الحاخام الأكبر السابق يدعو الحريديم للتمرد: هل تتصاعد أزمة التجنيد في إسرائيل؟
في تصريح جديد أثار جدلاً واسعاً، دعا الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل، يتسحاق يوسيف، اليهود المتدينين "الحريديم" إلى رفض أوامر التجنيد في جيش الاحتلال وتمزيقها. جاء هذا التصريح بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء إصدار أوامر استدعاء لآلاف من الحريديم اعتباراً من الأحد المقبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز صفوف الجيش التي تعاني من نقص في الأفراد منذ اندلاع حربه على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
خلفية الأزمة
يتمتع الحريديم بإعفاء من التجنيد العسكري منذ عام 1949، لكن القرار الأخير يهدف إلى إنهاء هذا الإعفاء وتجنيد الحريديم في الجيش. ويرى الحريديم أن هذا القرار يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم، حيث يكرسون حياتهم لدراسة التوراة في المعاهد الدينية. ويشير يوسيف في تصريحاته إلى أن الانضمام إلى الجيش يفسد الحريديم بسبب البيئة العسكرية غير المناسبة لمعتقداتهم الدينية.
ردود الفعل
في ظل هذا التصعيد، دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، لعقد جلسة طارئة لمطالبة الجيش بتوضيحات حول قراره. كما تحاول الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تمرير قانون يضمن للحريديم استمرار إعفائهم من الخدمة العسكرية، إلا أن المحكمة العليا قطعت الطريق أمام هذا الجهد بقرار يلزم الحريديم بالتجنيد.
الوضع الراهن
يبلغ عدد الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم حوالي 10 ملايين نسمة. وتكمن أهمية هذا القرار في تأثيره على التوازن الداخلي للمجتمع الإسرائيلي، خصوصاً في ظل الانقسامات الحالية بشأن قضايا التجنيد والهوية الدينية. ومع استمرار التوترات على جبهات غزة والضفة الغربية ولبنان، يبقى مستقبل هذا القرار وتأثيره على الحريديم والجيش الإسرائيلي موضوعاً قابلاً للتطور.
