صندوق التنمية الحضرية وهيئة تطوير المنطقة الشرقية السعوديّة يستعرضان أحدث المشروعات في مصر
قام وفد من صندوق التنمية الحضرية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية السعودية، بزيارة ميدانية لمجموعة من المشروعات الحضرية الرائدة في مصر، وذلك في إطار فعاليات المنتدى الحضري العالمي فى دورته الثانية عشرة بالقاهرة.
وجاءت الزيارة من جانب مسئولي الصندوق بهدف تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة في مصر، وتبادل الخبرات مع نظرائهم السعوديين، حيث شملت الزيارة مجموعة متنوعة من المشروعات، منها تطوير المناطق العشوائية، ومشروعات الحفاظ على التراث العمراني.
وتمت زيارة مشروع إعادة التطوير لمنطقة غير آمنة في نفس الموقع، وهي “روضة السيدة 1 و 2 ” حيث تم التطوير فى نفس المنطقة، وبدأ الوفد الزيارة مستمعاً لشرح المهندس خالد صديق، رئيس مجلس ادارة صندوق التنمية الحضرية، الذي أوضح أن التطوير راعى أن يحافظ تصميمه المعماري على الطابع الإسلامى التاريخي لتلك المنطقة، وإعادة تسكين أهالي المنطقة التي كانت تسمى “تل العقارب” في مشروع “روضة السيدة زينب”، حيث تحملت الحكومة طوال مدة تنفيذ المشروع تكاليف إيجار السكن المؤقت لأهالي المنطقة.
كما تم زيارة مشروع “الأسمرات ” والذي يُمثل النموذج الأشهر للسكن بديل العشوائيات بمحافظة القاهرة، حيث تم استعراض كيف كانت العشوائيات غير الآمنة واحدة من التحديات الكبرى التي نجحت الدولة في مواجهتها، تنفيذًا لتوجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حيث قدمت نموذجًا مميزًا وتجربة فريدة في مجال إنشاء مجتمعات عمرانية بديلة متكاملة الخدمات، مشيرًا إلى أن حي الأسمرات كان نقطة انطلاق العديد من المشروعات البديلة للمناطق غير الآمنة.
وشملت الجولة أيضاً مشروع تطوير “القاهرة التاريخية” حيث أوضح المهندس خالد صديق فلسفة إعادة إحياء المباني التراثية ذات القيمة العالية وإعادة توظيفها لدمجها في النسيج العمراني للمنطقة، وإعادة تأهيل المباني ذات الحالة الجيدة والمتوسطة لتحسين الطابع العمراني، مع دراسة إمكانية تغيير استخدامات المناطق الخالية والخربة والمباني ذات الحالة المتدهورة غير ذات القيمة، وتضمنت الزيارة محيط مسجد الحاكم حيث يتم إنشاء فندق ” بوتيك أوتيل ” بسعة 40 غرفة والذي يطل على المنطقة التاريخية العريقة.
وتم زيارة نموذج إعادة استغلال المناطق غير الآمنة، المتمثل في ” حدائق الفسطاط “، حيث أوضح المهندس خالد صديق للوفد المرافق، أن تدشين الصندوق عام 2021 جاء بمهام رئيسية تتضمن التنسيق ووضع السياسات مع التخطيط والتنفيذ بالإضافة للتمويل والإدارة، حيث تم وضع محاور خاصة بالتنمية المبتكرة لبيئة عمرانية مستدامة بالمدن المصرية؛ تتضمن مشروعات لتطوير العشوائيات، وأخرى خدمية واستثمارية، ومنها تطوير حدائق الفسطاط، والذي يعد واحداً من المشروعات الاستثمارية التي يعمل عليها الصندوق لتوفير عوائد تسهم في تمويل بقية المشروعات، مضيفاً أن حدائق الفسطاط” تعد الأكبر فى الشرق الأوسط بمساحة نحو 500 فدان بقلب القاهرة التاريخية بعنوان “إطلالة على تاريخ مصر الخالد” بعد ان ظلت المنطقة مكباً للمخلفات لعقود ماضية، ثم حان الوقت لأن تتحول إلى رئة ومتنفس ترفيهي متكامل لأهالى القاهرة.
واختتمت الزيارة بنموذج آخر للتنمية الحضرية، هو مشروع “الواحة فيو” بحي الواحة في مدينة نصر، بالقرب من محور المشير، وهو كومباوند متكامل الخدمات، يضم مسجدا، ومولات تجارية، وحضانة، وملاعب رياضية، وجراجا، وصالة ألعاب رياضية، مع خدمة جمع القمامة، ويتوافر به أفراد الأمن لمدة 24 ساعة. ويضم المشروع 54 عمارة بإجمالي 2528 وحدة سكنية، ويقام المشروع على 40 فداناً حيث يهدف هذا المشروع إلى توفير وحدات سكنية مُتنوعة تُلبي جميع إحتياجات المواطنين، وتناسب مختلف شرائح الدخل، ضمن مخططات التنمية، والتي تستهدف إنشاء مُجتمعات سكنية متكاملة الخدمات، بما يُسهم في الارتقاء بجودة ونوعية الحياة للمواطنين.
وصرح المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة الصندوق، قائلاً: “إن هذه الزيارة تأتي في إطار حرصنا على تبادل الخبرات والمعارف مع الشركاء الدوليين، وتسليط الضوء على النجاحات التي حققناها في مجال التنمية الحضرية.. مؤكدا: نحن فخورون بما تم إنجازه في مصر، ونتطلع إلى تعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية في هذا المجال”.
بدوره، أعرب معالي السيد عمر العبداللطيف، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية ممثل الهيئة، عن إعجابه بما شاهده من مشروعات، مؤكدًا أهمية تبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين في مجال التنمية الحضرية. وأضاف: “إن المشروعات التي شاهدناها اليوم تمثل نموذجًا يحتذى به في المنطقة، ونأمل في الاستفادة من هذه التجربة في مشروعاتنا المستقبلية”.
وختامًا، أكد الطرفان أهمية استمرار التعاون بين البلدين في مجال التنمية الحضرية، وتبادل الخبرات والمعارف، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين.