البنك الدولي يضاعف استثماراته الزراعية لمواجهة التحديات المستقبلية
وقال رئيس البنك الدولي أجاي بانجا إن المؤسسة تهدف إلى زيادة استثماراتها في القطاع الزراعي إلى 9 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2030.
ولا يقتصر هذا الاتجاه على ضمان الاستدامة الغذائية فحسب، بل يهدف أيضًا إلى خلق فرص عمل جديدة، حيث سيبحث في العقد المقبل حوالي 1.2 مليار شاب عن عمل في البلدان النامية، في حين تشير التوقعات إلى أنه لن يتوفر سوى 420 مليون فرصة عمل. .
وفي حديثه خلال فعالية زراعية في الاجتماع السنوي للبنك الدولي، شدد بانجا على الحاجة إلى ابتكار مناهج لتنمية الأعمال الزراعية.
ولفت إلى التحديات التي واجهها هذا القطاع في العقود الأخيرة، مثل مشاكل الإنتاجية، والمشاكل المتعلقة بالمياه والأسمدة، ومشاكل البنية التحتية والتمويل.
وأكد أن الوضع الحالي يتطلب تغييرات جذرية لتمكين التحول في هذا القطاع.
وأوضح بانجا أن هناك أربعة تطورات رئيسية تلعب دوراً في تحويل المشهد الزراعي. الأول يتعلق بالتأثير المتزايد لتغير المناخ على الزراعة. ويتلقى هذا القطاع، على الرغم من مساهمته الكبيرة في الانبعاثات، حصة صغيرة من التمويل المناخي، مما يتيح الفرصة لتشجيع الزراعة المتكيفة مع تغير المناخ، وتحسين كفاءتها الإنتاجية والحد من الآثار البيئية.
أما التطور الثاني، فيرى أنه يشمل ظهور أدوات مالية مبتكرة للحد من المخاطر في القطاع الزراعي. وهذه الأدوات، مثل ضمانات الائتمان وأدوات التأمين، جعلت التمويل أكثر أمانا واجتذبت المزيد من المستثمرين. وبحسب بانجا، فإن هذه الآليات، إذا تم تنفيذها بالتزامن مع الإصلاحات الحكومية، يمكن أن تؤدي إلى تحسن كبير في مناخ الاستثمار.
وأشار إلى أن التقدم في التكنولوجيا الرقمية يمثل العامل الثالث، حيث جعل التحول الرقمي الأسواق والخدمات المالية في متناول المزارعين.
وأكد أن هذه التطورات مكنت التكنولوجيا المالية والبنوك التجارية من تقديم خدمات مالية أكثر فعالية للمزارعين.
ويتعلق العامل الرابع بتمويل الأنشطة الزراعية من قبل الشركات الكبرى في قطاع الأغذية، مما أدى إلى انخفاض خيارات التمويل أمام صغار المزارعين.
وأشار بانجا إلى أهمية إنشاء تعاونيات ومنظمات تضم المزارعين لمساعدتهم على الانضمام إلى سلاسل التوريد العالمية والتغلب على العقبات التي تعيق تقدمهم.
وفي نهاية حديثه، أكد بانجا أن هذه التغيرات تمثل فرصة فريدة للتنمية الزراعية العالمية، خاصة في ظل التوقعات بارتفاع الطلب على الغذاء بنسبة 50 إلى 60% في العقود المقبلة.
وشدد على ضرورة الاستفادة من هذا الظرف واعتماد نهج شمولي لإدارة الأعمال الزراعية.
المصدر: وكالات