زيادة فوق الزيادة.. لماذا تباع السجائر في الأسواق بأعلى من سعرها الرسمي؟
وأشرف NNI مصر على بيع جميع أنواع السجائر في الأسواق بسعر أعلى من السعر الرسمي نحو 6 جنيهات، رغم أن شركات سجائر محلية وأجنبية قامت قبل أيام برفع أسعار منتجاتها بقيادة كليوباترا ومارلبورو، الاستحقاق و”L&M” في الأسواق بارتفاع يتراوح بين 4 و6 جنيهات.
وبرر تجار -تحدث معهم NNI مصر خلال جولة لرصد أسعار السجائر ومدى توفرها- ارتفاع أسعارهم عن السعر الرسمي بقلّة العروض من الشركات، ما يدفعهم لشراء السجائر من السوق السوداء، من الوسطاء ومن أشباه الناس. -تجار – تجار جملة، ويقومون بالبيع بأسعار أعلى بكثير من الأسعار الرسمية.
ويعود ارتفاع أسعار السجائر الرسمية إلى فتح الشرائح الضريبية بالنسبة المقررة 12% وفقا لقانون 11.2023 الذي ينص على أن وزير المالية مخول بفتح الشرائح الضريبية حتى 12 ديسمبر 2023% من كل عام. .
وقال أحمد صبحي، صاحب كشك في منطقة المهندسين، إنه يبيع علبة سجائر “كليوباترا بوكس” بسعر 45 جنيها، رغم أن السعر الرسمي للشركة هو 38.75 جنيها.
وأرجع صبحي هذا الفارق إلى أنه اشترى السجائر من السوق السوداء عند استنفاد الحصة المقررة، مما اضطره إلى بيعها بأسعار أعلى.
وأضاف صبحي أنه لا يملك سوى سجائر كليوباترا، حيث تعاني الأصناف الأخرى مثل مارلبورو وميريت من نقص كبير في المعروض ولا تقوم الشركات إلا بتوريد كميات قليلة منها.
وقال محمد محمود، وهو صاحب كشك آخر، إنه كان يبيع صندوق ميريت مقابل 95 جنية مصري بالسعر القديم لأنه كان لديه مخزون ولم يشتر بعد بالسعر الجديد. وأضاف: عند وصول بضاعة جديدة سأزيد السعر إلى 100 جنيه.
وأشار محمود إلى أن العلامات التجارية مثل ميريت ومارلبورو قليلة في السوق ويصعب الحصول على كميات كبيرة من الشركات، مما يضطره إلى الشراء من الموردين والتجار شبه الجملة بأسعار أعلى من السعر الرسمي.
وبحسب وثيقة حصل عليها “NNI مصر” من بائع يملك كشك سجائر في الدقي، فإن قائمة أسعار التجزئة أرسلت له من قبل أحد تجار شبه الجملة الذين يبيعون السجائر بأسعار أعلى من سعر المستهلك الرسمي بقيمة تصل إلى أكثر من 6 جنيهات. مع علامات تجارية مثل مارلبورو كرافت وميريت.
وتباع مارلبورو مقابل 94 جنية مصري، مقارنة بـ 89 جنية مصري، وهو السعر الرسمي الذي أعلنته شركة فيليب موريس، وتباع Merit مقابل 100 جنيه مصري، في حين أن سعرها الرسمي هو 94 جنية مصري. أما سجائر “LM” فتباع بسعر 74 جنية مصري. بينما سعرها الرسمي 69 جنيها.
واتفق معه شريف صلاح، صاحب كشك في منطقة فيصل، وقال إنه يبيع علبة “إل إم” بـ 74 جنيها، بينما السعر الرسمي لهذه العلبة 69 جنيها.
وأضاف شريف، أن “تجار الجملة يجلبون لنا السجائر بسعر أعلى، لذلك أضطر إلى البيع بسعر أعلى لكسب المال”، لافتاً إلى أن هذا الفارق في السعر يعود إلى قلة العرض لدى الشركة وارتفاع تكاليف النقل.
وقال محمد، وهو صاحب متجر آخر، إن الشركة تحدد حصتها الأسبوعية بـ 4 إلى 5 “خراطيش”. ويستنكر محمد: «هذا المبلغ لا يكفي حتى ليوم واحد، وعندما تنفد حصتي سأضطر إلى الشراء من السوق السوداء ومن شبه تجار الجملة».
ويرى فوزي علي، صاحب محل لبيع السجائر في منطقة الجيزة، أن زيادة الأسعار ضرورية لتغطية التكاليف، حيث يبيع علبة سجائر مارلبورو بـ 95 جنيها بينما السعر الرسمي 89 جنيها، قائلا: “لا أستطيع”. احصل على خرطوشة بمبلغ 1000 جنيه مصري. إذن ما الذي استفدته؟ هل علينا زيادة الأسعار حتى نتمكن من دفع إيجار الكشك والتكاليف اليومية؟
وأبدى استياءه من نظام الحصص الذي يتم بموجبه توزيع السجائر من قبل الشركات، حيث أن الحصص لا تكفيه ويضطر إلى الشراء من شبه تجار الجملة بسعر أعلى من السعر الرسمي، حوالي 50 جنيها لخرطوشة السجائر. ثم يستقيل ويحدد هامش ربحه على أساس السعر الذي يشتري به.
وفي كشك آخر، قال البائع إن علبة سجائر كليوباترا كينج تباع بمبلغ 45 جنية مصري، بينما كان السعر الرسمي للشركة 38.75 جنية مصري. وبرر هذه الزيادة بالقول إنني إذا بعتها بالسعر الرسمي لن أربح شيئا، وإذا استمر السوق في العجز سأضطر إلى الشراء بسعر أعلى، وفي السوق السوداء سأضطر إلى الشراء. يجب أن نبيع بسعر.”
التقى “NNI مصر” مع بائع آخر في منطقة مدينة نصر يبيع علبة سجائر “إل إم” بسعر 75 جنيها، مشيرا إلى أنه اشتراها من أحد تجار الجملة بسعر 74 جنيها، أي أن سجائر خرطوشة كاملة تكلف 740 جنيها بينما السعر الرسمي 69 جنيها.
وأضاف: «التجار لا يبيعون بالأسعار الرسمية. هذه كلمات على الورق. “ترفع الأسعار وتضطر إلى بيعها بسعر مرتفع لتغطية التكاليف”، مؤكدا أنه اضطر إلى رفع الأسعار بأنواعها بمقدار جنيهين إلى ثلاثة جنيهات فوق السعر الذي يشتريه من تاجر الجملة أيضا. تغطية تكاليفه.