نقيب الصحفيين لـ«الشروق»: نعوّل على المؤتمر السادس للنقابة لإصلاح حال صناعة الصحافة
– البلشى: الصحافة الورقية ما زالت تحتفظ بدورها رغم تحديات العصر الرقمى- عميد إعلام عين شمس: نقابة الصحفيين لها دور كبير فى إرساء دعائم العمل الصحفى
أكد نقيب الصحفيين، خالد البلشي، أن النقابة تعتبر مؤتمرها السادس، الذي سيُعقد برعاية رئيس الوزراء مصطفى مدبولى في ديسمبر المقبل، فرصة مهمة للصحفيين للتعبير عن مشكلاتهم. وأشار البلشي إلى أهمية حضور الصحفيين ومشاركتهم في هذا الحدث، حيث سيتم إرسال نتائج المؤتمر إلى جميع الجهات ذات العلاقة.
وأضاف البلشى لـ«الشروق»، أن كل مؤتمر من المؤتمرات السابقة أنجز شيئا ما، وسيظل الوضع المعقد جدًا يحتاج للكثير من العمل، لكن على الأقل نكون قد حددنا بشكل واضح ومحدد وتفصيلى ما نريده، وأن تكون المطالب المطروحة قد اجتمع عليها الصحفيون بمختلف توجهاتهم فى المؤتمر.وتابع: «المؤتمر يأتى للخروج بمخرجات، والاجتهاد بكل الطرق لمناقشتها، وهذا الاجتهاد منوط به مجلس النقابة، والهيئات المختلفة، وحتى الصحفيين أنفسهم، لرسم خارطة طريق للمهنة».ووجه البلشى، رسالة إلى جموع الصحفيين قائلاً: «الكلمة الآن لكم، والرسالة رسالتكم، لا تتركوا مجموعة صغيرة فقط تصنع الرسالة، لأن قوتنا دائمًا فى تنوعنا، وقوتنا فى وحدتنا».وأضاف، أن الرسالة الآن تعود للصحفيين، خارج ضغوط وحسابات الانتخابات من أجل صياغة برنامجهم للأيام المقبلة، والمشاركة فى رسم ملامح هذا المستقبل، لذا فإن الحضور سيظل هو الأهم، مشيرًا إلى أن قوة هذا الحضور ظهرت فى الكثير من المناسبات والمعارك الكبرى خلال تاريخ النقابة.وأشار إلى أن كل القضايا ستكون مطروحة على مائدة المؤتمر العام، خاصة قضايا الأوضاع الاقتصادية؛ كالأجور والبدل، وأوضاع العمل، وأزمات التعطل، والصحف المغلقة، واقتصاديات الصحافة، وتطوير موارد النقابة، والموقف من قانون العمل، وتحسين أوضاع المؤسسات وأزمات التوزيع والإدارة.وأوضح أن أجندة المؤتمر تتضمن قضايا الحريات والتشريعات، من حيث أزمة حرية الصحافة والصحفيين المحبوسين، والقيود التشريعية على حركتنا ورؤيتنا لحرية الإصدار، وحقنا فى التنوع وممارسة مهنتنا بدون قيود، وتشمل المناقشات أيضا مشروعى قانون لحرية تداول المعلومات، ومنع الحبس فى قضايا النشر، وتعديلات على قوانين الصحافة والإعلام، والصحافة وعلاقتها بحرية المجال العام، إضافة إلى قضايا مستقبل الصحافة فى ظل التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعى، وأزمات الصحافة الورقية والإلكترونية، ورؤيتنا لتطوير قواعد مزاولة المهنة وبيئة العمل الصحفى، وتطوير ميثاق الشرف المهنى، ولائحة القيد، وتطوير التدريب، وتطوير المحتوى الصحفى بين الحرية والمسئولية.وتابع: «طابور القضايا طويل لكن يبقى حضور الجماعة الصحفية هو الأهم لصياغة رسالة قوية، وكتابة برنامج للمستقبل ورسم طريق للتغيير من أجل صحافة تحتمى بالتنوع، صحافة قادرة على التعبير، وصحفيون متحررون من القيود السياسية والاقتصادية، صحافة تحتمى بالناس وتدافع عن مصالحهم».ويعقد المؤتمر السادس لنقابة الصحفيين المصريين تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال الفترة من 14 إلى 16 ديسمبر المقبل، وتحمل هذه النسخة اسم دورة فلسطين، ويتضمن برنامج المؤتمر العديد من الجلسات والموائد المستديرة التى تناقش أوضاع وأزمات الصحافة المصرية للوصول إلى توصيات يمكن العمل عليها بناء على رؤية الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين مع المؤسسات المعنية والهيئات ذات الصلة.ويناقش المؤتمر جميع المشكلات المتعلقة بالواقع الصحفى المصرى من خلال 3 محاور رئيسية تتعلق بمستقبل الصحافة والحريات والتشريعات الصحفية واقتصاديات الصحافة.وفى السياق، أكد نقيب الصحفيين خلال ندوة بكلية الإعلام جامعة عين شمس، مساء أمس الأول، حول «مستقبل الصحافة فى ظل التحديات التكنولوجية والتشريعية وسبل تطوير العمل الصحفى»، أهمية الانطلاق نحو سوق العمل بخطوات متسارعة ترتكز على أساسيات المهنة الصحفية، مشيرًا إلى أن النجاح فى هذا المجال يتطلب تطوير الذات، والإنتاج المستمر، والتنافس البنّاء.وأشار فى حديثه لطلاب كلية الإعلام إلى أن دراسة العلوم الإنسانية تُعد جزءًا أساسيًا من تكوين الصحفى، حيث تُوفر أدوات تساعد على الفهم الأعمق للمجتمع والقدرة على تحليل الأحداث، موضحًا أن المرحلة الجامعية هى الأساس لبناء المستقبل المهنى والثقافى، مشددًا على ضرورة استغلالها للقراءة والتفاعل مع المجتمع والتواصل مع الآخرين، وأن الصحفى الناجح هو من يمتلك معلومات أوسع ورؤية أشمل، مما يجعله قادرًا على تقديم محتوى متميز.وتناول فى حديثه تأثير التكنولوجيا على الصحافة التقليدية، مؤكدًا أن الوسائط الإلكترونية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العمل الصحفى، وأن استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح يفتح آفاقًا جديدة للإبداع، مشيرًا إلى أثر الوسائل الحديثة فى تطوير طرق البحث وإعداد المواد الصحفية.وأكد على أن الصحافة الورقية ما زالت تحتفظ بدورها رغم تحديات العصر الرقمي، مشددًا على ضرورة إدراك طبيعة كل وسيط إعلامى وكيفية الاستفادة منه، مشيرا إلى الدور الكبير الذى تلعبه النقابة فى تدريب الصحفيين من خلال مركز تدريب مجهز بأحدث التقنيات، والذى يقدم خدماته لأعضاء النقابة وغير النقابيين، بالإضافة إلى الطلاب.من جهتها، أكدت عميدة كلية الإعلام جامعة عين شمس، الدكتورة هبة شاهين، دور نقابة الصحفيين فى إرساء دعائم العمل الصحفى على مدار أكثر من ثمانين عاما، بوصف النقابة رمزًا عريقًا للعمل الصحفى المصرى منذ تأسيسها عام 1941، مشيرة إلى أن الصحافة تُعد أم الفنون الإعلامية، حيث تشكل الأساس الذى تُبنى عليه مختلف التخصصات الإعلامية الأخرى.