5 كروت أساسية.. أوراق صندوق النقد على طاولة المفاوضات مع مصر
رئيس الوزراء د. أعلن مصطفى مدبولي أن صندوق النقد الدولي سيبدأ غدا الثلاثاء المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، والذي يدعمه بقرض قيمته 8 مليارات دولار.
جاءت تصريحات مدبولي، أمس، خلال مؤتمر صحفي مع كريستالينا جورجييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، بحضور حسن عبد الله محافظ البنك المركزي، ورانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
وتأتي زيارة كريستالينا جورجيفا بعد أن طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من الحكومة قبل أسبوعين مراجعة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لتخفيف الأعباء عن المواطنين في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية.
وأكدت كريستالينا استمرار دعم صندوق النقد الدولي لمصر وتنفيذ الحكومة لإجراءات الإصلاح، بما في ذلك مرونة سعر الصرف.
ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد المصري إلى 4.2% بنهاية العام المالي الحالي، وأن يتراجع معدل التضخم إلى 16% بنهاية يونيو المقبل.
إن قبول صندوق النقد الدولي للمراجعة الرابعة سيسمح لمصر بتلقي 1.3 مليار دولار من إجمالي القرض، حسبما أعلن الصندوق في وقت سابق.
وكان صندوق النقد الدولي قد أكمل ثلاث مراجعات لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، حيث قدم لمصر 822 مليون دولار للمراجعتين الأولى والثانية في أبريل الماضي، و822 مليون دولار للمراجعة الثالثة في أغسطس.
ولاستكمال المراجعة الرابعة، يجب على مصر تنفيذ حزمة من الإجراءات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي للسماح بالمراجعة الرابعة. وأهمها هي:
زيادة دعم الوقود حسب الخطة
وتظهر وثائق صندوق النقد الدولي أن مصر ستلتزم برفع الدعم عن أسعار البنزين والديزل بنهاية عام 2025 للسيطرة على إجراءات المالية العامة وتخفيف الضغط على الموازنة العامة للدولة.
ورفعت مصر يوم الجمعة الماضي أسعار البنزين والديزل بجميع أنواعه بنسبة 7.7% إلى 17% للمرة الثالثة في 2024، بعد زيادتها بالفعل في أبريل ويوليو الماضيين.
مرونة سعر الصرف
ويرى الصندوق أن الحفاظ على مرونة سعر الصرف مقابل العملات الأجنبية الأخرى يمثل حجر الزاوية لمزيد من التعاون مع مصر. وأكدت كريستالينا أمس أن مصر ملتزمة بمرونة سعر الصرف وتنفيذ إجراءات البرنامج.
وأعلن البنك المركزي تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، ما أدى إلى ارتفاع الدولار أمام الجنيه بنحو 60%، من 30.94 جنيها إلى أكثر من 49 جنيها في البنوك اليوم، بهدف توحيد سعر الصرف.
الخروج من الدولة
وشدد صندوق النقد الدولي في برنامجه مع مصر على ضرورة تحرك مصر بسرعة لتنفيذ البرنامج المقترح، أي سحب الدولة من بعض أسهمها لصالح القطاع الخاص.
وقال وزير المالية الأسبق محمد معيط في وقت سابق إن مصر خرجت من برنامج الطرح العام الأولي بنحو 5.6 مليار دولار في الفترة من 2022 إلى نهاية 2023.
وعرقلت التوترات الجيوسياسية في المنطقة تنفيذ البرنامج المقترح، لكن الدولة أكدت أنها جادة في الخروج لإفساح المجال أمام القطاع الخاص.
وفي فبراير 2023، أعلنت الحكومة طرح 32 شركة ضمن برنامج الاكتتاب العام في قطاعات مختلفة: البنوك والبترول والأغذية والأسمدة وغيرها.
وفي فبراير الماضي، وقعت مصر أكبر صفقة استثمارية مع الإمارات بقيمة 35 مليار دولار لتطوير مشروع مدينة رأس الحكمة المطلة على البحر المتوسط على مساحة 170 مليون متر مربع.
كبح التضخم
ويؤكد صندوق النقد الدولي على ضرورة استهداف البنك المركزي لخفض معدل التضخم، الأمر الذي يتطلب الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة حتى يتم ضمان انخفاض مستدام في التضخم.
ورفع البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 19% خلال العامين ونصف العام الماضيين قبل أن يتركها عند مستويات مرتفعة تبلغ 27.25% للودائع و28.25% للقروض في اجتماعاته الأربعة الأخيرة.
وتحت ضغط ارتفاع أسعار البنزين والديزل والكهرباء بعد انخفاضها لمدة خمسة أشهر متتالية، ارتفع معدل التضخم مرة أخرى في الشهرين الماضيين، ليصل إلى 26.4% في سبتمبر من 26.2% في أغسطس.
الرقابة المالية العامة
ويدعو الصندوق إلى ضرورة ضبط الدين العام وتراجعه في الناتج المحلي الإجمالي وخفض الإنفاق الحكومي على المشاريع حتى لا يثقل كاهل الموازنة العامة للدولة.
وتهدف مصر إلى خفض إجمالي الدين العام إلى 80% بنهاية يونيو 2027، بهدف تخفيف عبء الدين. كما وضعت الحكومة، ولأول مرة، حدودًا قصوى للاستثمار في المشاريع التي لا تتجاوز تريليون جنيه مصري.