أبو الغيط خلال القمة العربية الإسلامية: انعدام محاسبة إسرائيل وغياب القانون الدولي شجعها على تنفيذ مخططاتها
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض، أن الخطة الإسرائيلية غير مجهولة بعد الآن.
وأضاف خلال كلمته: “المطلوب هو تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة أو تهجيره قسراً أو طوعاً، والمطلوب هو إزاحة مجتمع كامل بمؤسساته القائمة، ونسيجه الجامع، والقضاء على إمكانية استعادته في المستقبل، والمطلوب إسرائيلياً هو قتل الأمل الفلسطيني في الدولة المستقلة، مؤكداً أن تلك الأماني الإسرائيلية لن تتحقق أبداً بإذن الله.”
وذكر أن انعدام محاسبة إسرائيل وغياب القانون الدولي شجع قياداتها على تنفيذ مخططاتها.
وقال إن ما تقوم به حكومة إسرائيل ومناصروها من قطعان المستعمرين اليوم إنما هو تدمير لمستقبل التعايش في هذه المنطقة، وتخريب لإمكانيات السلام الذي طالما طالبنا به.
وأضاف: “السلام القائم على العدل. العدل هو الذي يمكننا من إقامة سلام دائم، مؤكداً أنه لن يكون هناك سلام مع الظلم والقتل والتنكيل.”
كما أوضح أن قمة اليوم تحمل رسالة واضحة بأن العالم لا يستطيع أن يتحمل عواقب إدارة ظهره لهذه المقتلة المتواصلة، مؤكداً أن عجز وسلبية المجتمع الدولي أثارا شهية قوة الاحتلال المتعطشة للدم، فانطلقت توسع دائرة النار من غزة إلى لبنان، معرضة استقرار المنطقة كلها للخطر البالغ.
وقال أبو الغيط إن رئيس حكومة إسرائيل يتحدث عن رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، متسائلاً عن أي شرق أوسط هذا الذي يرسم خريطته بالدم والقنابل والاغتيال والتجويع وحرق مخيمات اللاجئين بمن فيها؟
وأشار إلى أن اليوم يعيش 90% من سكان غزة على 10% من مساحته، مروعين، محرومين من أبسط وسائل البقاء على قيد الحياة، معرضين لقتل ينهمر عليهم بلا تمييز.
كما أكد أن الشرق الأوسط الذي نريده ونسعى إليه ولن نتنازل عنه هو إقليم تكون في قلبه دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
أما فيما يخص لبنان، قال: “يستمر القصف القاتل يحصد أرواحاً بريئة ويدمر ممتلكات خاصة وعامة، وترتفع أعداد الضحايا من المدنيين… وتتفاقم مشكلات مليون نازح يثقلون كاهل بلد يئن بالفعل تحت وطأة الأزمات منذ سنوات.”
وأكد أن المطلوب هو وقف فوري لإطلاق النار في غزة وفي لبنان، والمطلوب هو مسار يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين في أسرع وقت ممكن وبرعاية دولية، وبالتزام حقيقي بتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، والمطلوب كذلك هو وقف إطلاق نار في لبنان يستند إلى تنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته ويحقق الأمن على جانبي الحدود.
وأشار إلى أن التأخير لا يعني سوى مزيد من الدماء المراقة، مع تصاعد احتمالات الانفجار الشامل في المنطقة. ولعل الرئيس الأمريكي المنتخب الذي وعد بوقف الحرب أن يفي بوعده في أقرب أجل، مشيراً إلى أن قمة اليوم هي رسالة بأن منسوب الخطر بلغ مستوى لا يمكن احتماله، معرباً عن ثقته في الحكمة التي ستتعامل بها القمة مع هذه الأزمة التاريخية.