مئات المليارات.. لماذا يواصل المركزي سحب السيولة من البنوك؟
وعمل البنك المركزي خلال الأشهر السبعة الماضية على سحب مئات المليارات من السيولة الفائضة التي وفرتها البنوك المصرية بالجنيه المصري من خلال ودائع السوق المفتوحة وسط ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع تكاليف تشغيل البنوك.
وسحب البنك المركزي في مكالمة اليوم نحو 1.135 تريليون جنيه من السيولة الفائضة التي توفرها البنوك بفائدة 27.75% على الوديعة الثابتة الأسبوعية، مما يشير إلى ارتفاع نسب السيولة.
ويعني ذلك أن المصرف المركزي يسمح يوم الثلاثاء من كل أسبوع للبنوك بإعادة توزيع نفس السيولة الفائضة مع ما يعادلها من قيمة مستحقة، وذلك حسب رغبة جميع البنوك ومدى حاجتها إلى ربط أو استثمار السيولة في وديعة. لذلك، راجع نرى انخفاضًا أو زيادة في السيولة المقدمة مع كل عرض أسبوعي.
وتعد ودائع السوق المفتوحة إحدى الأدوات التي بيد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي للحد من التضخم من خلال امتصاص السيولة التي توفرها البنوك بدلا من استثمارها في الائتمان الاستهلاكي، مما يؤدي إلى زيادة الطلب الشرائي وارتفاع التضخم.
أداة للحد من التضخم
وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إن البنك المركزي يهدف من خلال استيعاب السيولة الضخمة التي توفرها البنوك إلى تجفيف مصادر السيولة باعتبارها إحدى الأدوات الموجودة في يد البنك المركزي للحد من التضخم.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، تسارع معدل التضخم من 26.4% في سبتمبر إلى 26.5% في أكتوبر، حيث ارتفعت أسعار البنزين والديزل في أكتوبر الماضي للمرة الثالثة في عام 2024.
وأوضح عبد العال أنه منذ تغيير آلية قبول الودائع الأسبوعية في مناقصة السوق المفتوحة للبنوك، يواصل البنك المركزي تفعيل كافة الأدوات المتاحة له لتخفيف الضغوط التضخمية.
وكان البنك المركزي قرر في أبريل الماضي تغيير نظام المزايدة الأسبوعية بقبول جميع طلبات المزايدة من البنوك بدلا من تخصيص حصة معينة لكل بنك.
ويواصل البنك المركزي إدارة السيولة بطريقة تضمن التوازن لضمان توافقها مع هدفه التشغيلي المتمثل في الحفاظ على متوسط العائد اليومي المرجح في سوق ما بين البنوك.
تعويض البنوك
وقال نائب رئيس الخزانة في أحد البنوك الخاصة، لNNI مصر، إن اتجاه البنك المركزي لقبول معدلات سيولة قياسية من البنوك يرجع إلى عزوفها عن الاستثمار في السندات الحكومية بسبب تراجع العوائد مقابل ارتفاع تكاليف التشغيل المتوسطة.
ورغم أن العائد على أذون الخزانة ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ نحو 31% قبل الضرائب خلال الشهرين الماضيين، إلا أنه أقل بنحو 2.5% من العائد على الوديعة الأسبوعية لدى البنك المركزي.