود إلى معسكرات الموت. هرب برونر إلى سوريا في خمسينيات القرن الماضي، حيث أصبح مستشارًا أمنيًا لحكومة حزب ‘البعث’ السوري.

دور برونر في تطوير أساليب التعذيب

أكد المؤرخ الإسرائيلي، داني أورباخ، في كتابه ‘الهاربون’، أن برونر قام بنقل خبراته من معسكرات الموت إلى النظام السوري، حيث تعلم ضباط الاستخبارات السوريون على يديه أساليب القمع والتعذيب. ولم يقتصر دور برونر على تقديم نصائح تقنية فحسب، بل ساهم بشكل مباشر في تطوير أساليب منهجية لقمع المعارضين، وهو إرث استمر في استخدامه النظام السوري حتى أيامه الأخيرة.

وبحسب الباحث الإسرائيلي، إفرايم زوروف، فقد أدخل برونر أساليب جديدة في استجواب المعتقلين، من بينها طرق التعذيب المتقدمة، بما في ذلك استخدام أساليب نفسية وجسدية تهدف إلى سحق أي شكل من أشكال المعارضة للنظام. وهذه الأساليب كانت جزءًا من إرث نازي ترك بصمته العميق على المؤسسات الأمنية السورية.

حماية الأسد للنازيين

عاش ألويس برونر في سوريا لأربعين عامًا محميًا من نظام الأسد، بعد أن هرب من أوروبا عقب سقوط هتلر. وبموجب اتفاق مع نظام البعث السوري منذ الستينيات، تمتع برونر بالحماية في سوريا، بل وكان له دور مباشر في تدريب ضباط استخبارات النظام على أساليب القمع. وكان برونر قد استخدم اسماً مستعارًا وعاش في مصر لفترة قبل أن ينتقل إلى سوريا.

هذا التعاون بين النظام السوري والنازيين لم يكن مجرد شائعات، بل كان جزءًا من علاقة حقيقية تمتد لعقود، حيث استفاد الأسد الأب من خبرات هؤلاء الضباط في بناء نظام أمني يعتمد على التعذيب والقتل كوسيلة للحفاظ على السلطة.


شارك