البابا تواضروس الثاني في عظة قداس العيد الـ ١٢ لتجليسه: وجودنا معًا اليوم غنى وهو أقوى من 100 عظة

منذ 2 ساعات
البابا تواضروس الثاني في عظة قداس العيد الـ ١٢ لتجليسه: وجودنا معًا اليوم غنى وهو أقوى من 100 عظة

احتفلت اليوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالذكرى الثانية عشرة لتنصيب البابا تواضروس الثاني كبطريرك على عرش القديس مار مرقس الرسول.

وأقيم بهذه المناسبة قداس احتفالي احتضنته كنيسة التجلي في مركز لوجوس بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، تولى قداسة البابا خدمته وشارك فيه حوالي مئة من الآباء المطارنة والأساقفة، ووكيلا البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، ومدير مكتب قداسة البابا، وسكرتيروه ومساعدوه من الآباء الكهنة والرهبان.

وفي عظة القداس، أشار قداسة البابا إلى التذكارات التاريخية التي تحتفل بها الكنيسة القبطية اليوم، وهي تذكار مجمع نيقية الذي حضره ٣١٨ أسقفًا ورفض بدعة آريوس، وأيضًا تذكار تدشين الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس عام ٢٠١٨.

وعن ذكرى تجليسه، قال: “اليوم أيضًا ذكرى مرور ١٢ عامًا على إقامة ضعفنا لخدمة كنيسته المقدسة”.

وأضاف: “لا شك أن الإنسان عبر السنين يكتسب خبرات ويتعلم أكثر”.

واستكمل: “يليق بنا في مثل هذه المناسبات أن نقول: نشكرك يا رب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة”.

ثم تناول خمسة خواطر تصلح كمبادئ حاكمة للخدمة الرعوية: 1- محو الأمية الكتابية مهم، لكن الأهم العمل بالكتاب المقدس: لافتًا إلى أهمية الأنشطة الكتابية في الخدمة من تفسير ومسابقات، مشددًا على أنه مع أهميتها إلا أن الأهم هو كيف نزرع الحياة بالإنجيل في نفوس شعبنا. مشيرًا إلى مقولة القديس القمص بيشوي كامل “الإنجيل المعاش”، مطالبًا الآباء بترسيخ الحياة بالإنجيل على مستوى الأسرة والخدمة والكهنة، معتبرًا ذلك مسؤوليتهم الأولى.

2- خدمة التعليم مهمة ولكن لا غنى عن خدمة السلام: ونوه إلى أن لقب السيد المسيح في الكتاب المقدس هو “المعلم الصالح”، ولكنه أيضًا يُلقب بـ”صانع السلام”، مشيرًا إلى أننا كما نعلم أبناءنا الخدمة والتعليم، نحتاج بالأكثر أن نعلمهم كيف يحفظون السلام، حيث أعظم خدمة نقدمها هي زراعة السلام في نفوس شعبنا.

3- حراسة الإيمان والعقيدة أمر لا غنى عنه، ولكن لا غنى عن غرس حياة التقوى في النفوس: التقوى هي مخافة الله والأمانة في القول والفعل، والعقيدة السامية تثمر “تقوى”، لأن التقوى هي التي سنقف بها أمام الله في اليوم الأخير. وحذر من تحويل حراسة العقيدة إلى معركة تدعو لكراهية الآخرين والصراعات.

وأضاف: “يجب أن نعلم أن كنيستنا راسخة وإيمانها مستقيم، ويجب أن نعلم أولادنا الإيمان، ولكن مع التقوى”.

4- استخدام التكنولوجيا مهم، ولكن القدوة الشخصية هي العنصر المؤثر: يجب أن نختار كلماتنا وألفاظنا في التعليم، الخدمة، والافتقاد، وخاصة في عصر التكنولوجيا الذي يوفر إمكانيات أكبر للتعليم والخدمة. وأشار إلى أن السيد المسيح لم يؤلف كتبًا، بل قدم نفسه كنموذج وقدوة غيّر حياة الملايين.

5- خدمة كل واحد منا في مكانه مهمة، ولكن تجمعنا ووجودنا معًا له أهمية خاصة: وجودنا معًا اليوم غنى، وهو أقوى من مئة عظة. حينما يرانا الناس معًا كآباء يفرحون ويشعرون بالطمأنينة. وأكد أن اللقاء والتشاور وتبادل الخبرات يزيدنا نموًا وتنمو الكنيسة.

وأكد البابا أن الهدف الأساسي من إنشاء مركز لوجوس هو أن يكون لآباء المجمع المقدس مكان للإقامة والخلوة وإقامة حلقات دراسية ونقاشية، وهو أمر يحتاجه كل واحد منا بشدة.

تم تنصيب قداسة البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسي يوم الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢، ليصبح البطريرك الـ ١١٨ في سلسلة باباوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.


شارك