رابطة الدم.. مصر والجزائر بين الثورة وحرب الاحتلال

منذ 30 أيام
رابطة الدم.. مصر والجزائر بين الثورة وحرب الاحتلال

عاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لزيارة القاهرة، لتسليط الضوء على العلاقة التاريخية القوية بين مصر والجزائر، التي تمتد لأكثر من نصف قرن من التعاون والتضامن. منذ دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وصولاً إلى التعاون العسكري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. تاريخ يشهد على دعم مصر للجزائر، وإرسالها للجنود للمساعدة في الدفاع عن الثورة والتحرير.

وتسرد جريدة الشروق أهم محطات النضال المصري الجزائري منذ خمسينيات القرن الماضي من أجل الاستقلال وتحرير الأرض.

أعادت زيارة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون للقاهرة تسليط الضوء على الروابط القوية بين مصر والجزائر على مر العصور، بدءًا من دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وصولاً إلى التعاون العسكري لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي. هذه العلاقة التاريخية تستمر وتزداد تعزيزًا، مما يعكس التضامن والتعاون بين البلدين.

أورد كتاب ناصر العروبي الأخير، أن مصر كانت الداعم الأول للجزائر بالسلاح وبتدريب الثوار وذلك بأمر واصرار من الزعيم المصري جمال عبد الناصر.

وقد ظهرت تضحية مصر من أجل الثورة الجزائرية حين تسبب ذلك الدعم بمشاركة فرنسا في العدوان الثلاثي عام 1956 رغبة منها لتحييد الدور المصري وفقا لكتاب الحرب الباردة ونضال الجزائر للاستقلال.

وقد أوضح الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن إحدى شحنات السلاح المصرية للجزائر تكلفت ما يعادل نحو 4 ملايين جنيه حاليا بينما ذكر كتاب السياسة الجزائرية والثورة الاجتماعية إن إحدي الشحنات المصرية بلغ قوامها الـ3000 بندقية.

وقد استضافت مصر مباحثات جبهة التحرير الوطنية الجزائرية، وكانت القاهرة منطلقا لأهم الخطط السياسية للجبهة.

عاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لزيارة القاهرة، لتسليط الضوء على العلاقة الوطيدة بين مصر والجزائر التي تمتد لأكثر من نصف قرن، بدءًا من دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ووصولًا إلى التعاون العسكري بين البلدين في حروب مع إسرائيل. تاريخ غني بالنضال المشترك والتضامن بين البلدين.

وقد استمر الدعم المصري للجزائر رغبة بالحفاظ علي سيادتها بالمنطقة عقب انتهاء الثورة واستقلال الجزائر، حيث سارع الزعيم جمال عبد الناصر إبان اشتعال حرب الرمال بين الجزائر والمغرب لارسال أكثر من 1000 جندي مصري للمشاركة بصفوف القوات الجزائرية بالقتال وفقا لكتاب السياسة الجزائرية والثورة الاجتماعية.

زيارة الرئيس الجزائري تبون إلى القاهرة أعادت تأكيد العلاقة الوثيقة بين مصر والجزائر التي بدأت منذ ظهور القومية العربية، وتاريخ يمتد لأكثر من خمسين سنة من التضامن والتعاون. حيث دعمت مصر الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وشاركت بإرسال جنود لحماية الجزائر، وكذلك تعاونت البلدين عسكريًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في حروب عامي 1967 و1973.

وكانت الجزائر علي موعد لرد الجميل المصري عقب نكسة 1967 التي تسببت بتدمير جزء كبير من الطائرات الحربية المصرية لتسارع الجزائر بإرسال سرب من الطائرات طراز ميج 13 21 لتكون تحت تصرف الطيارين المصريين، وذلك وفقا لكتاب معارك طائرات الميج العربية.

وقامت الجزائر بارسال سرب إضافي خلال الـ3 سنوات التالية للنكسة بينما استقبلت عدد من الطيارين المصريين للحصول علي طائرات مقاتلة من الجزائر.

وقد ضربت الجزائر أروع مثال في العطاء خلال حرب أكتوبر إذ ذكر الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته أن الرئيس الجزائري سارع لشراء مقاتلات حربية من الاتحاد السوفييتي لدى علمه باحتمال اندلاع حرب بين مصر ودولة الاحتلال.

وأضاف الشاذلي، أن السوفييت رفعوا الأسعار علي الرئيس الجزائري فما كان منه إلا أن أرسل شيك علي بياض ليضع السوفييت به المبلغ الذي يرضوه لبيع الطائرات وذلك قبل أن ترسل الجزائر سرب من المقاتلات الحربية للجبهة المصرية بحلول 9 أكتوبر.

وقد استمر البذل الجزائري حيث قامت عقب انتهاء الحرب بارسال مساعدات مالية لمصر وسوريا لشراء المزيد من السلاح وقيمتها 200 مليون دولار، وفقا لكتاب معارك الميج العربية.


شارك