“معلومات الوزراء”: 6.9 تريليون دولار حجم الاستثمار العالمي في الأصول غير الملموسة عام 2023
أفاد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن الاقتصاد العالمي يشهد زيادة كبيرة في الاستثمار في الأصول غير الملموسة؛ وسيصل حجم هذه الاستثمارات إلى 6.9 تريليون دولار عام 2023، مقارنة بـ 2.9 تريليون دولار عام 1995، أي أكثر من الضعف.
جاء ذلك في إطار تحليل أجراه مركز المعلومات حول طبيعة وأنواع الاستثمارات غير الملموسة واتجاهات النمو العالمي لهذا النوع من الاستثمارات، بالإضافة إلى استعراض جهود مصر لدعم استثماراتها غير الملموسة، خاصة الملكية الفكرية.
وأوضح المركز أنه في المقابل، ارتفعت الاستثمارات الملموسة بنسبة 73%، من 2.7 تريليون دولار في عام 1995 إلى 4.66 تريليون دولار في عام 2023، كما أن الاستثمارات غير الملموسة زادت رغم عدم اليقين الاقتصادي وتشديد الأوضاع النقدية، وأظهرت قدرتها على النمو بمعدل ثلاثة أضعاف النمو. معدل الاستثمار بين عامي 2008 و2023.
وأضاف أنه في السنوات الأخيرة كان هناك تحول نموذجي في طريقة إنشاء القيمة وقياسها في عالم الأعمال، وأنه مع تزايد هيمنة الاقتصاد الرقمي والعولمة والتقدم التكنولوجي السريع، زادت أهمية الأصول غير الملموسة. دور حاسم في دفع الأداء المالي للشركات وتقييم السوق، وأصبحت الشركات التي تمتلك أصولًا قوية غير ملموسة، وأكثر مرونة، وتتمتع بقدرات الابتكار ومكانة في السوق حتى تتمكن من التفوق على المنافسة على المدى الطويل، حيث توفر هذه الأصول أساسًا النمو المستدام والربحية.
وتابع المركز أنه في الماضي كانت الاستثمارات موجهة في المقام الأول نحو الأصول الملموسة أو الملموسة مثل المصانع والمعدات وغيرها، ومع التطور التكنولوجي أصبحت الاقتصادات تعتمد بشكل متزايد على مخزون من الأصول غير الملموسة التي ليس لها وجود مادي، مثل الأصول غير الملموسة. على سبيل المثال، البحث والتطوير والمعرفة والبرمجيات والبيانات والتصميم والعلامات التجارية والسمعة والخبرة التنظيمية أو خبرة سلسلة التوريد والمهارات عالية المستوى – جميع الأصول التي تنتج عن الملكية الفكرية أو تتفاعل معها بطريقة ما.
وأشار إلى أنه يمكن تصنيف الأصول غير الملموسة إلى فئات مختلفة بناء على خصائصها واستخدامها. تمثل الملكية الفكرية مثل براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية جزءًا كبيرًا من الأصول غير الملموسة وتحمي إبداعات الشركة الفريدة من حيث استخدامها أو توزيعها.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الملكية الفكرية، تعد العلامة التجارية من الأصول غير الملموسة الهامة، حيث يمكن للعلامة التجارية القوية أن تميز الشركة عن منافسيها وتزيد من ثقة العملاء وولائهم.
وأشار المركز إلى أن علاقات العملاء تعد أيضًا أصولًا غير ملموسة مهمة، وأن الشركات التي تعطي الأولوية لإدارة علاقات العملاء غالبًا ما تتمتع بميزة تنافسية في السوق لأنها تستطيع الاستفادة من قاعدة عملائها الحالية لدفع النمو المستقبلي.
وأوضح مركز معلومات الوزراء أنه نظرا للتحول الرقمي الذي شهده العالم، تعد الأنظمة البرمجية نوعا أساسيا آخر من الأصول غير الملموسة حيث تعتمد الشركات بشكل كبير على البرمجيات لتنفيذ المهام المختلفة، بما في ذلك إدارة علاقات العملاء، وإدارة سلسلة التوريد، وغيرها من تحليل البيانات.
وأضاف أنه على الرغم من طبيعتها غير الملموسة، إلا أنها يمكن أن تساهم بشكل فعال في خلق وتوليد القيمة، سواء بالنسبة للاقتصاد ككل أو على مستوى الشركات أو الأفراد. تعد الأصول غير الملموسة أيضًا محركًا مهمًا على مستوى الاقتصاد الوطني، كما أن زيادة الإنتاجية ونمو الناتج المحلي الإجمالي للبلدان لديها القدرة على زيادة مرونة الاقتصادات في مواجهة الصدمات الكبرى من خلال استخدام التقنيات الرقمية.
وأوضح أن الاستثمار في الأصول غير الملموسة على مستوى المؤسسات يلعب دوراً مهماً في تحسين الميزة التنافسية للشركات وملكيتها الفكرية، ودفع الابتكار والنمو، وجذب أفضل المواهب، وتطوير ولاء العملاء، وفي نهاية المطاف ضمان نجاح السوق على المستوى الفردي. فهي تؤثر على الحياة اليومية من خلال تشجيع الابتكار، وتحسين الظروف الاقتصادية للناس، وخلق وظائف ذات رواتب أعلى، وتحسين جودة المنتجات.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى نمو الاستثمارات غير الملموسة بشكل أسرع من الاستثمارات الملموسة، ينبغي تسليط الضوء على بعض اتجاهات النمو الأخرى في الاستثمارات غير الملموسة، بما في ذلك زيادة حصة الاستثمارات غير الملموسة في الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالاستثمارات الملموسة.
وأشار إلى أنه في الاقتصادات التي تتمتع بحصة عالية من الاستثمار غير الملموس، اتسعت الفجوة بين الاستثمار الملموس وغير الملموس نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير: حصة الاستثمار غير الملموس في الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، تضاعفت تقريبا. الاستثمار العقاري في عام 2023.
وأوضح أن زيادة حصة الاستثمارات غير الملموسة في الناتج المحلي الإجمالي ترجع إلى تزايد أهميتها الاقتصادية خاصة في أوقات الأزمات، حيث أن مستوى الاستثمار غير الملموس أكثر مرونة من مستوى الاستثمار المادي أثناء الأزمات الاقتصادية، لافتا إلى أنه خلال الأزمات الاقتصادية جائحة (كوفيد-19) انخفض الاستثمار المادي بشكل أكثر حدة مقارنة بالاستثمار غير الملموس لأن الاستثمار غير الملموس، بطبيعته، أكثر مرونة وأقل عرضة للصدمات الاقتصادية التي تعطل العرض والطلب المادي من الاستثمار الملموس.
وتابع أنه في الفترة الأخيرة، حيث حدثت زيادة في أسعار الفائدة وانخفاض في تمويل الابتكار، مما أثر على رأس المال الاستثماري، أظهرت الاستثمارات غير الملموسة مرونة ملحوظة مقارنة بالاستثمارات الملموسة، ويمكن تفسير هذه المرونة من خلال توضيح التغير في النسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي قبل وبعد جائحة (كوفيد -19)، حيث سجلت لوكسمبورغ وفرنسا والسويد زيادة في الاستثمارات غير الملموسة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بين الفترتين، في حين سجلت دول (كرواتيا – سلوفينيا) – سلوفاكيا) سجلت أكبر انخفاض في الاستثمارات غير الملموسة بين نفس الفترات.
وأضاف مركز معلومات الوزراء أنه من حيث أسرع أنواع الاستثمارات غير الملموسة نموا خلال العقد الماضي، فإن البرمجيات والبيانات والعلامات التجارية هي أسرع أنواع الاستثمارات غير الملموسة نموا.
والجدير بالذكر أن البرمجيات والبيانات والعلامات التجارية نمت بمعدل أسرع ثلاث مرات من البحث والتطوير بين عامي 2010 و2018، في حين انخفض الاستثمار في منتجات الملكية الفكرية الأخرى (التنقيب عن المعادن والأعمال الفنية والترفيه والأدب) بين عامي 2011 و2021.
وذكر المركز أنه ومن حيث التوزيع الجغرافي للاستثمارات غير الملموسة، فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة صاحبة أكبر حجم من الاستثمارات غير الملموسة، تليها 22 دولة من الاتحاد الأوروبي، من بينها فرنسا وألمانيا، اللتان سجلتا نموا مماثلا بعد ذلك، ارتفعت الاستثمارات غير الملموسة في فرنسا إلى مستوى أعلى مما كانت عليه في ألمانيا.
وأضاف أنه اعتبارًا من عام 2018، بدأت ألمانيا في التفوق على المملكة المتحدة، وشملت الاقتصادات الأخرى ذات الأداء الأفضل ضمن الاتحاد الأوروبي الـ 22 إيطاليا وهولندا وإسبانيا وبولندا والسويد.
وفيما يتعلق بدور مصر في دعم استثماراتها غير الملموسة، أوضح مركز المعلومات الوزاري أنه ينطلق من أهمية الملكية الفكرية باعتبارها أحد أهم أنواع الاستثمارات غير الملموسة، وإيمانا بدورها في تعزيز الابتكار والإبداع الذي يشكل الأساس نظراً للنمو الاقتصادي والتنمية الثقافية في كل دولة، أصدرت مصر قانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والذي يضع الإطار القانوني لحماية مختلف أنواع الملكية الفكرية، بما في ذلك الرسوم والنماذج الصناعية والعلامات التجارية وحقوق النشر وبراءات الاختراع وقد تم اعتماد هذا القانون وفقًا للقانون رقم 178 لسنة 2020 المعدل، بالإضافة إلى نشر الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في سبتمبر 2022، والتي تعتبر حجر الزاوية في نظام الملكية الفكرية في مصر.
وتابع أنه على الرغم من الإطار القوي الذي وضعه القانون رقم 82 لسنة 2002، فإن إنفاذ حقوق الملكية الفكرية يواجه عددا من التحديات، منها: التعقيد الذي يواجهه العالم في مواجهة التحول الرقمي، وتوسيع التجارة الإلكترونية وغيرها. وتشهد البلاد ما يصاحب ذلك من سرقة البيانات والقرصنة عبر الإنترنت، إضافة إلى قلة الوعي العام بأهمية حقوق الملكية الفكرية.
وأضاف أنه يمكن معالجة هذه التحديات من خلال الإصلاحات التشريعية من خلال تحديث قوانين الملكية الفكرية لمواجهة التحديات الناشئة، خاصة فيما يتعلق بالمحتوى الرقمي والتجارة الإلكترونية. ويشمل ذلك توسيع نطاق الحماية ليشمل أشكالاً جديدة من انتهاك الحقوق، فضلاً عن حملات التوعية العامة من خلال زيادة وعي المجتمع بأهمية حقوق الملكية الفكرية من خلال تطوير برامج تعليمية تهدف إلى زيادة المشاركة في حقوق الملكية الفكرية وحمايتها على مستوى العالم. المستويات المؤسسية والمستهلكية والمهنية والقانونية.
ويمكن أيضاً معالجة هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون الدولي والعمل بفعالية مع المنظمات الدولية لتوفير الموارد والخبرة اللازمة لمواجهة تحديات إنفاذ الملكية الفكرية. على سبيل المثال، يمكن أن يتم التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية ومكاتب الملكية الفكرية الإقليمية.
وأشار مركز الإعلام الوزاري في التحليل إلى أن الاستثمارات غير الملموسة تلعب حاليا دورا مهما في زيادة الابتكار والإبداع ودعم النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أنه في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم وظهور تقنيات جديدة تتزايد أهمية هذه الاستثمارات. زيادة الأصول غير الملموسة زادت؛ وهذا يخلق حافزاً للعديد من البلدان لتبني سياسات تدعم هذا النوع من الاستثمار.
المصدر: أ.أ