حل لغز تابوت المومياء المصرية “شينيت-آ” عبر المسح بالأشعة السينية

منذ 9 أيام
حل لغز تابوت المومياء المصرية “شينيت-آ” عبر المسح بالأشعة السينية

تمكن العلماء أخيراً من حل لغز قديم يتعلق بكيفية وضع مومياء مصرية شهيرة داخل تابوت مغلق تماماً، وذلك باستخدام تقنيات المسح بالأشعة السينية.

وفي تقرير نشرته صحيفة ‘ديلي ميل’ البريطانية، كشف الباحثون لأول مرة كيفية تحنيط مومياء ‘شينيت-آ’ قبل نحو 3000 عام، وهو اكتشاف أعاد فتح باب الفهم حول عملية التحنيط في مصر القديمة.

على مدار سنوات، حاول الباحثون تحديد كيفية وضع الجسد داخل تابوت ‘شينيت-آ’ الذي لم يحتوي على أي فتحات ظاهرة. ورغم محاولاتهم العديدة لاكتشاف فتحة تجويف في التابوت، لم يعثروا سوى على فجوة صغيرة بالقرب من قدمي المومياء، لكنها كانت أصغر من أن تسمح بمرور جسدها. وقد جعل عدم وجود أي فتحات مرئية في التابوت مهمة الوصول إلى الرفات أمراً بالغ الصعوبة.

صور نشرتها ديلي ميل نقلا عن The Feild Meseum

لكن مع تطبيق تقنيات التصوير المقطعي المحوسب الحديثة، تمكّن العلماء من إزالة بعض الأسئلة المحيرة التي طالما أزعجت الباحثين. ووفقاً لما ذكره جيه بي براون، كبير أمناء الأنثروبولوجيا، فإنه أثناء فحص التابوت باستخدام هذه التقنية، استطاع الفريق رؤية الجانب السفلي بشكل أكثر تفصيلاً، حيث اكتشفوا وجود خط خياطة يمتد على طول ظهر التابوت، بالإضافة إلى بعض الأربطة التي كانت تلتف حوله.

وكان الاكتشاف الأكثر غرابة هو أن التابوت لم يحتوي على أي طبقات أو فتحات، ما جعل من المستحيل على المحنطين وضع جسد ‘شينيت-آ’ بالطريقة التقليدية المعروفة في مصر القديمة. ولكن عبر عمليات المسح ثلاثية الأبعاد، تبين أن التابوت قد تم تشكيله أولاً باستخدام الرطوبة حتى يصبح مرناً، ثم تم تشكيله حول المومياء.

وتضمن التحنيط حشوة خاصة في القصبة الهوائية للمومياء لضمان عدم انهيار الجسد عندما يتم وضعه في وضعية عمودية داخل التابوت. كما أُدخل شق عمودي في التابوت من الأعلى إلى الأسفل، ثم وُضع فوق جسد المومياء الملفوف. بعد ربط الجزء الخلفي للتابوت، تم تثبيت لوح خشبي عند قدمي المومياء لضمان عدم تحركها أثناء عملية التحنيط.

صور نشرتها ديلي ميل نقلا عن The Feild Meseum

وتجسد المومياء ‘شينيت-آ’ تقليدًا فنيًا مميزًا، إذ كانت ملفوفة في طبقات من الكتان الفاخر، وموضوعة داخل تابوت مزخرف مصنوع من الكرتوناج، وهو نوع من المواد التي شُكلت باستخدام طبقات من الورق المعجن والزخارف الملونة، والتي كانت تُستخدم عادة في دفن الشخصيات النخبوية.

وبخلاف المومياوات الأخرى، التي كانت أعضاؤها الداخلية توضع في جرار منفصلة مع تماثيل أبناء حورس الأربعة، اختار المحنطون في حالة ‘شينيت-آ’ استخدام عبوات خاصة لوضع الأعضاء الداخلية، وأعادوا إدخال ستة تماثيل شمعية تمثل أبناء حورس داخل تجويف الجسم. شملت هذه التماثيل ‘إمستي’ إله الكبد، و’حابي’ إله الرئتين، و’دواموتف’ إله المعدة، بالإضافة إلى ‘قبه سنويف’ إله الأمعاء.

تعتبر هذه الاكتشافات نقطة فارقة في دراسة التحنيط المصري القديم، حيث تقدم صورة دقيقة عن الطرق المتقدمة التي استخدمها المصريون القدماء لحفظ الأجساد وتوجيه الطقوس الدينية لضمان رحلة الميت الآمنة إلى الحياة الآخرة.

 

 


شارك