كيف يؤثر اتساع الصراع بالمنطقة على جذب استثمارات جديدة بصناعة التعهيد؟
وبدأ الصراع في الشرق الأوسط يتسع بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، مع دخول لبنان في خط النار الإسرائيلي والحديث عن غزو بري محتمل للقوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى الاشتباكات المستمرة بين الحوثيين والصراع على رؤية مصر لـ جذب الشركات العالمية إلى صناعة الاستعانة بمصادر خارجية؟
ترغب وزارة الاتصالات في الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية للشباب لجذب الشركات العالمية التي تقدم خدمات التعهيد وجعل مصر وجهة رئيسية لصناعة التعهيد العالمية. وتهدف أيضًا إلى زيادة الصادرات الرقمية القائمة على خدمات التعهيد إلى 9 مليارات دولار في عام 2026. مقارنة بـ 6.2 مليار دولار العام الماضي.
ويرى محمد الدرعاوي، الرئيس التنفيذي لشركة تارجت للموارد البشرية، أن الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط مهم لنمو الأعمال بشكل عام، خاصة أن مصر قريبة من الأحداث الجارية، ولها تاريخ رائد وتعد قوة إقليمية كبرى.
ومن المتوقع أن يكون التأثير محدودا نظرا للفرص الاستثمارية الواعدة في السوق المصرية، ومصر ليست طرفا رئيسيا، بل تلعب دورها كقوة إقليمية كبرى في إنهاء الحرب في غزة وتهدئة الأوضاع الإقليمية.
وقال إن وجود عدد من الشركات العالمية التي تقدم خدمات التعهيد في مصر وتوسعها الملحوظ يساعد على عكس الصورة الحقيقية لما يحدث في المنطقة ويؤكد للشركات الأجنبية الأخرى أن الاستثمار في صناعة التعهيد في مصر أمر منطقي الفرصة التي يجب اغتنامها.
ويرى الدرعاوي أن الوضع في منطقة أوروبا الشرقية، التي تعتبر مع الهند والفلبين من أكثر الأسواق تنافسية لخدمات التعهيد، يتأثر بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي على ما يبدو لن تهدأ قريبا وهو ما تحث الشركات على التوجه أكثر إلى السوق المحلية كهدف لتقديم خدمات التعهيد وهو ما يصب في مصلحة مصر.
وقال إيهاب حسين، المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي لدى سايبر نت، إن الاستقرار السياسي عنصر أساسي لنظيره الاقتصادي من حيث معدل النمو وزيادة فرص العمل وتقليل البطالة، ولا يقتصر تأثيره على دول الصراعات فحسب، بل يشمل أيضا له تأثير على الدول المحيطة.
ومن المعتقد أن المزايا الموجودة في مصر، مثل القوى العاملة المدربة والبنية التحتية المتقدمة، ستساعد في جذب الشركات العالمية لجعل مصر مركزًا لتصدير الخدمات. ومع ذلك، إذا كان المناخ السياسي في المنطقة أكثر هدوءا، فإنه سيساهم في تطوير أسرع لجاذبية هذه الشركات.
قال رئيس إحدى الشركات العالمية في صناعة خدمات التعهيد في مصر، إن التوترات التي شهدتها المنطقة مؤخرًا لن يكون لها تأثير كبير على مصر ونمو الأعمال هناك، خاصة وأن مصر تلعب دور الوسيط في الصراع الإسرائيلي. ولا تتدخل عسكريا بشكل مباشر في الأحداث.
والجدير بالذكر أن صناعة الاستعانة بمصادر خارجية شهدت طفرة كبيرة في الاستثمارات الأجنبية والإقليمية في مصر على مدى العقد الماضي.
اتجهت أنظار العالم نحو مصر لما تتمتع به من موارد بشرية هائلة وكوادر شابة قادرة على القيام بدورها في الصناعة في ظل خطة الدولة الطموحة لإعادة هيكلة القطاع العام وإتاحة فرصة كبيرة للقطاع الخاص لإحداث الفارق. خطة التنمية، خاصة بعد الطفرة الكبيرة في تطوير البنية التحتية وإنشاء المناطق التكنولوجية.